ثقافة وفنونعاجل

صور| نقوش الكرنك تروي بطولات خير أجناد الأرض وأعرق جيوش العالم

نقش الفراعنة بطولات الجيش المصري علي جدران معبد الكرنك في طيبة القديمة، فالجيش المصري هو أقدم جيوش العالم لأول وأعرق دولة في التاريخ.

بدوره يقول الدكتور محمد رأفت عباس، مؤلف كتاب (الجيش في مصر القديمة)، إن المناظر التي تم نقشها داخل معابد الآلهة المصرية كانت بمثابة رسالة سامية من ملوك مصر المحاربين للأجيال التالية، تروى قصة الكفاح والنضال العسكري المصري الذى قام به الأجداد من أجل حماية حدود مصر المقدسة من كافة قوى العدوان فى الشرق والغرب والجنوب، وقد أشهدوا المعبودات المصرية على هذا الدور العظيم.

وصورت النقوش على معبد الكرنك مجموعات من الأسرى الأجانب يقدمهم الفرعون المنتصر إلى معبودات مصر المختلفة، فيما تعد مناظر الملك سيتى الأول الحربية المسجلة على جدران الحائط الشمالى لقاعة الأعمدة الكبرى بالكرنك سجلًا تاريخيًا وافيًا لصفحة مشرقة من صفحات المجد الحربي لمصر القديمة خلال عصر الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية المصرية ( 1550 – 1069 ق.م ).

وأوضح الدكتور محمد رأفت عباس، مؤلف كتاب الجيش فى مصر القديمة (عصر الدولة الحديثة 1550 – 1069 ق.م) إن الملك سيتى الأول هو ثانى ملوك الأسرة التاسعة عشر، وقد اعتلى العرش بعد وفاة والده الملك رمسيس الأول مؤسس الأسرة، وكلاهما كانا ينتميان إلى صفوف المؤسسة العسكرية المصرية؛ حيث خدما كضباط محترفين فى الجيش المصرى لسنوات طوال قبل وصول أسرتهم إلى حكم مصر فى أعقاب وفاة الملك حور محب آخر ملوك الأسرة الثامنة عشر.

وخلال الحملة الحربية الأولى التى خاضها الملك سيتى الأول فى آسيا لاستعادة أملاك الإمبراطورية المصرية المفقودة منذ عهد العمارنة فى العام الأول من حكمه، قام بقيادة الجيوش المصرية عبر طريق حورس الحربى، وهو الطريق الذى استخدمته الجيوش المصرية فى حملاتها المظفرة الهادفة إلى بناء وتوسيع الإمبراطورية المصرية فى مناطق سوريا وكنعان (فلسطين) منذ بداية عهد الأسرة الثامنة عشرة.

وأوضح عباس أنه من خلال مناظر الملك سيتى الأول المسجلة على جدران معبد الكرنك صورت للمرة الأولى مجموعة الحصون والقلاع المصرية الموجودة على طريق حورس الحربى، التى امتدت من قلعة ثارو الحدودية المصرية (تل حبوة الحالية بشمال غرب سيناء) وحتى غزة بكنعان (فلسطين)، وقد بلغت نحو عشرة حصون ومواقع دفاعية أو أكثر.

وأظهرت المناظر والنقوش قيام سيتى الأول بهزيمة قبائل بدو الشاسو على امتداد طريق حورس الحربى بعد أن أشاعوا الفوضى والاضطراب من كنعان (فلسطين) وحتى الحدود المصرية، لكنه قام بهزيمتهم فى أكثر من موقعة وخاض ضدهم معركة حاسمة بالقرب من مدينة با كنعان وهى غزة الفلسطينية التى صورت كذلك فى مناظر الفرعون.

وتدل المناظر على أن الفرعون قد واصل حملاته المظفرة وأنه قد توغل بقوات الجيش المصرى لإعادة الهيمنة السياسية والعسكرية المصرية فى بلاد كنعان (فلسطين)، فصور الفرعون على جدران معبد الكرنك وهو يستولى بقواته على مدينة ينوعام ( تل الشهاب الحالية بالقرب من نهر اليرموك)، وصُور كذلك وهو يفرض سيطرته فى مناطق لبنان ويتقبل الجزية من أمرائها، التى كانت عبارة عن كميات من أخشاب الأرز.

وتتواصل المناظر كذلك لنشاهد قيام الفرعون بحملات أخرى فى السنوات التالية إلى مناطق سوريا الوسطى؛ حيث استطاع الملك المحارب الاستيلاء على مدينة قادش السورية واستردادها مرة أخرى من سيطرة الإمبراطورية الحيثية، وكذلك فرض السيطرة المصرية على مملكة آمورو السورية، وقام كذلك بتحقيق نصر مؤزر على القوات الحيثية فى شمال سوريا، وصورت مواكب الأسرى الحيثيين المكبلين، الذين عاد بهم الفرعون المنتصر إلى مصر.

وأكد مؤلف كتاب (الجيش فى مصر القديمة) أنه قد عثر فى مناطق سوريا وفلسطين على العديد من لوحات النصر التاريخية التى أقامها الملك سيتى الأول خلال حملاته المختلفة تلك؛ لتؤكد لنا صدق ودقة كافة التفاصيل التاريخية التى سجلت من خلال مناظر سيتى الأول الحربية فى معبد الكرنك، ولعل أشهر هذه اللوحات لوحة الملك الشهيرة المعروفة بلوحة بيت شان الأولى التى عثر عليها فى بيت شان (تل الحصن بفلسطين) والموجودة فى متحف فلسطين للآثار بالقدس.

ويضيف أنه على جدران الكرنك قام سيتى الأول كذلك بتسجيل انتصاراته على حدود مصر الغربية ضد القبائل الليبية المختلفة التى حاولت تهديد الحدود المصرية، فقاد الجيش المصرى لتوجيه ضربات حاسمة ضدهم، مؤكدًا أن النقوش سجلت بدقة تفاصيل العسكرية المصرية ومجدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى