حواراتعاجل

عبد الحى عبيد يفتح قلبه لـ “بروباجندا”: مصر استفادت من كورونا

المصريون ضربوا أروع الأمثلة في مواجة أزمة كورونا

عبد الحى عبيد: أشيد بجيش مصر التعليمي الذي أنقذ مستقبل مصر

لم يشهد العالم تغييرًا في شكله منذ أمدٍ بعيد بسبب جائحة كورونا التي ضربت كوكب الأرض خلال هذا العام، حتى أن أعتى الدول تأثرت بشدة جراء تلك الجائحة، ولم تسلم مصر من ذلك التغيير أو ذلك التأثر، بل إن مصر استفادت استفادة قصوى من جائحة كورونا، حيثُ انعكست تلك الأزمة على ثقافة المصريين في تعاملهم مع شتى مناحي الحياة، بما في ذلك التعليم، وقبول المصريين لنوع جديد عليهم من التعليم، وهو التعليم الإلكتروني، أو التعلم عن بعد، وقد جاء التعامل مع التعليم الإلكتروني متأخرًا عن دول أخرى عديدة، وكإن تلك الجائحة أجبرت الطلاب، بل والمعلمين أيضًا، على قبول غرس ثقافة جديدة في رصيد حياتهم يتمثل في التعامل مع التكنولوجيا وإرساء قواعد التعليم عن بعد لديهم.

وفي هذا الشأن، أجرينا حوارًا مع الأستاذ الدكتور عبد الحى عبيد، مديرالجامعة العربية المفتوحة بمصر، إحدى المؤسسات التعليمية التي استفادت من تلك التجربة التعليمية ولا يزال كوادرها يطبقونها حتى الآن.

1- بداية كيف تري تعامل المصريين مع جائحة كورونا؟

ضرب المصريون أروع الأمثلة في التعامل مع أزمة جائحة كورونا، وهذا ليس بغريب عليهم، فالمصريين دئاما ما يواجهون الأزمات والشدائد بشكلٍ فريد وطابعٍ يميزهم عن غيرهم من دول العالم. وليس معنى كلامي أنه كان هناك تقصيرًا من الشعوب الأخرى في مواجهة الأزمة، بل إن كل شعب تعامل مع الأزمة بناء على طبيعته، ولكني أقصد من كلامي أن المصريين لم يختلفوا عن غيرهم في مواجهة الأزمة، وذلك باعتراف الحكومة المصرية ذات نفسها في طيات كلام رئيس الوزراء من أن تقدم دولًا أخرى أكثر من مصر على مستوى أكثر من قطاع، بما فيهم القطاعين الطبي والاقتصادي. وعلى الرغم من ذلك استطاعت مصر العبور من تلك الأزمة، رغم الضرر الذي أصاب فئات كثيرة من أبناء الشعب المصري.

2- وماذا عن القطاع التعليمي الذي واجه تحديات كثيرة؟

كما تفضلتم وذكرتم أن القطاع التعليمي شهد تحديات كثيرة، وكان من ضمن الملفات الأساسية في تعامل الدولة خصوصًا مرحلة الثانوية العامة، وكانت قرارات الحكومة مدروسة وعلى أعلى مستوى من الاحترافية بغرض بث الطمأنينة في نفوس الطلاب، ولذلك جاء قرار وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي وكذلك المجلس الأعلى للجامعات بأن تسير العملية التعليمية بالمنازل وتعليق الحضور للمؤسسات التعليمية.

3- وكيف استجابت المؤسسات التعليمية لهذا القرار؟

على إثر هذا القرار قامت إدارات المؤسسات التعليمية بتوفير مواقع إلكترونية مشهورة وتدريب كوادر التدريس على الشرح من خلاله لتقديم المحاضرات والحصص التعليمية إلكترونيًا.

4- كيف تُقيم أداء تلك الكوادر في ظل التجربة التعليمية الجديدة؟

أودُ في الحقيقة أن أُشيد بجيش مصر التعليمي الذي لم يتوان لحظة في إنقاذ الموقف التعليمي في مصر، وأظهر مرونة غير متوقعة في تطبيق تلك التجربة، خصوصًا أن كثير من الكوادر لم يسبق لهم تقديم محاضراتهم إلكترونيًا من قبل، فالأطباء عملوا على إنقاذ حياة المصريين بكل إخلاص، بينما المُعلمين أنقذوا التعليم كله في مصر، بل وأنقذوا مستقبل مصر.

