عذرا سيدي الرئيس: نحن نحتاج لأيدي ثالثة !! .. بقلم محمد ناقد

عذرا سيدي الرئيس: نحن نحتاج لأيدي ثالثة
“أهل الشر” مصطلح جاء غريبا علي أذن الشعب المصري وبات معتادا عليه في معظم كلمات وخطب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والموجهه للشعب المصري سواء في المناسبات والأعياد الرسمية أو حواراته ولقاءاته التليفزيونية الصحفية محذرا ممن يريد أن يهدم البلاد والمتربصين بإستقرار وأمن مصر سواء داخليا أو خارجيا وأختار وصف أهل الشر لهم لأنهم أرادوا شرا بمخططاتهم وآليات تنفيذها بالداخل او بالخارج لمصر ، وكان دائما يشير بأصابع الأتهام ويشير إلي جماعة الأخوان المسلمين وأعضائها المنتشرين في ربوع الارض وجميع انحاء العالم والذين عزموا العزم والنية علي النيل من أستقرار وأمن هذه البلاد مستغلين في ذلك أصحاب النفوس الضعيفة والفقراء من المجتمع ، وسخروا كافة أمكانياتهم لتحقيق ذلك الهدف .
ولكن عذرا سيدي الرئيس هل جماعة الأخوان فقط هم أهل الشر ؟
إذا كانت الإجابة بنعم فهذا أمر محمود ونحمد الله علي كشفنا أياهم وعرفنا عدونا وكشفنا مخططاتهم وعرفنا نواياهم وبقي علينا أن نعد العده لهم ولمواجهه مخططاتهم بكافة الوسائل ونحن نملك ذلك ونستطيع ونثق في قدرات القيادة السياسية للبلاد بل وقدرات جيشنا العظيم ومؤسسات الدولة في التصدي لهم ولأفكارهم ومخططاتهم .
ولكن مابالنا إذا كانت الإجابة ” بلا ” هنا يجب أن نقف وقفة جادة ونصارح أنفسنا بالحقيقة المؤلمه وهي إذا كانت جماعة الإخوان واعضاءها عدوا لنا فهو أصبح عدوا معلوما فماذا عن العدو الأخطر علينا منه وهو العدو المجهول التي تتعمد مؤسسات الدولة أن تغمض أعينها عنه ،ماذا عن الفساد المنتشر والمتفشي في جميع انحاء مؤسسات الدولة ، ماذا عن فساد بعض المسئولين في الدولة مثال وزير الزراعة الاسبق ومساعد وزير الصحة الحالي وما خفي كان أعظم ، ماذا عن ظاهرة الغش الجماعي وتسريب أمتحانات الثانوية السامة فهي سم قاتل للأسر المصرية تستنفد أموالهم وصحتهم طوال عام كامل علي أمل تحديد مصير أبنائهم ضمن منظومة تعليم فاشلة جعلت عاما واحدا يحدد مستقبل طالب فتدخر له الأسر المصرية الأموال والعده لمواجهته ويعلنون الطوارئ وحظر التجول منذ بدايته حتي أعلان نتائج التنسيق الجامعي ، لاتوجد عائله مصرية ليس بين اعضائها طالبا بالثانوية العامة ،وقضية التسريب قضية قديمة ظهرت مع وسائل التكنولوجيا الحديثة والإنترنت منذ عده اعوام وبالرغم من ذلك لم تعد وزارة التربية والتعليم العده لمواجهته وأستسلمت له مثل باق الأعوام معتمده علي الشوشرة الإعلامية والإحداث الأهم وغلاء الأسعار ومسلسلات رمضان للتغطيه علي فشلها الذريع في مواجهته وعدم محاسبة المسئول أصبحت عاده ياساده، ماذا عن فشل الحكومة في ضبط الأسعار في رمضان وتوفير السلع بأسعار تتناسب مع محدودي الدخل وكأنما شهر رمضان جاء فجأه، ماذا عن توجيهات الرئيس الذي أستشعر بالخطر من غلاء الأسعار وعقد أجتماعا خصيصا للأمن القومي لمناقشة هذا الملف ولكن هيهات سيدي الرئيس فالحكومة لا تملك سوي الأفكار التقليدية التي عفا عليها الزمن ولا تتحرك إلا بعد فوات الأوان، ماذا عن المحليات سيدي الرئيس الذي مازالت تعد السوس الذي يأكل في عمدان الوطن ففي الوقت الذين تطالبون بالقضاء علي العشوائيات خلال عامين وتبذلون الغالي والنفيس للقضاء عليها نجد في المقابل بعض الأحياء في غيبه أو بعلم المسئولين يسارعون في بناء العشوائيات فاذا نجحت في القضاء علي منطقة يقام امامها عشرات المناطق العشوائية وجنوب القاهرة مثال صارخ علي ذلك، ناهيك عن الكثير من قطاعات الدولة أليس كل هؤلاء سيدي الرئيس أهل شر ؟ بلا فهم أخطر علي مصر من اهل الشر ذاتهم .
عذرا سيدي الرئيس إذا كنت تملك أيدي تبني وتعمر وأيدي تحمل السلاح لمواجهه الارهاب الأسود وحماية حدود الوطن فيجب أن تسعي لتوفير أيدي ثالثة لا تقل أهميه عنهم وهي الأيدي الحديدية والتي تبطش بكل فاسد تضرب بيد من حديد علي هؤلاء وتخلص الوطن من شرورهم فهم المفسدون في الأرض حقا .
حفظ الله مصر وحفظ شعبها من أهل الشر المعلومين منهم والمجهولين ويجعل الله كيدهم في نحرهم.