سياسةعاجل

عمرو عبد الرازق : انتهى زمن تطابق المواقف بين الدول

bc457f88a2b1c4e46a8c845566661162

حذر المستشار عمرو عبد الرازق، رئيس محكمة امن الدولة العليا الأسبق، الخبير القانوني والاقتصادي، من التعاطي الخاطئ مع ما قد يفرزه المشهد الحالي في العلاقات المصرية –السعودية، وقال أن الأمور يجب أن تُفهم من خلال منظور سياسيي فقط دون أن يتم تحميلها بأي قدر من الإسقاطات التاريخية السابقة.

وأوضح أن التطور في المفاهيم السياسية واختلاف الرؤي بالإضافة إلى التعقيدات الجيوسياسية ، أنهت تماما زمن تطابق المواقف بين الدول.

وقال أن الحرب العالمية الثانية قامت بسبب وجود تطابق من نوع ما في وجهات النظر ، وهذا كلف العالم في ذلك الوقت اكثر من 100 مليون قتيل وأعداد لا تحصى من المصابين والمفقودين فضلا عن الدمار غير المسبوق الذى حل بجميع الدول التي شاركت في تلك الحرب.

وأضاف ” لذلك يجب نؤكد على أن الخلاف السياسي وليس التطابق يمكن أن يمثل رحمة ، فمثلا لو استمر التطابق بين مصر والسعودية في وجهات النظر ، لكانت مصر الآن منخرطة في حرب لانهاية لها في اليمن وسوريا، لذلك فان الخلاف الحاصل الآن بين الرياض والقاهرة فرصة جيدة ومريحة للطرفين يحقق كلا منهما ما يراه مناسبا بما يتناسب مع مواقفه واستراتيجية.

وتابع عبد الرازق ” أن ما يزعج البعض على المستوى الشعبي أو النخبوي سواء في مصر أو السعودية هو تفاصيل هذا الخلاف التي تعتبر من المنظور السياسي مقبولة ومفهومة لصناع القرار السياسي في البلدين، خاصة أن يزعجهم المشهد يقارنون بين ما حدث في أعقاب 30 يونيو 2013، وما يحدث الآن.. وهي للحقيقة مطابقة غير واقعية فرضتها لحظة تاريخية فارقة “.

واردف الخبير الاقتصادي أن القراءة الجيدة تؤكد أن الأزمة الحالية في طريقها إلى الحل خاصة مع اقتراب وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض، باعتبار أن السعودية ترى في الأزمة في سوريا بالنسبة لها انعكاسا للاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة 5+1 ومن ضمنها أمريكا، وهذا الاتفاق سيتم احتواء تداعياته مع وصول ترامب، وهو ما يخفف الكثير من الأعباء والضغوط على القيادة في الرياض.
ودعا المستشار عبد الرازق، وسائل الإعلام إلى ضرورة توخى الحذر وهي تناول المشهد الحالي بين مصر والسعودية، حتى لا تتسبب دون قصد في تحويل الأزمة إلى مشكلة يصعب التعامل معها في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى