شويّة دردشة

عذرا .. الانتماء مش حكرا علي الجيش !! .. بقلم محمد ناقد

محمد ناقد

عذرا .. الانتماء مش حكرا علي الجيش !!

لفت نظري خلال متابعتي للقاءات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في الآونه الأخيرة مع من يطلقون علي أنفسهم النخبه والمثقفين ورجال الفكر بل ومن يعتقدون أنهم يمثلون فئات المجتمع المختلفة وفي قراءتي وتحليلي المتواضع لدفاع الرئيس عن قرارة الخاص “بجزيرتي تيران وصنافير” أكتشفت وبعفوية شديدة وبدون “فلسفة” الخلل والفجوه بين المجتمع ومؤسسة الرئاسة، فمن يعيد قرءاة كلمات الرئيس يكتشف انه وقف ساردا لتاريخة وحديثه عن ولائه وإنتمائه للمؤسسة العسكرية و لهذا الوطن بلا حدود، بل يستحيل لهذا الجيل الذي يعد أمتدادا للاجيال السابقة من المؤسسة العسكرية أن يفرط باي حال من الأحوال في شبر واحد من تراب هذا الوطن وهذا أمر مفروغ منه ولا محل لمناقشته، فعقيدة المؤسسة العسكرية الراسخة هي الولاء والإنتماء لهذا الوطن والدفاع عنه لأخر قطرة دم والماضي والحاضر بل والمستقبل يؤيد ويشهد علي ذلك.

 لكن عذرا سيدي الرئيس المشكله ليست في مراجعه سيادتكم لكافة مؤسسات الدولة والأجهزة الإستخباراتية المصرية وللوثائق كي تدافع عن قرارك، المشكلة تكمن في شعورنا بأن الولاء والإنتماء أصبح حكرا علي المؤسسة العسكرية وغير مطالب منا نفس الولاء والغيرة علي الوطن علي عكس ما يجب أن يكون؟

وهنا يجب التفرقة بين ما يجب أن يعرفه الشعب وتوقيت معرفته ومالا يجب أن يعرفه ومتي يعرفه ومعايير وآليات ذلك، لأن هذا الجيل ياريس يختلف عن الاجيال السابقة وطريقه تعليمه وأنفتاحه علي الغرب أدت إلي مطالبته بحق المعرفة والمشاركة في أتخاذ القرار وهذا حق ولكن أخشي أن يستغله البعض لتحقيق به الباطل ؟

فلو كان الزعيم الراحل أنور السادات أفصح وشارك الشعب المصري والنخبه والمثقفين وفئات الشعب لقرار الحرب ما تحقق الإنتصار وهنا أستعين للإستدلال فقط مع فارق القياس والتشبيه بقول الله تعالي ” قال الله تعالى في سورة المائدة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )المائدة/ 101 .

وهذه الآية قد نهت المؤمنين عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء سكت الله عنها في كتابه، وعفا عنها ؛ وربما أدى التنقير وتشقيق السؤال عنها إلى تحريمها ؛ فيشق ذلك عليهم , ونهتهم أيضا عن السؤال عن الأشياء التي هي خافية عليهم ولو بدت لهم ساءتهم ؛ كسؤالهم عن صحة نسبهم إلى آبائهم .

وقد روى البخاري (540) ، ومسلم (2359) عن أنس بن مالك : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ ، فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ ، فَلاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ ، مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا).

وهنا يجب أن نتعلم من الدروس المستفادة من “جزيرتي تيران وصنافير” وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم صدق الله العظيم ، وأول هذه الدروس ياريس هي أنه يجب علي مؤسسة الرئاسة بحث كيفيه نقل ولاء وإنتماء وإخلاص أفراد المؤسسة العسكرية إلي كافة أفراد الشعب بكافة طوائفة، إلي هذا الجيل من الشباب بل إلي بعض أعضاء حكومتك ياريس ليصبحوا علي ذات القدر من والولاء والإنتماء والإخلاص والعمل والإنتاج لتحقيق ما حققته الإدارة الهندسية إحدي قطاعات المؤسسة العسكرية في عامين مالم يكن يتحقق في عشرين عاما كما ذكرتم سيادتكم، فهذا كاف للدلاله علي وجود فجوة كبيرة جدا.

الشعب والشباب معزور يا ريس لأنه لم يعاني من مواصله الليل بالنهار والوقوف تحت أشد درجات الحرارة صيفا وأشد الأجواء قسوة في الشتاء لحراسة هذا الوطن والدفاع عنه، فلا تنتظر من جيل الإنترنت والتواصل الإجتماعي والثقافات المختلفة الناتجه عن تعدد المناهج التعليمية في مصر أن يكونوا علي ذات الجدية والولاء والإنتماء والإخلاص والعمل وإنتاج أعضاء المؤسسة العسكرية .

فهذه الفجوه أدت لإستعمار فكري ولإصحاب المنابر الإعلامية المضلله من النيل من عقول شبابنا وتوجهاته في غيبة من المؤسسة التعليمية بل والامنيه أيضا خلال حقبه من الزمن، فالتاريخ ينتصر للمؤسسات وللفكر الإستيراتيجي العسكري الذي بني الدول العظمي وعلي راسهم أمريكا التي مازالت يحتفظ رئيسها بلقب الإدارة الأمريكية وليست الرئاسة الأمريكية وهناك فارق بين الإدارة والرئاسة وفرنسا والصين والهند وبريطانيا وألمانيا وغيرهم ..

العلاج تحت يدك يا ريس ومتمثل في عده نقاط أولهما

  • عدم تولي أي منصب وزاري إلا لمن آدي الخدمة العسكرية أو عليه الإلتحاق بأكاديمية ناصر للحصول علي دورة تدريبة لا تقل عن 6 أشهر في إستيراتيجيات الحرب والأزمات وكيفية أتخاذ القرار وتوقيت أتخاذه طبقا لأحدث العلوم العسكرية المطبقة في العالم.
  • عودة التربية الوطنية والتربية العسكرية لمدارسنا وجامعتنا العامة والخاصة من مرحلة رياض الأطفال ” فالتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر ” وتصحيح مفاهيم العلوم العسكرية وإدارة الازمات وتحمل الصعاب من أجل الوطن.

ياريس علمونا زمان مقوله شهيرة ” اللي معرفش أبوه وأمه يربوه …. يربيه الجيش” وهذا يكفي شرفا علي قدرة هذه المؤسسة علي التربية وحسن التعليم.

فمواجهه أهل الشر لا يكون إلا بالوعي وزرع الإنتماء وغرسة في الاجيال الحالية والقادمة.

ياريس أخيرا لا يجب بحال من الاحوال أن يقتصر الولاء والإنتماء علي أعضاء المؤسسة العسكرية فقط ولكن يجب أن يشمل جميع أفراد الشعب بكافة فئاته وطوائفه بالداخل والخارج، لأنه إذا غاب الولاء والإنتماء أو تحرفت معانيه فهنيئا مقدما لأهل الشر مش كده ولا آيه .

                                                                                                                                                 محمد ناقد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى