عمرو الليثى : ممدوح الليثى عشق الصحافة والتليفزيون وعبد القدوس كان سببا فى تركه البوليس

توجه الاعلامى د. عمرو الليثى بالشكر والتقدير الى عصام الامير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون القائم بأعمال وزير الاعلام على قراره بإطلاق اسم الراحل ممدوح الليثى على استديو “10” وهو من أكبر الاستديوهات بمنطقة الشرق الاوسط ، وهذا ليس بغريب على قيادات اتحاد الاذاعة والتليفزيون ويؤكد انه مبنى رائد فى المبدعين المتواجدين به وايضاً فى تكريمه لابناءه ، وهذا يؤكد اننا عندما نُكرم كبار الاعلاميين نضع اسوة وقدة لشباب الاعلاميين
واتوجه بالشكر له وللإعلامية الكبيرة صفاء حجازى رئيس قطاع الاخبار والتى سمحت بان اكون متواجد اليوم معاكم فى الذكرى الثانية لرحيل ممدوح الليثى
جاء ذلك خلال حلوله ضيفاً ببرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى
وقال الليثى فى رده على سؤال حوال مسيرة والده الفنية انه توفى وعمره 75 سنة وازعم انه عاش الف عام بخبرته التراكمية التى اكتسبها وهذا الشاب الصغير الذى ولد بمنطقة فم الخليج من طبقة متوسطة وله 8 من الاشقاء نصفهم ضباط جيش وشرطة و2 منهم من الضباط الاحرار ، هذه التركيبة القوية وابى كان رجل عصامى ومن سن 14 سنة بدأ يُفكر فى عمل جريدة ويقوم بطباعته بمطبعة بجوار المنزل ، ثم يلتحق بكلية البوليس 1955 وكان وقته شقيقه الاكبر جمال الليثى عضو مجلس قيادة الثورة ، وفى فترة الكلية يعود الى الصحافة التى يحبها وينشئ مجلة البوليس وحوارات مع كبار الكتاب مع طه حسين واحسان عبد القدوس ، واثناء حواره مع طه حسين قال له ما اسم الكلية اجاب ممدوح كلية البوليس واقترح الكاتب الكبير ان يتم تعديل الاسم الى كلية الشرطة وهذا ما تم
واضاف الليثى انه والده ترقى ليصبح رئيس مباحث أسيوط وفى هذه الفترة كان يمارس الصحافة بمجلة صباح الخير وروزاليوسف وارتبط باحسان عبد القدوس وكتب لاول مرة فيلم ” تاكسى ” 1966 ودخل مهرجان التليفزيون وحصد الجائزة الاولى ثم تعددت اعماله الى “شرف المهنة” و”جريمة الموسم ” ، وكتب احسان عبد القدوس وقتها مقاله الشهير ” افصلوا هذا الضابط ” وليذهب الى التليفزيون ووقتها قرأ وزير الداخلية الشعراوى جمعة هذا المقال فاستدعاه وقال له بدل ما تذهب الى اسيوط خليك فى قسم العلاقات العامة والاعلام فاجاب ممدوح الليثى بانه يريد الذهاب الى التليفزيون وبالفعل انتقل وكان التليفزيون وقتها بدأ بثه من حوالى 7سنوات
واشار الليثى ان بدايه رحلة حياة والده بالتليفزيون المصرى بدأت بتولى مسئولية قسم السيناريو وترقى الى مراقب عام افلام التليفزيون ومدير عاماً له ، وبدأ يُفكر فى ظهور جيل جديد من الشباب من الكتاب من خريجى المعهد العالى للسينما ، وجاء بعمر الشريف عام 1983 وكان وقتها انتهى من اداء دوره الشهير لورانس العرب واجره كان 300 الف دولار واقنعه ان يأخذ 2500 جنيه ووافق عمر الشريف حباً فى مصر والتليفزيون المصرى ، والتليفزيون المصرى هو الرائد للجميع وندين له بالفضل
قطاع الانتاج :
