توصل فريق باحثين إلى أدلة على دور أربعة جينات يمكن ربطه باضطراب الوسواس القهرى ، فقد عكف الباحثون – في سياق ورقتهم البحثية التى نشرت فى عدد أكتوبر من مجلة “ناتشر كوميونيكيشنز” الطبية – على وصف نهجهم المرتبط بعزل الجينات الوراثية المعنية باضطراب الوسواس القهرى .
ويعد اضطراب الوسواس القهرى من الأمراض النفسية، حيث يميل المريض إلى تكرار السلوكيات الإجبارية لأن المخ يرسل إشارات بأنهم لم يتموا المهام التى ينجزونها على ما يرام ، ليزيد بينهم الرغبة فى إنجاز المهمة على أكمل وجه ليسعوا إلى تنفيذ ذلك دون توقف، مثل تكرار غسيل الأيدى أكثر من مرة للتأكد من نظافتها.
وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات الحديثة قد أشارت إلى أن بعض العقاقير المعالجة قد تعمل على زيادة مستويات إفراز “السيروتونين” فى المخ مما يساعد فى تحسين حدة الحالة المرضية.. كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أنه من المرجح أن يرجع اضطراب الوسواس القهرى إلى العامل الوراثى.
وفى هذه الدراسة الحديثة، سعى فريق الباحثين إلى تعزيز تلك النظرية من خلال العثور على الجينات المرجحة المسببة لهذا الاضطراب.. فقد عمد الباحثون إلى أخذ عينات وراثية من 592 شخصا تم تشخيص إصاباتهم باضطراب الوسواس القهرى، و560 شخصا لم يعانوا من هذا الاضطراب.. وقد ركز الباحثون على فحص 600 جين محدد مرتبط باضطراب الوسواس القهرى.. وفى بعض الأحيان لمرض التوحد، حيث ينخرط الكثير من مرضى التوحد فى سلوكيات متكررة.
وبعد الفحص الدقيق، عزل الباحثون أربعة جينات كانت مختلفة فى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهرى، والتى سبق تحديدها على كونها تلعب الدور القوي فى خلق الدوائر الدماغية المشاركة فى بناء الروابط بين منطقة المهاد فى المخ .. وقد اعتبرت هذه النتيجة جديرة بالملاحظة بشكل خاص لأن هذه الجينات تلعب دورا فى نقل الرسائل عبر المهاد إلى القشرة المخية .كما يعتقد الباحثون أن القشرة المخية ، هى المسؤولة عن اتخاذ القرارات.
ويخلص الباحثون إلى أن الجينات المتحولة يمكن أن تسبب مستويات أعلى من المستويات العادية من السيروتونين ، وهذا بدوره يؤدى إلى تعطيل المعلومات التى يفسرها المخ ، مما يؤدى إلى تسجيل خاطىء لتأثير السلوك.