طارق الملا : البترول حدد مسار التنمية منذ أوائل السبعينيات
وأشار الوزير، إلى أهمية المؤتمر الذي يأتى في وقت يشهد فيه العالم العديد من التحديات الاقتصادية والتحولات السياسية التي تؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادى العالمى واستعرض الوضع الحالى لأسعار البترول العالمية التي شهدت انخفاضًا متسارعًا منذ منتصف عام 2014 وزادت حدتها خلال النصف الثانى من عام 2015 وتحديدًا بعد شهر أغسطس.
حيث فقدت الأسعار أكثر من 60% من قيمتها، متأثرة بركود الاقتصاد العالمى وانخفاض الطلب، خاصة في الدول الأسيوية كالصين وتراجع النمو في اليابان والاتحاد الأوروبي واعتماد الولايات المتحدة على الزيت والغاز الصخرى وبدء تصدير النفط الأمريكى بعد توقف 40 عامًا وزيادة الإنتاج العالمى وبخاصة من الدول خارج أوبك مما أدى لارتفاع العرض العالمى بالأسواق.
وأشار الوزير إلى توقع استمرار اضطراب السوق العالمية للبترول خلال الفترة القادمة لتأثرها بعوامل من الصعب توقعها منها ما يتصل بالصراعات الدولية والمشكلات الداخلية في بعض الدول المنتجة للبترول، مؤكدًا على أن تحسن الأسعار مرهون بالتحكم بمعدلات الإنتاج وتوازنها مع الطلب المنخفض وربط زيادة الإنتاج بتعافى الاقتصاد العالمى.
وحذر الملا من أن انخفاض الأسعار أدى لتباطؤ الاستثمارات البترولية العالمية وإلغاء وتأجيل العديد من المشروعات مما يؤدى إلى حدوث عجز في العرض في حالة تعافى الاقتصاد العالمى.
وأشار إلى أن هناك حالة من التوازن في تأثر مصر بانخفاض الأسعار العالمية للبترول تتمثل في احتمالات تباطؤ تدفقات الاستثمارات الأجنبية في مجال البحث والإنتاج، موضحًا أنه على الرغم من ذلك فقد تم خلال الشهور القليلة الماضية توقيع عدد من الاتفاقيات لتنمية بعض حقول الغاز من أهمها حقل ظهر وآتول وشمال الإسكندرية باستثمارات تصل لأكثر من 25 مليار دولار، متوقع إنفاقها خلال الأربع سنوات القادمة.
كما تتمثل التأثيرات الإيجابية أيضًا في انخفاض قيمة واردات مصر من البترول والغاز الطبيعى المسال وبالتالى انخفاض قيمة الدعم الذي تتحمله الدولة، مشيرًا إلى أن المحصلة النهائية المتوقعة لانحفاض الأسعار العالمية للبترول بالنسبة لقطاع البترول المصرى وجود توازن بين التأثيرات السلبية والإيجابية.