ثقافة وفنونعاجل

صور | وزير الأثار يعلن تفاصيل العثور على 3 آبار دفن في «تونا الجبل» بالمنيا

أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أن المقابر المكتشفة بمنطقة آثار “تونا الجبل” بمحافظة المنيا مقابر عائلية تنتمى إلى الطبقة المتوسطة من المجتمع أو يمكن القول أنها تنتمى إلى الفئة الراقية من الطبقة الوسطى بالمجتمع، وتتكون من عدد من حجرات للدفن بداخلها عدد كبير من المومياوات لأشخاص في مراحل عمرية مختلفة في حالة جيدة من الحفظ، من بينها مومياوات لأطفال بعضها ملفوف بلفائف كتانية، والبعض الآخر يحمل كتابات بالخط الديموطيقى، بالإضافة إلى عدد آخر من المومياوات لرجال ونساء لا تزال يحتفظ بعضها ببقايا كرتوناج ملون، والبعض الآخر عليه كتابات ديموطيقية أسفل القدمين.

وجاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها بعثة الحفائر المشتركة لجامعة المنيا ووزارة الآثار بمنطقة تونا الجبل للإعلان عن خبيئة المومياوات التي تم اكتشافها خلال موسمها الثاني لأعمال الحفائر والتنقيب التي استمرت لمدة شهرين متتاليين وحضرها الدكتورة رانيا المشاط وزير السياحة المصرية، واللواء قاسم حسين محافظ المنيا، والدكتور مصطفى عبد النبي رئيس جامعة المنيا، والدكتور مصطفى وزيري أمين المجلس الأعلى للآثار، والدكتور وجدي رمضان رئيس البعثة الأثرية، وأعضاء البعثتين من جامعة المنيا والآثار.

وقال العناني – فى بيان لوزارة الآثار اليوم السبت – إن البعثة الأثرية المشتركة بين الوزارة ومركز البحوث والدراسات الأثرية بجامعة المنيا تمكنت من الكشف عن 3 آبار دفن تؤدى كل منها إلى مقابر محفورة في الصخر بها العديد من المومياوات، مضيفا أنه للعام الثالث على التوالي نعلن عن كشف أثري جديد في محافظة المنيا، واعدا بالإعلان عن مزيد من الاكتشافات الأثرية خلال عام 2019 .

وأوضح وزير الاثار أن فريق العمل لاحظ هبوط في منسوبي الرمال في أحد المربعات بمنطقة العمل مما قادهم إلى البدء من هذه النقطة وأسفر رفع الرمال عن اكتشاف بئر على عمق 8 أمتار عثر بداخله على تابوتين من الفخار في حالة سليمة وتابوت من الحجر الجيري وآخر من الخشب، وبعض الأواني الفخارية وبعض الاوستبراكات، وفي أثناء استكمال رفع الرمال بهذا البئر والذي أخذ مسمى “A” لاحظ أحد أفراد البعثة هبوط رملي في المنطقة المجاورة لهذا البئر من الناحية الجنوبية وبمساعدة العمال تم رفع الرمال واكتشاف بئر على عمق 8 متر عثر بداخله على مجموعة من المومياوات في حالة جيدة جدا وتضم بعضها نقوش كتابية باللغة المصرية القديمة” الديموطيقية” و”اليونانية” كما تم العثور على قطع من الكرتوناج وعلى آواني فخارية للعجن، وتوابيت حجرية وفخارية نادرة وبرديات، وتم العمل في هذا البئر في جميع المحاور بمساحات طولية وعرضية والذي أخذ رقم “B”، كما توصل فريق العمل بأنه يوجد أسفل هذا البئر عدة آبار آخرى أخذت أرقام c1 و c2،عثر بداخلها على قطعة من الكرتوناج وآواني تقديم ومومياوات وتوابيت فخارية علي شكل أسماك، ومومياوات أطفال وحيوانات نادرة وفي حالة جيدة جدًا.

وقال العناني إن هذا الكشف هو الثالث علي التوالي خلال عام بمنطقة تونا الجبل، ويأتي في حضور١٠ سفراء دول أجنبية، لافتا أن هذه المنطقة غنية بالآثار ونحن سعداء بالتعاون مع جامعة المنيا والمحافظة المنيا.

بدوره، قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن طرق الدفن تنوعت داخل تلك المقابر ما بين الدفن داخل توابيت حجرية، أو خشبية، أو دفنات على أرضية المقبرة، كما تم العثور على دفنات داخل نيشات، مشيرا إلى أنه تم الكشف أيضا عن بعض الاوستراكات وأجزاء من برديات والتي من خلال دراسة الكتابات الموجودة عليها تمكن الأثريون من تأريخهما في الفترة ما بين بداية العصر البطلمى وحتى العصر الرومانى المبكر والعصر البيزنطى.

ومن جانبه، لفت وجدي رمضان رئيس البعثة الأثرية إلى أن البعثة قد بدأت أعمالها لهذا الموسم فى نهاية شهر نوفمبر، لاستكمال أعمال الحفر للموسم الأول لها، والذى بدأ فى شهر فبراير 2018 واستمر حتى نهاية شهر أبريل من نفس العام، حيث تمكنت خلالها البعثة من الكشف عن مقبرة محفورة فى الصخر تتكون من مدخل يؤدى إلى سلم منحدر محفور فى الأرض يؤدى إلى صالة مستطيلة بها عدد من الدفنات.

