عن رفض الرئيس السيسي مكالمته.. نتنياهو: لكل بلد مصالحه التي يقلق بشأنها
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، إن العلاقات مع مصر تدار بشكل جيد ولكل بلد مصالحه التي يقلق بشأنها.
ونقلت القناة الـ 13 الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، عن نتنياهو، أن العلاقات مع مصر تدار بشكل جيد، أو هي جيدة في مجملها، ولكل بلد مصالح التي يقلق بشأنها، وأنه يقلق من أجل مصالح إسرائيل.
وجاء تصريح نتنياهو ردا على سؤال القناة على موقعها الإلكتروني خلال مؤتمر صحفي، يتعلق برفض الرئيس عبدالفتاح السيسي، تلقي مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذلك “في ظل الخلافات مع مصر حول تحرك إسرائيلي محتمل في محور فيلادلفيا ورفح”.
ويوم الأربعاء الماضي، ذكرت القناة “13” الإسرائيلية، أن الرئيس المصري رفض طلبا لتلقي مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ونقلت القناة عن مصدرين إسرائيليين مطلعين، إن ذلك يأتي “في ظل الخلافات مع مصر حول تحرك إسرائيلي محتمل في محور فيلادلفيا ورفح”.
وقالت القناة إن “مكتب نتنياهو تقدم عبر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بطلب للجانب المصري لتنسيق مكالمة هاتفية مع السيسي، لكن لم تتم الاستجابة للطلب”.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد شدد على أن “معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع”، وقال السيسي، في كلمة له خلال احتفال عيد الشرطة الـ 72، إن “مصر ليست السبب في قلة دخول المساعدات إلى غزة”، مؤكدا أن “الإجراءات الإسرائيلية هي من تؤجل دخولها إلى القطاع، وهي إحدى وسائل الضغط التي يمارسها الجانب الإسرائيلي على سكان غزة”.
ويوم الاثنين الماضي، أكد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، أن “سعي إسرائيل للسيطرة على محور فيلادلفيا في قطاع غزة، على طول الحدود مع مصر سيؤدي إلى تهديد خطير وجدّي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية”.
وأضاف أن “إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب هو محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر”.
وشدد على أنه “يجب التأكيد الصارم على أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه، سيؤدي إلى تهديد خطير وجدّي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية، فمصر فضلا عن أنها دولة تحترم التزاماتها الدولية، فهي قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار”.
وتابع البيان: “على الحكومة الإسرائيلية أن تجري تحقيقات جادة بداخل جيشها وأجهزة دولتها وقطاعات مجتمعها، للبحث عن المتورطين الحقيقيين في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، بهدف التربح”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد صرح في وقت سابق، أن “محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية (في غزة)، يجب أن يكون تحت سيطرتنا… من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه”.
وترفض مصر سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، معتمدة في ذلك على معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة عام 1979، وكذلك اتفاقية “أوسلو” الثانية في عام 1995، حيث تم الاتفاق على بقاء المنطقة شريطًا آمنًا.
وانتقدت منظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات نتنياهو باستعادة إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا باعتبارها “تدميرا للاتفاقيات مع منظمة التحرير ومصر”، وتتحفظ القاهرة على الخطط الإسرائيلية، لمنع تفاقم الأزمة في المناطق الحدودية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من ديسمبر الماضي.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن وقوع أكثر من 26 ألف قتيل ونحو 66 ألف مصاب.