أكد وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة الكاتب الصحفي عبدالله حسن أن المصالحة التي تحققت بين حركتي فتح وحماس برعاية وجهود جمهورية مصر العربية خطوة إلى الأمام، وتفوت على إسرائيل فرصة التذرع بعد وجود شريك فلسطيني للتفاوض معه.
وقال عبدالله حسن في مقال نشرته مجلة “الأهرام العربي” اليوم: “أخيرا استجابت حركة حماس لجهود مصر لتحقيق المصالحة مع حركة فتح بعد قطيعة استمرت نحو عشر سنوات فشلت خلالها الجهود للتوفيق بينهما”.
وأوضح أن أهمية هذه المصالحة التي طال انتظارها ترجع إلى أنها واكبت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وأتاحت الفرصة للرئيس السيسي ليؤكد بقوة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما المهم على هامش الاجتماعات ضرورة أن تتحمل الولايات المتحدة مسئولياتها لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار إلى أن إسرائيل كانت تتهرب دائما من المفاوضات مع الفلسطينيين وتستفيد من الانشقاقات في صفوف الفلسطينيين والخلافات بين فتح وحماس ويعلن قادة إسرائيل أنه لا يوجد شريك فلسطيني واحد يمكن التفاوض معه، وأنه على الفلسطينيين أن يتفقوا فيما بينهم أولا وينهوا خلافاتهم قبل أن يطالبوا إسرائيل بالتفاوض معها واستغلت إسرائيل الفرصة لتقيم المزيد من المستوطنات لليهود على الأراضي الفلسطينية وتواصل طرد الفلسطينيين من بيوتهم وتهجيرهم خارج المدن السكنية للاستيلاء على المزيد من الأراضي.
وأكد حسن أن المصالحة التي تحققت أخيرا بين حركتي فتح وحماس تقطع الطريق على كل من يحاول الوقيعة بين الأشقاء الفلسطينيين واستغلال القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق مصالح إقليمية لقوى معادية وإثارة الخلافات والصراعات بين الدول العربية حتى لا تتاح لها الفرصة لدعم القضية وتنغمس في مشاكلها الداخلية أو الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب الذي ترعرع في ظل الخلافات العربية الذي تدعمه قوى أجنبية وإقليمية وعربية للأسف لتنفيذ مخططات لتقسيم الدول العربية واستنزاف ثرواتها.
وأضاف أن حركة حماس تعرضت لعملية ابتزاز من بعض القوى العربية والإقليمية في السنوات الأخيرة التي استغلت خلافاتها مع حركة فتح وقامت بتزويدها بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاتها.كما أسهمت هذه القوى في إفشال اتفاقيات المصالحة التي كانت على وشك التوصل إليها بين الأشقاء الفلسطينيين برعاية القاهرة، وكان الخاسر الأكبر من هذه العمليات هو الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي يمارس أقسى أنواع القهر والتعذيب.
وعبر عن أمله أن تكون هذه المصالحة هي الحلقة الأخيرة في سلسلة الخلافات الفلسطينية لتبدأ مرحلة جديدة على طريق حل القضية الفلسطينية بعد أن أصبح الفلسطينيون يدا واحدة لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية بشرط أن تلتزم حركة حماس باتفاق المصالحة هذه المرة ولا تتراجع عنه في اللحظات الأخيرة، كما حدث في الماضي!.