عمليات الموساد لا تزال نشطة في جنوب لبنان رغم صمت البنادق
يعطي جهاز التجسس الإسرائيلي الذى عثرت عليه الاستخبارات اللبنانية فى جنوب لبنان، مؤشرا قويا على استمرار حروب المخابرات قائمة بين البلدين، وأن عملياتها مستمرة على الرغم من صمت البنادق فى الوقت الراهن، خاصة فى مناطق التماس الحدودية.
ولم تكن واقعة ضبط جهاز التجسس الإسرائيلي في جنوب لبنان هي الأولى من نوعها إذ سبق أن ضبطت أجهزة الأمن اللبنانية معدات تجسس إسرائيلية في جنوب لبنان عدة مرات، ففي سبتمبر 2014 لقى جاسوس مصرعه قرب قرية ” الدون ” اللبنانية الجنوبية وعثر بحوزته على جهاز مريب انفجر ذاتيا عند فحص عناصر الأمن اللبنانية له، وتبين لاحقا أن هذا الجهاز متصل بدوائر الاتصالات العملياتية لحزب الله والممتدة شبكاتها فى جنوب البلاد، وكان يتم تمرير تلك الاتصالات إلى المخابرات الإسرائيلية من خلال هذا الجهاز.
واعترف حزب الله وقتها أن الجهاز المضبوط تم تفجيره عن بعد بمعرفة إسرائيل بهدف إعطابه وتفويت الفرص على سلاح الهندسة العسكري اللبنانى معرفة أسرار تشغيله أو حتى انتاج نسخ منه باستخدام الهندسة العكسية، وفي أكتوبر 2009 وفي منطقة الدون ذاتها اكشفت دورية مرور عسكرية لبنانية جهازين من ذات النوعية انفجرا ذاتيا لدى اقتراب الفنيين اللبنانيين لفحصهما.
وتقوم الاستخبارات العسكرية اللبنانية حاليا بتفكيك جهاز التجسس الإسرئيلي لمعرفة أسراره وطريقة عمله، وقد تم اكتشاف جهاز التجسس الإسرائيلى فى التاسع من الشهر الجارى في أحد ضواحي منطقة كفرشوبة وهي قرية لبنانية أكثر سكانها من الشيعة، تحديدا فى منطقة العرقوب الواقعة على مسافة 100 ميل جنوب شرقي العاصمة اللبنانية بيروت، وتعد منطقة كفر شوبة ذات أهمية استراتيجية كبيرة إذ تطل على الشمال الإسرائيلي باتجاه الجنوب، وعلى مرتفعات الجولان من الشرق، وتعرضت للقصف الإسرائيلي عدة مرات منذ التسعينيات وإلى اليوم يتكاثر فيها التوجد العسكرى اللبناني، لذا كان من الطبيعي أن تنشط فيها العمليات السرية للمخابرات الإسرائيلية.
وأكدت التقارير الأولية للاستخبارات اللبنانية أن جهاز التجسس المضبوط كان على شكل ” صخرة اصطناعية ” لكى لا يسهل اكتشافه و تم زرعه فى منطقة الرويسات بكفر شوبه وفى مواجه مركز عسكرى للجيش اللبنانى، وبفحص الجهاز الإسرائيلي فنيا بمعرفة الاستخبارات اللبنانية تبين احتوائه على كاميرات تصوير متطورة تعمل بالطاقة الحرارية “thermographic”، وتعتمد في تشغيلها على الأشعة تحت الحمراء تقدر على التقاط الصور الاستطلاعية وإمداد المخابرات الإسرائيلية بها حتى في أوقات الظلام، كذلك تم رصد كتابات باللغة العبرية على الجهاز المضبوط.