واوضح الليثى ان فترة توليه منصب رئيس قطاع الانتاج قد ساهمت فى خروج المئات من الافلام التسجيلية والوثائقية والاعمال الدرامية الرائعة ، وبدأ يفكر ممدوح الليثى لماذا يخرج الممثل وينتج المسلسل خارج التليفزيون ويعود التليفزيون المصرى ويشترى العمل ومن هنا كانت فكرة قطاع الانتاج وعرض الفكرة وقوبلت بالترحاب ومن هنا جاء باهم واعظم صناع الدراما من كتاب وممثليين ومخرجين للعمل بالقطاع ومنهم عادل امام وفاتن حمامة فى ضمير ابلة حكمت وكانت فاتن حمامة منقطعة عن الظهور على شاشة التليفزيون وذهب الى بيتها واقتعها وايضاً نور الشريف وحسين فهمى وفريد شوقى ، جميع النجوم عملوا مع التليفزيون المصرى وبدأت المحطات تشترى الاعمال الدرامية من التليفزيون بعد ان كان يشتريها منهم
وبدأ بتسويق تلك الاعمال الرائعة ومنها ” عمر عبد العزيز ” و”ليالى الحلمية ” و ” نصف ربيع الاخر ” و ” المال والبنون ” وفوازير شريهان ونيللى وكانت التوليفة الرائعة التى ترضى كافة الاذواق وتحترم البيت المصرى ، وكان يقرأ النصوص بعناية ثم يختار المخرج المناسب من خلال خطط انتاجية قصيرة وطويلة الاجل ولهذا اعمال قطاع الانتاج باقية ويعشقها المشاهد وكان العصر الذهبى لدراما ماسبيرووكنا نقول لرجال المرور ان الشوارع ستكون فاضية بسبب ان الملايين ستتجمع حول شاشة التليفزيون لمشاهدة الاعمال الدرامية
وساهم فى ادارة قطاع الانتاج بشكل احترافى فانتج 7000 الاف ساعة درامية و400 فيلم روائى ، 600 فيلم تسجيلى
مدينة الانتاج الاعلامى :
واوضح الليثى ان بداية التفكير فى انشاء مدينة الانتاج الاعلامى جاءت بعد نجاح تجربة قطاع الانتاج وحيث وصلت نسبة الساعات الدرامية الى 500 او 600 ساعة درامية للقطاع ، وبدأ التفكير كيف نصل الى 10000 ساعة انتاج درامى وتم عرض الامر على القيادة السياسية لانشاء مدينة الانتاج الاعلامى وكانت صحراء جرداء وذهب ممدوح الليثى والمهندس محمود كشك رئيس قطاع الهندسية وهما المكلفيين من القيادة السياسية بتنفيذ المشروع وبدأ انشاء المدينة واول مسلسل تم تصويره الفرسان وجزء من مسلسل المال والبنون ومسلسل الوسية ويعقبها بناء حى كامل فى المدينة حى ” المنشية ” وتم تصوير فيلم ناصر 56 مع النجم احمد زكى
جهاز السينما بمدينة الانتاج الاعلامى :
واشار الليثى الى ان توليه منصب جهاز السينما قد ساهم فى انتاج عدد من الاعمال الرائعة منها معالى الوزير ، واحد صفر ، الطريق االى ايلات ، انت عمرى
كما شغل ممدوح الليثى منصب نقيب السينمائيين مرتين ورئيس اتحاد النقابات الفنية ورئيساً لمهرجان الاسكندرية السينمائى
وقال الليثى ان الافلام التى انتجها او كتب السيناريو لها كان لها خط سياسى واغلبها كانت ستمنع من العرض ” الكرنك ، ثرثرة فوق النيل ، ميرامار ، المذنبون ” وفى هذا الفيلم الاخير اقيل رئيس الرقابة و17 رقيب بسببه
أزمة فيلم الكرنك :
اما عن فيلم الكرنك فكان يوسف السباعى وزير الثقافة وقتها وكان الفيلم يتحدث عن المعتقلات وأصدر يوسف السباعى قرار بمنع الفيلم وكان من انتاجه وذهب ممدوح الليثى الى الرئيس السادات فى منزله والتقى بجيهان السادات ثم الرئيس
وكانت العلاقة بين ممدوح الليثى والسادات لها بعد اخر من فيلم ” ميرامار ” وكانت به جملة يقولها يوسف وهبى ” طظ فى الاتحاد الاشتراكى ” وتم منع الفيلم وقام الرئيس عبد الناصر بتشكيل لجنة لمشاهدة الفيلم برئاسة النائب انور السادات لمشاهدة الفيلم ووقتها قال ممدوح الليثى لنجيب محفوظ وهو كاتب القصة ان يذهب معاه فرفض وقال انا كتبت القصة وانتا كتبت السيناريو فتحمل المسئولية
