ضبط النفس | بقلم د. ضحي اسامه راغب
يصعب على الكثيرين منا التزام الهدوء والحلم عندحدوث شئ ما .. ويجد من الصعب عليه كظم غيظه دون أن نرده، ولكن هنيئاً لأصحاب النفوس الحليمة التي تقهر الغضب وتحجبه والتي تتصف بصفة الحلم والصبر، فمعنى الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب.
فلما العجلة فى الحكم على الأمور : فالتسرع أو العجلة فى الأمر صفة تؤدي دائماً في ذاتها وآثارها إلى قلق الإنسان وإنزعاجه وتورث الأسى والأسف في مشاعره وأحاسيسه والندامة من أعراضها.
وقد قال أبو حاتم : ( العجل يقول قبل أن يعلم، ويجب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعدما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم ).
ولنرى من خلال هذه القصة نتائج سوء الفهم وتقدير الأمور.
فى أحد الأيام وبعد أن أغلق النجار ورشته دخل ثعبان بحثاً عن الطعام، كان من عادة النجار أن يترك بعض أدواته فوق الطاولة ومن ضمنها المنشار.
وبينما كان الثعبان يتجول هنا وهناك؛ مر جسمه من فوق المنشار مما أدى إلى جرحها جرحاً بسيطاً، ارتبك الثعبان وكردة فعل قام بعض المنشار محاولا لدغه مما أدى إلى سيلان الدم حول فمه.
لم يكن يدرك الثعبان ما يحصل، واعتقد أن المنشار يهاجمه، وحين رأى نفسه ميتا لا محالة؛ قرر أن يقوم بردة فعل أخيرة قوية ورادعة، التف بكامل جسمه حول المنشار محاولاً عصره وخنقه.
استيقظ النجار في الصباح ورأى المنشار وبجانبه ثعبان ميت لا لسبب إلا لطيشه وغضبه.
العبرة:أن بعض القرارات لها نتائج خطيرة.
لذلك حاول ان تعرف مسبقا ماذا ستكون نتيجة قرارك.
وحذار ان تدع الفوائد الفورية تعميك عن النتائج غير المرغوبة والطويلة الامد.
حيث تواجهنا في الحياة العديد من المشاكل التي تطلب منا التروي والتمهل عند التعامل معها وعدم التسرع في اتخاذ القرار حتى يتثني لنا اتخاذ القرار الصحيح، وان لا ننظر الي الشائعات فهي سلوك عدواني ضد المجتمع وتعبير عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن وهذا السلوك العدواني قد ينجم عنه أفعال مباشرة وقد يتحول إلى نوع من الشذوذ في القول والعمل ولعل أبرز أنواع الشائعات هي ما يتعلّق بأمن الناس لأنه يتركهم في دوامة القلق ويؤثر على مجرى حياتهم وخاصة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني .. وخاصة عندما يفتقد الناس إلى الإدراك والوعي وثوابت الاستقرار كالأمن والدين والقيم.
وتعتبر الإشاعة من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات أو الأشخاص وتعتبر الإشاعة عصب الحروب النفسية وسلاحها للنيل من الروح المعنوية للشعوب.
فعلينا ان نتريث فالتعجل تصحبه الندامة وتعتزله السلامة، فضبط النفس يؤدي دائما الي نتائج إيجابية والتسرع وسرعة ترويج الشائعات يؤدى الي نتائج سلبية حيث يقال ان الكلمة متي ما خرجت من الفم لايمكن التراجع عنها ابدا، فلتكن كلماتك وأحكامك منطقية وعادلة ولا تتسرع ففي التأني السلامة وفي السرعة الندامة.