صور | وزير الخارجية العراقي بمنتدى الحضارات العريقة : «الإرهاب يهدد الإرث الحضاري»

قال وزير الخارجيَّة العراقي الدكتور إبراهيم الاشيقر الجعفري كلمة القاها في منتدى الحضارات العريقة التي تقام اعماله في العاصمة اليونانية اثينا أنَّ العراق مهد الحضارة في العالم فحتى الآن مضت سبعة آلاف سنة على ولادة الحضارة في العالم، وكانت من بلاد وادي الرافدين من مناطق العراق الجنوبيَّة من العمارة، والناصريَّة، والبصرة، والمناطق الأخرى.
واضاف وزير الخارجيَّة العراقي اننا عندما نتحدَّث عن الحضارة نتحدَّث عن مكامن القوة الفكريَّة، والإنسانيَّة التي خلقها الله في نفوس البشر، وجعلها مبعث خير لإعمار الأرض.. والحضارة بزغت منذ زمن بعيد، وكانت قد نشرت ظلـَّها على هذه الدول، ولكنـَّها لا ينبغي أن تتوقـَّف عليها، ويجب أن تتحرَّك بشكل مُستمِرٍّ، وتنشر ظلـَّها على دول أخرى ولا ينبغي أن نـُقسِّم العالم اليوم على بعيد وقريب بالأرض، بل إنَّ البعيد والقريب بالقِيَم، وبالإنسانيَّة، وبالأخلاق، وبالمصالح.. هذا هو العالم الجديد.. هكذا يكون الإنسان حامل لواء الحضارة إذ يمدُّ بصره إلى أقصى العالم؛ ليجد في البعيد الجغرافيِّ قريباً في الفكر، وقريباً في القِـيَم.
واوضح الدكتور الجعفري بالقول “حضارتنا اليوم مُهدَّدة، والإرهاب المُعاصِر يُهدِّد الحضارة كلـَّها.. والعراق، تعرَّض لحالة من التخريب على يد الدواعش، وتخريب لنفسيَّة الإنسان، وعبث بهويَّـته الفكريَّة، وحاوَل دحر التراث، والإرث الحضاريّ.. ماذا حصل في مدينة الموصل، ومدينة أور؟.. كيف استهدفها داعش، وحاول تدميرها”.
وأكد “ان ما تقوم به داعش اليوم في العراق ليس استهدافاً للعراق، بل هو استهداف للعمق الحضاريِّ، واستهداف للمُستقبَل الحضاريِّ، واستهداف لدولكم؛ لأنَّ هؤلاء لا يُميِّزون بين بلد وآخر.. هؤلاء يُريدون أن يغتالوا الثقافة.. كلُّ شيء يقوم على ثقافة.. ما من بناء، وصرح حضاريّ بُنِيَ إلا واعتمد على ثقافة، وما من عدوٍّ أخطر من العدوِّ الثقافيّ”.
ودعا وزير الخارجيَّة العراقي قائلاً “علينا أن نـُكثـِّف جُهُودنا؛ للحفاظ على حضارتنا الحقيقـيَّة؛ ومادامت الحضارة تستهدف الإنسان كهدف تـُريد خدمته، وتـُقيم الحاضرة الجديدة على أساس مُراعاة حقوق الناس يجب أن نـُشيعها، ولا نكتفي بالظواهر المدنيَّة.. يجب أن نـُشيع ظاهرة الحضارة.. كلُّ شيء له علاقة بالإنسان، ويحترم الإنسان، ويحترم الطفولة، ويحترم المرأة، ويحترم الشيخوخة، ويحترم كلَّ مُفرَدة من مُفرَدات الإنسانيَّة ينبغي أن نتمسَّك به.