طارق شوقي .. وزير المستقبل
افتتاحية بروباجندا
مع انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة الذي يخوضه أكثر من مليوني طالب وطالبة، تقفز على الذاكرة محطات لا تنسى في مسيرة التعليم في مصر بطلها الأول، بل وربما الوحيد، د. طارق شوقي، وزير التعليم، الذي يستحق عن جدارة دخول قائمة ” جينيس” للأرقام القياسية .
فلا يكاد يحفظ المصريون اسم وزير باستثناء ” د. شوقي” ، الذي تقلد منصب وزير التعليم في 14 فبراير 2017 ، وكيف لا يحفظون اسمه ولدينا أكثر من 23 مليون طالب وطالبة في مراحل التعليم قبل الجامعي فقط، ولعله لم يتردد اسم وزير في مصر على طول تاريخها بالقدر الذي كان من نصيب وزير التعليم الحالي .
وفي واقع الحال فإن عظم المسئولية الملقاة على عاتق وزير التعليم كفيلة بأن نحني ظهر أعتى الرجال وتذهب النوم عن أي عين .. فلنا أن نتصور كيف يكون الحال ونحن في مجتمع يضع آمالاً غير محدودة على نهضة التعليم كركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية اشاملة والمستدامة .
بالإضافة إلى أن الرؤية التي ينطلق منها فكر وقرارات د. طارق شوقي تصطدم في كثير من الأحوال بالنظام التعليمي القائم منذ عشرات السنين، وكما هو معروف فإن أي أمر مستحدث يقابل في البداية بهجوم شرس خصوصاً إذا كان تغييراً في حجم ثورة على التقليدية وانطلاق نحو الحداثة .
لذا كانت أعنف حملات الهجوم على وزير التعليم تلك التي تعرض لها في أول تجربة امتحانات على التابلت، كخطوة أولى للتحول إلى التعليم التقني الرقمي، فمع دخولنا مرحلة التجريب كان لا بد من وقوع أخطاء في التشغيل أو نواقل المعلومات ( السرفر) .. بل أنه من المفيد وقوع مثل هذه الأخطاء لتفاديها فيما بعد .. إلا أن الدنيا قامت ولم تقعد على الوزير وكان أشرسها تلك التي اتهمته بالفشل، بدلاً من تفهم حتمية وقوع أخطاء فنية عند التشغيل .
إلا أن الرجل تصدى بشجاعة وحسم وواجه كل هذه ” النيران الصديقة” بصدر رحب يتفهم مشاعر القلق التي تنتاب الطلاب وأولياء الأمور حتى أنه تدخل لمنع تطبيق أي إجراءات عقابية ضد الطلاب المتذمرين الذين أطلقوا العنان للتعبير عن مشاعر الغضب خارج دائرة المسموح به .
ومن بين المعارك الشهيرة أيضاً التي خاضها د. طارق شوقي ” مخالفات التعليم الخاص” حيث أبى الوزير إلا أن يواجه السلبيات والأخطاء التي يشهدها القطاع بمنتهى القوة والحزم بداية من فتح التحقيقات في وقائع عدم الالتزام بقرارات الوزارة بشأن المدارس الخاصة والدولية ونسبة الزيادة في المصروفات المقررة، وأسعار الكتب، والزى، وحافلات نقل الطلاب، بجانب المغالطات التي وقعت فى بروتوكول الدبلومة الأمريكية الذى وقع مؤخرًا مع عدد من الشركات المقدمة لاعتمادها، فضلا عن تولى مجموعة المدارس الخاصة صيانة وتطوير دهان وفرش مكاتب التعليم الخاص والدولي بالوزارة .
ويعلم القاصي والداني أن ملف التعليم الخاص كان يشهد مخالفات صارخة قبل تولى الدكتور طارق شوقى، وهناك العديد من طلبات الإحاطة التي قدمت ولكن لم يجرؤ وزير سابق على الاقتراب من هذا الملف، وكأنه سري للغاية .. الأمر الذي يؤكد إصراره على السير قدما في مسيرته وبرنامجه للتحديث والتطوير الشامل للملف فى ضوء تنفيذ رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لإصلاح المنظومة .
ومن يقرأ جيداً سياسات د. طارق شوقي وزير التعليم يدرك أنها تنطلق من قناعة كاملة بأن التعليم هو مستقبل وحاضر وتاريخ الأمة، هو من يحدد مستوى الأجيال من ثقافة وتربية وتعليم وفنون وغيرها، ويكفي أن الوزير كما سبق ذكره يتعامل بشكل مباشر مع المواطن، ولا يتوانى عن خوض أي معركة في سبيل الوصول للهدف المنشود فلم يتردد عن إعلان الحرب على الدروس الخصوصية، حتى بدأت مافيا الدروس الخصوصية توجيه الطعنات له، وبالمناسبة هو لوبى لا يشمل فقط المعلمين بل يشارك فيه أصحاب البيزنس ومراكز الدروس الخصوصية، وبعض ممن يشغل مناصب مهمة فى المحافظات المختلفة .
كلمة أخيرة
شكراً للدكتور طارق شوقي وزير التعليم على احتمالك كل هذه الصدمات دون كلل أو يأس، بفضل إيمانك بالرسالة المقدسة التي تحمل أمانتها .. فأنت أهل للثقة والاحترام .