أكدت نخبة من رؤساء المراكز والمعاهد البحثية ورجال الصناعة والسياسة أهمية التعاون العلمي المصري الأفريقي لاستغلال موارد القارة وحل المشكلات التي تعوق التنمية المستديمة، وذلك اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا في مجالات المياه والطاقة والزراعة والفضاء.
وأشاد رؤساء المراكز والمعاهد البحثية – في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مشاركتهم فى فعاليات المنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والابتكار التي انطلقت فعالياته اليوم السبت بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي – بالمبادرة التي أطلقها الرئيس لسيسي لتمكين ودعم شباب الباحثين الأفارقة من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات المحددة منها زيادة عدد المنح للدول الأفريقية فى مجال التعليم الدراسات العليا وتوفير إمكانيات الجامعات والمعاهد المصرية للباحثين الأفارقة لإجراء المشروعات البحثية المشتركة ومضاعفة عدد وقيمة الجوائز التي تمنحها أكاديمية البحث العلمي للدول الأفريقية.
وأكدت الدكتور نادية زخاري وزيرة البحث العلمي السابقة، أهمية تطبيق التكنولوجيا لحل المشكلات التي تواجه القارة وتعوق خطوات التنمية، مشيرة إلى الدور المهم الذي تقوم به مصر لتحقيق التنمية واستغلال موارد القارة الأفريقية.
من جانبه، أشار الدكتور هاني الشيمي مستشار وزير التعليم العالي للعلاقات الأفريقية إلى أهمية استضافة مصر لهذا المنتدى الذي يعد أكبر تجمع علمي أفريقي ويحظى بحضور ورعاية الرئيس السيسي، وذلك في إطار الدول الريادي الذي تحرص مصر على القيام به لتحقيق التنمية فى أفريقيا.
بدوره، قال الدكتور محمد الشناوي مستشار وزير التعليم العالي للعلاقات والاتفاقيات الدولية “إن استراتيجية مصر للعلوم 2030 أسهمت بشكل أساسي على دعم الأبحاث والدراسات وتطبيقها على أرض الواقع”، مشيرا إلى أن هذا المنتدى يأتي تنفيذا لتلك الاستراتيجية ومن منطلق الاهتمام المصري بأفريقيا.
وأضاف أنه سيتم خلال فعاليات المنتدى تكوين شبكة أبحاث بين العلماء والباحثين المصريين والأفارقة وذلك في مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك (الزراعة – المياه – الفضاء – الطاقة) ، مشيرا إلى أنه جار حاليا الانتهاء من ملف استضافة مصر لوكالة الفضاء الأفريقية.
وفي السياق ذاته، لفت الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا إلى أن هذا المنتدى يعد الأكبر من نوعه الذي يجمع مسئولي البحث العلمي والتكنولوجيا الأفارقة إلى جانب ممثلي القطاع الخاص، مؤكدا أنه يعد فرصة لمصر لعرض تجاربها في مجال العلوم التكنولوجية والابتكار مع كوريا الجنوبية واليابان والهند.
وأوضح أن هناك توجها قويا لمصر منذ عام 2014 للانفتاح نحو التعاون العلمي مع أفريقيا فى عدد من المجالات المهمة، مشيرا إلى أن الأكاديمية أطلقت عدة مبادرات منها تخصيص 4 جوائز لشباب الباحثين الأفارقة وتخصيص مشروعات بحثية مشتركة ومنح لبناء القدرات إلى جانب التعاون مع مرصد مؤشرات العلوم والابتكار التابع للاتحاد الأفريقي.
وفي هذا الصدد ، كشف الدكتور محمد رمضان المشرف على المرصد المصري للعلوم والتكنولوجيا والابتكار التابع لأكاديمية البحث العلمي أن مصر ستستضيف يوم /الثلاثاء/ المقبل مؤتمرا بين المرصد المصري ونظيره بالاتحاد الأفريقي لإنشاء المنصة الإلكترونية لبيانات العلوم والابتكار في أفريقيا والمقرر إطلاقها فى شهر مايو القادم بدعم من أكاديمية البحث العلمي والتي ستمد متخذي القرار في أفريقيا بالمعلومات والبيانات ومؤشرات البحوث والابتكار وميزانيات البحث العلمي في أفريقيا وذلك تحقيقا لأهداف استراتيجية التنمية المستدامة لأفريقيا 2063.
وأشار الدكتور محمود حسين رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء إلى أن هناك أولوية قصوى للتعاون مع أفريقيا فى مجال الفضاء وتطبيقات الاستشعار عن بعد، موضحا أن الاتحاد الأفريقي وافق مؤخرا على قانون إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية والتي من المقرر أن تستضيفها مصر خلال الفترة المقبلة بدعم قوى من القيادة السياسية المصرية.
وأكد الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث حرص المركز على التعاون مع الدول الأفريقية فى مجالات المياه والطاقة والزراعة وهى مجالات ذات أولوية مشتركة لمصر ودول القارة لتحقيق التنمية المستدامة ، مشيرا إلى أن المركز أسس مكتبا لعلاقات التعاون الأفريقية منذ 10 سنوات لدعم التعاون العلمي مع دول القارة ، لافتا إلى التعاون مع السودان فى مجال الزراعة والثروة الحيوانية.
وفى مجال بحوث البترول ، أكد الدكتور أحمد الصباغ مدير معهد بحوث البترول أنه يجب استعادة اكتشاف أفريقيا الغنية بالموارد والثروات واستغلالها لتحقيق التنمية فى الدول الأفريقية ، مشيرا إلى أن المعهد له مشروعات بحثية مع السودان وليبيا والجزائر ، معربا عن استعداد المعهد لتقديم خبراته فى مجال تكنولوجيا الكشف عن الغاز والبترول والمعالجات البترولية والكيماويات وخطوط الأنابيب مع دول أفريقيا.
من جانبه، أكد الدكتور محمد السويدي رئيس ائتلاف دعم مصر أن البحث العلمي هو أساس التطوير والتقدم والذي يساهم فى حل المشاكل التي تواجه الصناعة وتطويرها ، مشيرا إلى أهمية التعاون مع الدول الأفريقية وتقديم الدعم للأبحاث والمشروعات التي تستهدف تنميتها.
وأوضح الدكتور هاني أباظة وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب أن أفريقيا هي القارة الواعدة وبالعلم والابتكار وبريادة مصر سيتم استغلال مواردها وتنميتها ، مشيرا إلى أهمية التعاون مع دول القارة فى مجالات الطاقة والمياه والزراعة والفضاء خاصة وأنه تم الانتهاء من إعداد ملف استضافة مصر لوكالة الفضاء الأفريقية.