5- شهد نظام الامتحان الجديد في مصر الكثير من الجدل في أوساط الطلاب، فما تعليقك حول هذا الأمر؟

بلا شك أن نظام الامتحانات القائم على الأبحاث العلمية، وامتحان الكتاب المفتوح شهد جدلًا واسعًا بين الطلاب، وكان هذا متوقعًا، بل وطبيعيًا أن يحدث هذا الجدل، حيثُ أن طبيعة الطالب المصري غير معتادة على هذا النوع من الامتحانات بسبب اعتيادهم على الحفظ وعدم إعمال العقل، ولهذا كانت تلك فرصة على توسيع مدارك الطلاب واكتشاف قدراتهم والابتكار في الإجابة بشكل موضوعي دون إلقاء إجابات محفوظة تقليدية في ورق الإجابة، ومن ثم تعلُم مهارات البحث عن المعلومة وفضلًا عن التطبيق العملي في الإجابة.

6- من وجهة نظرك ما هي العيوب التي لمستوها خلال الفصل الدراسي المنتهي؟

إن تطور التكنولوجيا على الرغم من توفيرها لنا سبل تعلم جديدة، إلا أنها قابلة لإساءة الاستخدام، فقد تم اكتشاف العديد من حالات الاقتباس آثناء بحث الطلاب عن المعلومة، ولهذا قام المسئولون عن العملية التعليمية بتوفير منصة إلكترونية معروفة في البحث العلمي التي تمكن المعلم من اكتشاف نسبة الاقتباس ومن ثم قياس مدى استفادة الطلاب.

هذا بالإضافة إلى أن طبيعة الأسئلة ذات نفسها جاءت مختلفة عن الاسئلة التقليدية الموضوعة في الامتحانات السابقة على أزمة كورونا، وتم توضيح ذلك الأمر للطلاب.

العيب الآخر، ما عرفناه من تعاون بعض أولياء الأمور مع أبنائهم في إجراء الأبحاث العلمية، بل وصل ببعضهم الأمر إلى عمل الأبحاث بالنيابة عن أولادهم. وهذا ما كشفته وسائل الإعلام آثناء رصدها لتلك التجربة التعليمية.

7- هل واجهتكم أية عوائق آثناء تطبيق التعليم عن بعد؟

أبرز العوائق التي واجهت السادة المعلمين بطء سرعة الإنترنت بسبب الضغط على الشبكة نتيجة الاستخدام المكثف للإنترنت على مستوى المجتمع المصري كله، مما اضطر بعض المحاضرين إلى التأخر في تقديم أول محاضرة لديهم، أو الخروج والدخول للموقع التعليمي أكثر من مرة وأشياء من هذا القبيل، أو إنقطاع الاتصال آثناء تقديم المحاضرة. ولكنها مجرد عوائق لم تؤثر على نجاح التجربة الوليدة التي علمتنا أخذ الاحتياطات اللازمة بها من أجل تلافي أي أخطاء مستقبلًا.

8- ختامًا كيف تُقيم تجربة التعليم الإلكتروني في مصر؟ وهل يمكن تطبيقها مستقبلًا.

لاقت تجربة التعليم الإلكتروني نجاحا بالنسبة للمعلمين، كما ذكرت لكم سابقًا، كما لاقت مشاركة عددًا كبيرا من جانب الطلاب، وقد وضّح أن نسبة تركيز الطلاب واستيعابهم للمحاضرات لا بأس بها، وربما يعود ذلك لسهولة استخدام الجيل الحالي من الطلاب للتكنولوجيا الحديثة خصوصا دخول معظمهم على المحاضرات عن طريق هاتف المحمول، بالإضافة إلى استخدام التقنية في حد ذاتها تحفز الانتباه لديهم أكثر. وعليه فإننا متفائلون بنجاح تجربة التعليم الإلكتروني ويمكن الاستفادة بتلك التجربة مستقبلا.

9- هل معنى تفاؤلك أنه يمكن الاستغناء عن التعليم التقليدي وحضور الطلاب إلى المدارس والجامعات بعد نجاح تجربة التعليم عن بعد؟

إن نجاح تلك التجربة لا يعني بالضرورة الاستغناء عن حضور الطلاب، خصوصا بالنسبة للأطفال في المدارس، فحضورهم ضروري بسبب تكوين شخصياتهم على مدار حياتهم التعليمية، على عكس بقاءهم بالمنزل قد يؤثر سلبا على شخصياتهم، وهذا الأمر ينطبق على بقية المراحل التعليمية بما فيها المرحلة الجامعية، ولكن بنسب متفاوتة؟

شكرا الأستاذ الدكتورعبد الحى عبيد، مديرالجامعة العربية المفتوحة بمصر، على اتاحة سيادتك لنا اجراء هذا الحوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى