عقارب حياتي | بقلم د. روان عصام يوسف
عقارب الساعه هي لضبط اوقات حياتي، عقربين احداهما صغير والاخر كبير، يتحركان في اتجاه واحد .. ودائما حركتهما إيجابيا ومن هنا تم توصيف اي عمل غير مكتمل انه تحرك عكس عقارب الساعه.
العقرب الصغير يؤدي دورا متأنيا لقياس الوقت لساعات اليوم والعقرب الكبير يتحرك بشكل اسرع ويقيس عدد دقائق الساعه وكلاهما يؤدي دورا منتظما وبدقه يقاس عليها ايقاع الحياه.
وعدد سنين العمر هي مجرد عدد زمني يبدا بعقربين يتحركان مرورا بعد ذلك بالأيام والشهور والسنين تمر عليك في حياتك، هذا هو العمر هو مجرد رقم موجود بشهادة ميلادك، يحدد لك متي ستلتحق بالمدرسة، ومتي ستدرس بالجامعة أو يبين الفرق المطلوب بينك و بين مَن ستتزوج، كما يوضح للمرأة متي يُحتم عليها المجتمع أن تتزوج، و متي يجب علي الرجل أن يلتحق بالجيش دفاعًا عن أرضه، و كذلك هو رقم الذي بدا بحركة عقرب الساعه .
فدائما وأبدا نقرأ ونسمع هذه العبارات ‘ العمر مجرد رقم ‘ ، والشباب شباب الروح ‘ ، ‘ ولا أحد يمنعك من النجاح إلا انت ‘ ، كل شيء يعتمد عليك لتحقيقه النجاحات والطموحات، الحياة تبدأ بتدرجها وصعوباتها ولكل مرحلة ما يميزها من الدراسة والعمل والكد والكبد والتعب والكفاح وصولا للتقاعد، من كان يملك السلطة والنفوذ سيأتي يوم لترك مكانه والتقاعد وهذه سنة الحياة، وهناك بعد التقاعد من يعيش وكأنه انتحار بطيء ويستسلم للحياة وتنتابه حالة من القلق وتكثر الأمراض وأوقات الفراغ فهم من أوجدوا هذا الطريق بصورة أو بأخرى.
العمر كعقارب الساعة كلما مرت دقيقة نقص عمرك ،قال لقمان لابنه: يابني إنك استدبرت الدنيا من يوم نزلتها واستقبلت الآخرة فأنت الي دار تقرب منها أقرب من دار تباعدت عنها.
الوقت هو أنفس ما للإنسان، ولا يقدر بالأثمان، فهو أنفاس لا تعود وكل مفقودٍ يمكن أن يسترجع إلا الوقت، الوقت لا ينتظر وعقارب الساعة تدور وتدور معها عقارب حياتنا، فقيمة الدقائق اثمن من المال فانفقها بحكمة فيمكن تعويض الثروه ولكن شئ واحد لا يمكن تدويره مره اخرى هي عقارب حياتينا.