عنوانها المحبة | بقلم شيرين خالد
“مهلاً فما وطني الأعز بضاعةٌ تُزجى وما قومي متاعٌ يُجلَب”
وطنٌ صامدٌ في وجه الصعاب .. قادرٌ على الوقوفِ في وجه أي عدوان مهما كان قوي …
هذا هو وطننا الغالي مصر الذي خصه المولى عز وجل وتجلى على أرضه المباركة وخصّه بالذكر في العديد من المواضع في القرآن الكريم والإنجيل المبارك، هذا الوطن الذي مر عليه العديد من الأعداء والمتربصين فكانت أرضه مقبرة لغدرهم اللعين وأطماعهم الدفينة ..
وطن وقف صامداً ضد الظلم والاستبداد و ثار ضد الحقد والكراهية والبُغض المستتر تحت شعارات الدين وهي أبعد ما يكون عن روحه السمحة.
هذا هو الوطن الذي ولد به نبي واحتمى بأرضه نبي ودعا له نبي .
مصر منارة العلم والدين دائما ما كانت منبعا للثقافة والمعرفة، بها العديد من المنابر التي يقصدها الباحثين عن العلم والمعرفة من بقاع كثيرة فالأزهر جامع وجامعة خرّج العديد من العلماء الذين ساهموا بشكل كبير في نشر الدين الوسطي القويم .. الكنيسة المصرية مرجع للأقباط الأرثوذوكس من كل حدب وصوب …
ولكن دعوني أستفيض عن هذا الصرح الذي شرفت كوني تخرجت فيه عقب دورتين تثقيفيتين في مجالات الاستراتيجية والأمن القومي، وإدارة الأزمات والتفاوض إنه الصرح العلمي الشامخ ” أكاديمية ناصر العسكرية العليا ” حكاية من الوطنية والانتماء والوعي والصمود، حكاية من اللحمة الوطنية والعربية.
إذا أردت أن ترى التواضع والأخلاق النبيلة والعلم الغزير والفكر المستنير عليك بهذا المحراب، قد كانت تجربتي قاصرة على واحدة من ثلاث كليات بها ” كلية الدفاع الوطني كلية الحرب العليا كلية القادة والأركان ” لكنها كانت تجربة ثرية كُلّلت بالمشاركة في االحفل السنوي لتكليل جهود من طرقوا أبوابها بحثا عن المعرفة، أسرة واحدة يجمعهم رباط مقدس وهو المحبة للوطن، عيونٌ على الحقيقة بلا أي تزييف أو تزيين.
إذا أردت التعرف عن عظم دوره الوطني عليك بالنظر إلى عيون هؤلاء الشباب الذين أثر بهم كثيرا فأصبحوا سفراء لرسالتها الوطنية.
إذا طرقت بابه سائلا للمعرفة زودك بالقيم والمثل العليا وصحبة تشرف بمعرفتهم ولا تنقطع أواصل التعاون والتكامل بينكم بانقضاء الدراسة به هذا الصرح الذي لمست به اليوم شعور العروبة حينما رأيت في كلمات طارقي أبوابه من أشقائنا العرب أو أصدقائنا من الدول المختلفة وهم يشيدون به ويودعونه بكلمات الشكر والعرفان.
حينما شرفت بترشيحي للتحدث عن استفادتي من دراستي بالأكاديمية لم أجد أفضل من كلمات ” حب الوطن ” معبرا عن ما بداخلي
حب ٌ تُرجِمَ لسعي وراء المعرفة والحقيقة وكُلِّل بالوقوف على أول طريق التزود من بحر العلم الواسع الذي يثري العقل والفكر ويقوي الإرادة، حبٌ لمسته في عيون كل من تعاملوا معنا من قواتنا المسلحة الباسلة الذين تعاملوا معنا كأخوة وأبناء لهم ” خير سفراء لتلك المؤسسة الوطنية العريقة “.
حبٌ امتزجت فيه ثقافات وأفكار مختلفة لفئات مختلفة من قطاعات مختلفة من الدارسين الباحثين عن المعرفة، حبٌ قَرَّب بين القلوب المحبة للوطن وقرَّب المسافة بين محافظات مصر المختلفة ومزج بين ثقافات مختلفة.
هذا هو الحب الذي يدفع بنا جميعا وقت الشدائد مرابطين على الزود عنها غير ضانين عليها بأي غالٍ ونفيث، حبٌ جُبِلنا عليه فيجري في عروقنا مجرى الحياة.
لذلك اختتمت كلمتي برسالة من القلب صاغتها الحروف في حب مصر:
مصر الحياة وحبها الشرف الذي … بطرازه العالي أُدَّلُ وأُعجَب
نفسي وما ملكت يداي لأمتي … وبناة آبائي ومن أنا مُنجِب
علمتهم حب البلاد أجنة … وذوي تمائم ينصتون وأخطب
مهلاً فما وطني الأعز بضاعة … تزجى وما قومي متاع يجلب
حفظ الله مصر شعبا وجيشا وشرطة وحفظ العاملين على الدفاع عنها
أبطالنا المقاتلين في شتى المجالات ليست العسكرية فحسب بل الفكرية والثقافية والعلمية والأخلاقية وغيرها في جميع مناحي الحياة، قتال يعتمد على الأخلاق والمعرفة وحب الوطن