آراءشويّة دردشة

عبقرية الاحتواء| بقلم د. روان عصام يوسف

بقلم د. روان عصام يوسف

ابدأ مقالتى باقتباس رائع من القرآن لقولة تعالى: ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) فالله سبحانه وتعالى يهب العلم والمعرفة لمن يختار من عباده الصالحين ومن يؤته الله هذه الأمور كلها أو بعضها فقد أتاه الخير الكثير، فالحكيم من هوا يبذل الجهد حتى يصل لهذة المكانة العالية ويقول بعض الحكماء من أعطي العلم والحكمة ينبغي أن يعرف نفسه ولا يتواضع لأهل الدنيا لأجل دنياهم فإنما أعطي أفضل ما أعطي أصحاب الدنيا فقد سمى الله تعالى الدنيا متاعاً قليلاً وسمى العلم والحكمة خيراً كثيراً.

لا يوجد تعريف معين للحكمه فهي يمكن أن تكون الخبره المكتسبه من الإنسان من المواقف التي يمر بها وصيد الفوائد ومن ثم التعلم وعدم الوقوع في الخطأ نفسه مرات عديده، والحكيم هو الشخص الذي يميز الخطأ من الصواب بحكم مروره في كثير من المواقف فيرجح الصواب على الخطأ بحكم مروره بكثير من المواقف التي كانت سبب في تعلمه من أخطائه السابقه وقد عرفت أيضا بأنها فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي، ومعناه وضع الأمور في نصابها الصحيح.

وقد قيل عن الحكمه: أنها عباره عن عصاره التجارب الحياتيه وافرازات للنوازل والحوادث وهي الهام بعد التفكير والتدبر في الأمور، وايضا هي استخلاص للعاقبه بعد استحضار المستقبل بمعنى معرفة المعوقات وتجنبها والإيجابيات والتمسك بها، وقد قال علي بن أبي طالب ( أن الحكمة ضاله المؤمن  ) وهذا يدلل على أهميه الحكمه، وبما أن الحكمه هي مهاره مكتسبه كان لابد على المؤمن أن يبذل الجهد والوقت لتعلمها واكتسابها لأن الإسلام انتشر بحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلـم وأصحابه وليس المؤمن الحكيم كغيره من المؤمنين فالمؤمن الذي توجد لديه الحكمه قد يمر بموقف معين فيتصرف به وفقا لحكمته وتفكيره فيكسب قلوب الناس فينتهجون نهجه ويتبعون سبيله بحسن تصرفه في المواقف التي يمر بها ويتعلمون منه، وعلى الصعيد الآخر فقد يكون المؤمن ليس ذو حكمه فيمر بموقف معين فيتصرف به بناءً على جهله وتفكيره فينفر الناس منه ومن فكره وقد يجهل في نفسه أنه كان سبب لتنفير الناس منه ومن كل عمل يقوم به وابتعاد الناس وعزوفهم عنه لسوء تصرفه حتى لو كان أخلص الناس وأكثرهم عباده لله عز وجل.

فالمؤمن عليه أن يبحث عن الحكمه فهوا أحق بها من غيره فهي في حد ذاتها طريقه لفهم المستعصي من الأمور والبحث عن أفضل الطرق للوصول الى أفضل الحلول.

فالذي يملك الحكمه سيكون سهلا عليه التصرف الحسن بناءً على عقله الراجح، والحكمه تتطلب الكثير من المعرفه ولها كثير من الطرق لاكتسابها فالحكمة يمكن أن تكتسب من التجارب الحياتيه التي يمر بها الإنسان المؤمن ويمكن أن تكتسب الحكمه من قراءه المؤمن للكتب والوقوف على الفوائد منها، ويمكن أيضا أن تكتسب هذه المهاره من تجارب الغير عن طريق الوقوف على ايجابيات وسلبيات المواقف التي يمر بها الأشخاص من حولنا فيعزز الإيجابيات ويحذر السلبيات ويحترس منها.

والشخص الحكيم هو الإنسان الذي يعرف قيمة نفسه فلا يرفعها فوق ما هي عليه ولا يضعها دون مكانتها، فلا يرفعها حد التكبر على الخلق ولا يضعها حد الذل فيكون هينا في عيون الناس، والحكيم هوا شخص تراه يضع هموم الناس وأوضاعهم في الحسبان، ويهتم بمعرفة ميول الناس من حوله واتجاهاتهم ولكن بشرط ألآ يزيد هذا الاهتمام عن حد معين فيعتبر تدخلاً في شؤونهم وتوجد مقولة لـ نجيب محفوظ تقول (يمكن أن أقول لكم ما إذا كان الرجل ذكيا من إجاباته ولكن يمكن أن أقول لكم ما إذا كان الرجل حكيما من أسئلته).

فنتبين ان الحكيم فى فعلة فعلا يكون لة شأن فى كل شئ ومعروف لدى اهل المعرفة فلنأخذ الحكمة من أفواة الحكماء وان ضاقت فى الارض فلنطلبها من رب السماء.

والحكمة تقول ان يقر الجميع بأن ليس هناك خطأ مطلق ولا توجد حقيقة مطلقة ولكن وارد أن يكون هناك خطأ قابل أن يكون صوابا بدليل هناك عبارة تقول ليس الخطأ عيباً في ذاته، و لكن الرضا به والاستمرار عليه هو أكبر خطأ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى