عبور نادر لكوكب عطارد أمام قرص الشمس
بدأ فى الساعة الواحدة و12 دقيقة بعد ظهر اليوم الاثنين بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، عملية عبور كوكب عطارد لقرص الشمس، والتى ستستغرق من بدايتها لنهايتها حوالي 7 ساعات ونصف تقريبا.
وبدأ المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية باستخدام 3 تلسكوبات متخصصة فى تتبع ورصد تلك الظاهرة التى تكررت 14 مرة خلال القرن الحالى وسيكون عبوره القادم أمام الشمس في 11 نوفمبر 2019 ،فيما كان آخر عبور له فى عام 2006.
يمر كوكب عطارد اليوم بين الأرض والشمس، حيث يُرى من على سطح الأرض كنقطة سوداء صغيرة تتحرك عبر قرص الشمس، وينظم المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية مرصد حلوان “قسم الشمس – قسم الفلك”، لقاء لشرح الظاهرة للجمهور، عبر الأجهزة والمعدات الفلكية المتطورة والآمنة للعين البشرية.
ويقع كوكب عطارد على بُعد 58 مليون كيلو متر من الشمس، بينما تبعد الأرض عن الشمس 150 مليون كيلو متر، وهو كوكب صغير قطره 4780 كيلو متر، بينما قطر الأرض يقارب 13 ألف كيلو متر، يدور عطارد حول محوره ببطء شديد، لذلك يكون طول اليوم عليه يساوي طول 176 يوما أرضيا، بينما يتم دورة واحدة حول الشمس في 88 يوم (سنة عطارد).
وتتراوح الحرارة على سطحه بين 427 درجة عند سطوع الشمس، و173 درجة تحت الصفر في الليل، ويمر عطارد بين الأرض والشمس مرة كل 116 يوما،
لكن انحناء مداره مقارنة بمدار الأرض يجعله في معظم الأحيان يبدو أعلى من قرص الشمس أو أدنى منه، أما تقاطع المدارين فإنه يحدث 13 مرة أو 14 في كل 100 عام، كما أنه لا يوجد لعطارد أقمار طبيعية، ويعتبره هو والزهرة الكوكبين الوحيدين اللذين لا يملكان نظام أقمار.
♦ عبور عطارد لقرص الشمس
يعد عبور عطارد لقرص الشمس، ظاهرة يمكن من خلالها رؤية عطارد من الأرض كقرص أسود يعبر قرص الشمس، وتتكرر الظاهرة بين 13 إلى 14 مرة في القرن، ويحدث العبور في شهري مايو ونوفمبر، ويتكرر عبور نوفمبر، كل 7 أو 13 أو 33 عاما، بينما يحدث عبور مايو كل 13 أو 33 عاما فقط.
وكانت آخر 3 مرات للعبور في أعوام 1999 و2003 و2006، وسيحدث العبور التالي اليوم 9 مايو 2016، يكون عطارد خلال مايو قرب الأوج، ويبلغ قياس زاوية القطر عندها نحو 12 درجة مئوية، أما في عبور نوفمبر فيكون عطارد قرب الحضيض، وزاوية القطر 10 درجات مئوية، حسب ما أفرده معمل أبحاث الشمس بمرصد حلوان الفلكي.
والاتصال الأول لعطارد اليوم، سيكون في تمام 1:12 ظهرًا بتوقيت القاهرة ويمكن رؤيته، والاتصال الثاني في تمام الساعة 1:15 ظهرًا ويمكن رؤيته، ووقت الذروة سيكون في تمام الساعة 4:57 عصرًا ويمكن رؤيته، والاتصال الثالث 8:39 مساءً، ولا يمكن رؤيته لأنه بعد غروب الشمس، والاتصال في 8:4 مساء ولا يُرى.
♦خبراء يتكلمون عن عبور عطارد لقرص الشمس
قال الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد فقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن كوكب عطارد من الكواكب صعبة الرؤية من الأرض نظرا لقربه من الشمس ووهجه القوى، ولكن في أوقات محددة من العام يمكن رؤيته قريبا من الأفق بعد الغروب أو قبل الشروق مباشرة، بصعوبة بالعين .
وأضاف أن المعهد سيقوم بتبادل البيانات والصور التى سيتم تسجيلها والتقاطها لعملية العبور مع المراصد الفلكية العالمية الأخرى للحصول على بانوراما كاملة لعملية العبور يمكن توثيقها والاستفادة منها، خاصة وأن سكان الشرق الأوسط سيتمكنوا من رؤية بداية العبور، في حين سيتمكن سكان دول المغرب العربي من رؤية كافة مراحل الظاهرة.
وأوضح أن مركز الرصد – الذى أقامه المعهد خصيصا لشرح هذه الظاهرة – فتح أبوابه اليوم لاستقبال الجمهور الراغب فى مشاركة علماء المعهد متابعة تلك الظاهرة من خلال 10 تليسكوبات، والذى سيبدو فيها كوكب عطارد كنقطة سوداء على الجانب الأيسر العلوي من قرص الشمس يتحرك تدريجيا مقتربا من منتصف قرص الشمس، مشيرا إلى أن ذلك سيكون فى حوالى الساعة الخامسة إلا 5 دقائق تقريبا وينتهي مع بدء غروب الشمس في السادسة والنصف و5 دقائق بتوقيت القاهرة .
ولفت تادرس إلى أن استمرار الظاهرة لحوالى 7 ساعات يعطى الفرصة للمواطنين لرؤيتها، محذرا من أضرار أشعة الشمس المباشرة أو غير المباشرة على العين، أو استخدام النظارات الشمسية لأنها غير مجدية في هذه الحالة لصغر كوكب عطارد بالنسبة للشمس،
وأكد أنه للاستمتاع بمتابعة هذه الظاهرة التى لم تحدث منذ أكثر من 10 سنوات يمكن استخدام المناظير الفلكية الخاصة المزودة بالمرشحات الشمسية أو من خلال إسقاط صورة الشمس بواسطة المنظار على ورق أبيض،موضحا أن عملية العبور ستنتهى فى تمام الساعة السادسة والدقيقة 41 مساء، وهو مايتوافق فى مدينة القاهرة مع وقت غروب الشمس .
وتابع أن كوكب عطارد يشبه القمر رغم أنه ليس له قمر، فى عدة نواحى حيث لا يملك كلاهما أى غلاف جوى، وسطحهما كثير الفوهات بالإضافة إلى أنه يظهر أطوارا أثناء دورانه حول الشمس نتيجة وقوعه داخل مدار الأرض، وهو كوكب خامل جيولوجيا حتى الآن .
من جانبه، قال الدكتور ياسر عبد الهادي مدير معمل أبحاث الشمس بالمعهد إنه تم وضع تليسكوب الكوديه الموجود في القبة الشمسية بجانب المبنى القديم للمعهد وهذا التليسكوب العريق مزود بكاميرا حديثة متخصصة وحائل لوحي لإسقاط صورة الشمس عليه مكبرة 25000 مرة لرؤية كوكب عطارد أثناء عبوره، فيما تم وضع تلسكوب آخر من نوع (ويليام) فوق برج مبنى الفلك الجديد حيث أعلى نقطة في المعهد وفي حلوان كلها ، وهو مزود بكاميرا فيديو لتسجيل الحدث كاملا.