وأضاف أنه يوجد في تلك الصالة في اتجاه الغرب حجرة مستطيلة بها عدد من المومياوات وتابوت حجرى كبير، وفي اتجاه الشمال تم العثور على حجرة أخرى تحتوى على عدد من التوابيت الحجرية وضعت داخل نيشات، ويعتبر هذا الأسلوب فى الدفن فريدا فى منطقة آثار تونا الجبل.

وأكد فتحي عوض، مدير منطقة تونا الجبل، أن المنطقة قد استخدمت كجبانة للإقليم الـ15 منذ نهاية الدولة الحديثة وبداية العصر المتأخر وعاصمتها الأشمونين، وهي تشتهر بأنها تحتوى على العديد من المزارات الأثرية المهمة، منها مقبرة بيتوزيرس التى تم اكتشافها عام 1919 بواسطة جوستاف لوفيفر، والساقية الرومانية، والجبانة المقدسة لدفن الحيوانات والطيور الخاصة برموز الإله تحوت وهما طائر الايبس وقرد البابون، ومقبرة ايزادورا، والجبانة الرومانية، كما احتوت المنطقة على لوحتين من لوحات الحدود للملك إخناتون كجزء من حدود مدينة أخت آتون.

وقالت دكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة إن هذا الزخم الذي نشهده هو تنسيق بين وزارتي السياحة والآثار، ووجهت الشكر لمحافظ المنيا لإستضافته للحدث والزيارة المتميزة لاستضافة سفراء العالم، وأضافت وجودنا هنا لإلقاء الضوء علي الحدث وكل ما نراه اليوم يصب في مصلحة السياحة وهذا الحدث يخلق الشغب لإفتتاح المتحف المصري الكبير ٢٠٢٠

وقال الدكتور مصطفى عبد النبي”، إن جامعة المنيا تسير وفق استرتيجية مفادها الحفاظ على التراث الإنساني والحضارة المصرية العريقة بما تمتلكه من مقومات بشرية تستطيع الإسهام في نهضة مصر وتقدمها وأنها بهذا الحدث تُكمل مسيرة أدوارها تجاه وطننا المعطاء” مؤكدًا أن جامعة المنيا لا تقتصر في رؤيتها ورسالتها على العملية التعليمية والبحث العلمي ولكنها تؤدي أدوراها المنوطة بها داخل وخارج أسوراها.

وثمّن رئيس الجامعة مجهودات أعضاء البعثة الأثرية ومركز الدراسات والبحوث الأثرية بجامعة المنيا وكذلك أعضاء بعثة الحفائر بوزاة الأثار، لما بذلوه من اعمال حفائر واكتشافات في منطقة ستلعب دورًا كبيرًا في الترويج للثقافة والحضارة المصرية العريقة، مشيدًا بدور مركز البحوث والدراسات الاثرية بالجامعة الذي يبذل قائميه طاقاتهم سعيًا منهم لنشر ثقافة الوعي الأثري والحضاري بين الطلاب وتعزيز الانتماء الوطني لديهم.

وعقب الاحتفالية قام وزيري السياحة والآثار ومحافظ المنيا ورئيس الجامعة بالنزول إلى جبانة تونا الجبل لتفقد ما تم اكتشافه بالجبانة.

وقال اللواء قاسم حسين محافظ المنيا إن الاحتفال الكبير بالكشف الاثري يعتبر رسالة واضحة لما تتمتع به محافظة المنيا من امن وامان في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ،ويضاف هذا الانجاز العظيم لإنجازات جامعة المنيا ووزارة الاثار والي التراث الانساني وحضارتنا العظيمة في تلك المنطقة الاثرية الهامة والتي سيتكون محط انظار العالم .

وأضاف المحافظ أنه علي طول صعيد مصر شيدت المعابد والأهرام والأديرة والمساجد التاريخية وحديثا بنيت المتاحف لحفظ وعرض التراث المصري القديم، وبالمنيا تقع منطقة تل العمارنة التي تمثل عاصمة مصر في عهد الملك إخناتون، ومنطقة بني حسن الأثرية، ومنطقة تونا الجبل، ومنطقة الأشمونين، ومتحف ملوي ومنطقة البهنسا، ومسار العائلة المقدسة بمنطقة جبل الطير، كما أنه نعمل حاليا علي سرعة الانتهاء من إنشاء المتحف الأتوني بالمنيا

وأشار أن محافظة المنيا تعمل علي انجاح المنظومة السياحية من خلال العمل علي إعادة المنيا إلي خريطة السياحة العالمية وتهيئة المناخ الملائم أمام الزائرين للتمتع بالمعالم الأثرية العديدة.

وكانت محافظة المنيا، نظمت مساء أمس الجمعة، أكبر مسيرة بالحناطير بشارع كورنيش النيل، حيث استقل وزيري الآثار والسياحة، محافظ المنيا وسفراء دول أسبانيا، مالطا، اليابان، ليتوانيا، التشيك، أيرلندا، بولندا، صربيا، بيلاروسيا، والصين الحناطير من أمام أحد الفنادق بأقصي شمال مدينة المنيا مرورا بديوان عام المحافظة ومديرية الأمن، وصولا إلي ميدان الفريق صفي الدين أبو شناف بأقصي جنوب المدينة أمام كوبري النيل المؤدي للمنيا الجديدة ثم عادوا لنقطة البداية مرة أخري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى