طواقم الأطباء والتمريض والإسعاف.. الجيش الأبيض لاعدام كورونا
افتتاحية بروباجندا
تخوض مصر هذه الأيام بكل أجهزتها ومؤسساتها حرباً شرسة لا مهادنة فيها، بقيادة الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي وحكومته الفدائية بل وكل جموع الشعب المصري، لمواجهة الانتشار المريع لـ فيروس كورونا اللعين .. ذلك الوباء الذي اجتاح العالم وهدد امبراطوريات عاتية بشبح الموت والشطب من ذاكرة التاريخ.
ولأن كل معركة لها رجالها .. فقد توحدت إرادة المصريين على التصدي لهذا الفيروس الخبيث، وتصدرت طواقم الأطباء والتمريض والإسعاف مشهد المقاومة حتى أصبح اللقب الذي يطلق عليهم فرسان البالطو الأبيض وذلك من واقع التقدير لدورهم الإنساني قبل المهني الذي يؤدونه على أكمل وجه لمواجهة الفيروس المتحور وتقديم الخدمات العلاجية للمصابين به حتى لو كلفهم الأمر دفع حياتهم ثمنا لهذه الرسالة المقدسة.
وتكمن روعة الدور العظيم الذي يلعبه هؤلاء الفدائيون أنهم في واقع الأمر خط المواجهة الرئيسي حيث أنهم من يتعاملون بشكل مباشر مع الضحايا وتقع عليهم مسئولية تقديم كل ما يلزم من رعاية صحية ونفسية، ولعل هذا ما دفع الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي ليخصهم بتوجيه تحية الإجلال والتقدير منه شخصياً ومن كافة جموع الشعب المصري.
وفي إحصائية رسمية لنقابة الأطباء .. فقد بلغ إجمالى عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بين أعضاء الفريق الطبى فى مصر، 25 حالة إصابة حتى الآن من بينهم 6 من الأطباء البشريين، وصيدلى واحد، 7 من فرق التمريض، و4 من المراقبين الصحيين، و5 من فنيين المعامل، و3 من فنيين الأشعة، علماً بأن هذه الأعداد قابلة للزيادة، فهى فقط ما أمكن التعرف عليه من خلال ظهور أعراض الإصابة بالعدوى.
ففي المستشفيات التي تستقبل حالات الاشتباه أو الإصابة بكورونا لا وقت ولا مكان للنوم، ولا مجال للراحة أو حتى تناول الوجبات فالكل يسابق الزمن للقيام بدوره في مواجهة انتشار الفيروس وسط أجواء من القلق مع تزايد زوار المستشفيات وذويهم الذين يزيدون من أعباء الطواقم الطبية سواء للرد على استفساراتهم أو محاولة السيطرة على انفعالاتهم أو المبادرة بعلاج المرضى والمصابين ونقلهم إلى الحجر الصحي أو أجهزة التنفس الصناعي إذا لزم الأمر، حتى أصبح ضغط العمل في دور الرعاية الصحية لمصابي “كورونا” يجعل من الصعب على الطواقم الطبية العودة إلى منازلهم للحصول على الراحة، لا سيما أن عددا كبيرا منهم منتدب من مناطق أخرى.
وتقديراً لهذا الواجب المقدس تقدم نواب برلمانيون بمقترح لمساواة الأطباء والممرضين في المعاشات الاستثنائية وكافة المزايا أسوة بشهداء الجيش والشرطة، نظير واجبهم الوطني لحماية الشعب المصري، انطلاقاً من كونهم جنود مصر في ظل انتشار فيروس كورونا ففي ظل الأزمة الحالية يتحمل هؤلاء الفرسان جهوداً بدنية ونفسية شاقة كما يواجهون مخاطر كبيرة بانتقال العدوى لهم على النحو الذي شهدناه جميعاً على إثر إصابة العديد من الأطباء والممرضين بالعدوى مما يعرضهم لخطر كبير إضافة إلى ما يتكبدونه من مشقة من أجل الوصول لبر الأمان للشعب المصري، ومساندة الدولة في مواجهة الفيروس.
وللحق فإن مقدار التزام هذه الطواقم الطبية وإن كان ينبع في الأساس من استشعارهم لمسئولياتهم الرحيمة في إغاثة المرضى والمصابين، فإنهم يستمدون جزءاً ليس بالقليل من هذه الشحنات الإيجابية من تصدر وزيرة مثل د. هالة زايد حقيبة الصحة في تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها مصر والعالم .. فهي مصدر اشعاع والهام وقدوة حسنة لهؤلاء المحاربين، فهي وزيرة المهمة الصعبة بمعنى الكلمة، وقد أثبتت طوال الأيام الماضية جدارة لا تقارن في بذل كل جهد لمواجهة التحدي الأصعب وفي سبيل ذلك تضحي بطبيعتها كبشر وأنثى وأم وزوجة بل أنها تركت ابنتها في ظروف وضع مولودها الأول، وهذه مشاعر لا يعرف طبيعتها إلا المجربون، وراحت تمارس واجبها بكل تضحية وفدائية.
كلمة أخيرة
تحية إجلال وتقدير لفرسان الجيش الأبيض .. محاربو فيروس كورونا