عملية مخابراتية أمريكية بريطانية مشتركة تضرب جيش داعش الإلكتروني
نجحت عملية مخابراتية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا فى تتبع وضبط عناصر قيادية فى الجيش الالكترونى لتنظيم داعش الارهابى “جيش الخلافة الاليكترونى ” وتكشفت من العملية معلومات مهمة عن مهام للتتبع والقرصنة واختراق المواقع الاليكترونىة والاتصالات يقوم بها عملاء جيش الخلافة الاليكترونى فى عدد من الدول الغربية ، ويتم بموجب هذه الانشطة القيام بمهام تجنيد لعناصر جديدة فى داعش من مواطنى الدول الغربية.
وكشفت مصادر فى وكالة الأمن القومى الأمريكية،أن العملية المشتركة لتفكيك الجيش الاليكترونى لداعش بدأت أواخر مارس من العام 2015 فى اعقاب قيام كتائب داعش الاليكترونية بإختراق حاسوبات تخص الحكومة الامريكية والوصول الى بيانات 1300 موظف امريكى بعضهم فى اجهزة أمنية وما استتبع ذلك من صدور اوامر الى وحدات داعش باصطيادهم والتخلص منهم فى عمليات منفردة .
وبحسب مصادر الأمن الأمريكية والبريطانية فقد كان ذلك كافيا لشحذ همم الوكالات المعنية بمكافحة الارهاب الاليكترونى لمواجهة هذا التهديد غير التقليدى ، واعترفت مصادر مخابراتية غربية لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية واسعة الانتشار بأن معوقات قانونية بشأن حماية الخصوصية قد اعاقت فى الاسابيع الاولى من تنفيذ عملية التصدى لتقنين اجراءاتها لكن تصاعد نشاط وحدات التنفيذ الارهابية لداعش فى الولايات المتحدة بدءا من مارس 2015 وما تلاه قد اقنعت سلطات العدل الامريكية بالتعاون مع أجهزة الأمن لتتبع الحسابات الشحصية لبعض المقيمين على الاراضى الأمريكية وهو ما نتج عنه الايقاع بعدد من عناصر “الذئاب المنفردة” التى تتبع داعش والتى تقوم بعمليات التصفية بناء على المعلومات التى وفرها لهم جيش الخلافة الاليكترونى عن اشخاص بعينهم .
وترى وزارة الأمن الداخلي الامريكية ان التصدى لإراهاب داعش الاليكترونى لا يقل أهمية عن التصدى لانشطتهم الاستهدافية العسكرية المباشرة بل انه قد يكون مقدمة لاجهاض هجمات داعش الارهابية التقليدية .
وكانت المفاجأة التى كشفت عنها عمليات الأمن الامريكية فى بدايتها هو انخراط عدد غير قليل من الامريكيين المنحدرين من اصول بريطانية فى انشطة داعش التى بدا وكأنها تعتبرهم الوعاء التجنيدى الأهم لها على الاراضى الامريكية ، وانطلاقا من هذا دخلت الاستخبارات البريطانية على خط مواجهة الارهاب الاليكترونى لداعش من خلال وحدات مكافحة الارهاب الرقمى البريطانية التى عملت جنبا الى جنب مع الاستخبارات الأمريكية.
وعلى مدار العامين الماضيين،أبدت العملية الامريكية البريطانية المشتركة لمواجهة انشطة داعش الاليكترونية نجاحا كبيرا فى اجهاض انشطة كتائب داعش الاليكترونية وأسفرت العملية التى احيطت بجدار مشدد من السرية عن الايقاع بما لايقل عن مائة عنصر من كتائب داعش الاليكترونية و12 عنصرا قياديا فى هذه الكتائب كانت مهمتها تحليل المعلومات التى يوفرها لهم الهاكرز الداعشيون ونقلها الى قيادات التنظيم العليا فى سوريا والعراق،وبفضل الضربات الجوية بالطائرات التى تعمل بدون طيار شهد صيف العام الماضى نهاية عدد من المراكز العملياتية الاليكترونية لداعش فى الشرق الاوسط وهو ما اعجز داعش عن تجنيد قيادات بديلة لهم تحت وطأة تصاعد العمليات العسكرية التقليدية لمواجهة داعش على الارض فى سوريا والعراق .