عظماء الزمالك.. عندما كان الشرف أعظم من المال| بقلم وسام سمير

لم يكن الزمالك مجرد نادٍ رياضي، بل كان مدرسة للوفاء والانتماء، حيث ارتدى أساطيره القميص الأبيض بقلوب ممتلئة بالعشق، لا بحثًا عن المال، ولكن سعيًا للمجد وإعلاء اسم النادي في سماء الرياضة، هؤلاء العظماء لم يطلبوا الملايين، ولم يضعوا الشروط قبل توقيع العقود، بل لعبوا بتفانٍ وأخلصوا للشعار، فحققوا الإنجازات الذهبية ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه.
أساطير صنعوا المجد دون مقابل
في كرة القدم، لا يمكن نسيان حسن شحاتة، النجم الذي لم يكن يلعب من أجل الأموال، بل من أجل الزمالك فقط. أخلص للنادي لاعبًا ومدربًا، وكتب اسمه في تاريخ الكرة المصرية بحروف من ذهب، كذلك كان حمادة إمام، الذي أمتع الجماهير بمهاراته الفريدة دون التفكير في العائد المادي، بل ظل وفيًا للنادي حتى آخر يوم في حياته.
أما فاروق جعفر، فكان العقل المفكر للزمالك في فترة السبعينيات، لم يسعَ وراء الأموال، بل قدم للفريق كل ما يملك، وهو الحال نفسه مع جمال عبد الحميد، الذي قاد الزمالك لمنصات التتويج بقلب محب وعقل محارب، دون اشتراط الملايين.
ومن الجيل الذهبي، نجد أحمد مصطفى، علي محسن، يكن حسين، عبدالرحيم محمد، إبراهيم يوسف، وغيرهم من اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأبيض بكرامة وشرف، لم يكن المال أولويتهم، بل كانت البطولات والمجد هي الهدف الأسمى.
عبد الحليم علي، الهداف التاريخي للزمالك، لم يطلب الملايين رغم كونه ماكينة أهداف لا تتوقف، بل لعب بروح المقاتل وساهم في تحقيق البطولات الكبرى للنادي، ومعه كان أحمد عبد الحليم الجناح الطائر، الذي أرهق دفاعات المنافسين بموهبته الفذة دون أن تكون المادة دافعه الأول.
أما معتمد جمال فكان نموذجًا للتضحية والانتماء، وكذلك أحمد رمزي، اللاعب الذي اشتهر بروحه القتالية داخل الملعب، لم يكن يبحث عن الأموال، بل عن الانتصارات التي تُسعد الجماهير البيضاء.
ولا يمكن أن ننسى عادل المأمور، الحارس العملاق الذي دافع عن عرين الزمالك لسنوات طويلة بإخلاص منقطع النظير، فلم يكن المال يومًا سببًا في بقائه أو رحيله، بل عشق القميص الأبيض حتى النهاية.
من بين هؤلاء أيضًا كان حازم إمام، الموهوب الذي رفض كل الإغراءات من أجل البقاء في ناديه، ومحمد صبري صاحب القدم الذهبية، الذي كان يلعب بحب الزمالك قبل أي شيء آخر.
أما خالد الغندور، فقد كان قائدًا في زمن البطولات الكبرى، لم يكن المال همّه الأول، بل رفع الكؤوس وإسعاد الجماهير، ومعه كان طارق يحيى، الجناح الخطير الذي ظل وفيًا للزمالك كلاعب ومدرب.
ولا يمكن تجاهل إسماعيل يوسف، أحد أكثر لاعبي الزمالك إخلاصًا، الذي قدم كل ما لديه من أجل النادي في أوقات المجد والأزمات، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق الأبيض.
أما حمادة عبد اللطيف “الحاوي”، فقد كان أحد أبرز المواهب التي مرت على الزمالك، اشتهر بمهاراته الفريدة التي أذهلت الجماهير، وكان ساحرًا داخل المستطيل الأخضر، يلعب بروح الزمالك قبل أي شيء آخر، فاستحق أن يكون من رموز العصر الذهبي.
إنجازات خالدة في كل اللعبات
ولم يكن الولاء مقصورًا على كرة القدم فقط، بل امتد إلى كل الألعاب داخل القلعة البيضاء، في كرة اليد، قاد حسن فكري وأحمد الأحمر الزمالك إلى الهيمنة الإفريقية والمحلية، مقدمين كل ما لديهم من أجل اسم النادي.
وفي كرة السلة، صنع عادل عبدالفتاح وهشام البدوي مجد الزمالك دون النظر إلى أي مقابل مادي، بينما في الكرة الطائرة، قدم عبدالله عبدالسلام ورفاقه مستويات رائعة، جعلت الزمالك قوة لا تُقهر محليًا وقاريًا.
أين نحن اليوم؟
اليوم، تغير كل شيء، وأصبح المال هو الأولوية، ولم يعد الانتماء للقميص الأبيض كما كان، نرى لاعبين يطلبون أرقامًا خيالية لا تتناسب مع إمكانياتهم، متناسين أن الزمالك ليس مجرد نادٍ يدفع الأموال، بل هو كيان يصنع التاريخ.
الزمالك لم يكن يومًا بحاجة إلى من يساومه، بل كان دائمًا مكانًا لمن يعشقه بصدق، فهل يعود الزمن الجميل؟ هل نرى يومًا لاعبين يلعبون للزمالك كما لعب عظماؤه السابقون؟
انظروا جيدًا… هذا هو الزمالك!