وبالفعل شاهد السادات الفيلم مع ممدوح الليثى ووافق السادات على عرض الفيلم مع حذف جملة واحدة تسئ الى المرأة المصرية ووقتها طلب السادات رأى اللجنة ورفع يده ممدوح الليثى بسؤال من سيتولى حكم مصر بعد عبد الناصر فلم يجبه السادات ، وتذكر السادات تلك الجملة عند لقاءه بممدوح الليثى فى منزله بسبب أزمة فيلم ” الكرنك ” وقال له فاكر يا ممدوح مشيراً الى انه لم يكن يعرف وقتها من سيتولى الحكم
وعندما طلب السادات يوسف السباعى لمعرفة أزمة فيلم الكرنك كان بالخارج فطلب السادات بفتح استديوهات مدينة السينما فى الفجر وخروج شريط الفيلم وشاهده بفيلته ووافق على العرض وقام الليثى باهداء جزء من ايرادات فيلم الكرنك الى القوات المسلحة دعماً لها ، وايضاً فيلم الرئيس والمشير والذى كان يريد ان يرى النور ولكن الرقابة رفضت وكان اخر حلم له ان ترى قصته عامر وناصر النور فى فيلم سينمائى ، وزف الليثى بشرى بأن كتاب الصديقان مطروح فى الاسواق حالياً
وعرض برنامج صباح الخير يا مصر فيلماً مصوراً عن الراحل ممدوح الليثى فى ذكرى رحيله الثانية اليوم الجمعة بصوت الفنان سمير صبرى كانت الانطلاقة الاولى والظهور الاول لمحمد صبحى والذى دعمه ممدوح الليثى وكان دور نور الشريف سيقوم به احمد زكى وزعل وصالحه والدى بعد ذلك من خلال الفيلم الرائع ” انا لا اكذب ولكنى اتجمل ” و” المدمن ” و” ناصر 56 ” وجهز مع احمد زكى فيلم ” السادات “
علاقة الاب بابنه
اشار عمرو الليثى الى علاقة الصداقة التى جمعته بوالده وحبه الكبير له ولاسرته وحادثة وفاة ابنه فى سن 10 سنوات اثرت عليه كثيراً ،
وكان لدى الليثى فكر ورؤية ورسالة واستراتيجية اعلامية ، ونشأته فى اسرة متوسطة وسط الناس اثرت كثيراً فى شخصيته وقام بتريتى على هذا الامر واصبحت مثله
وكانت له رؤية اعلامية فعندما اراد ان يتحدث عن مكافحة الارهاب قدم مسلسل ” العائلة ” وحول علاقة المال وسطوته فقدم ” المال والبنون ” ، وعندما اراد ان يُزكى روح الوطنية ونموذج للبطل فقدم “رأفت الهجان ” والاسلام المعتدل فى مسلسل ” الخليفة عمر عبد العزيز ” وفيلم ” واحد صفر ” وزواج المسيحية بمسلم ، و” معالى الوزير ” وكيفية اختيار الوزراء ، ومسلسل ” هارون الرشيد ” عندما رفض نزر اداء الشخصية ذهب الى منزله ووافق على اداء الدور ، وقدم عدد من المخرجين مجدى ابو عميرة واحمد صقر وكاملة ابو ذكرى وغيرهم من الكتاب مثل عاطف بشاى بالاضافة الى الفنانيين وقال عمرو الليثى ان والده كان يحترم المشاهد ويخاطب بلغة راقية ويرتقى بالذوق العام
وفى النهاية شارك الاعلامى عمرو الليثى مقدمى برامج صباح الخير يا مصر ختام حلقة اليوم مشيداً ببرنامج صباح الخير يا مصر والذى اسسه سمير التونى وكان نقلة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون وتطور كثيراً تحت رئاسة الاعلامية المتميزة صفاء حجازى ، واشهد انه من افضل البرامج الصباحية بالمقارنة بباقة البرامج ومشيداً بالمذيعين المتميزين واطقم التصوير وفرق العمل بماسبيرو
والتقط فريق العمل بالبرنامج صورة مع الاعلامى عمرو الليثى وسعادتهم بتواجده معاهم فى ختام الحلقة.