صور| «سلامٌ على غزة».. أول خطاب للناطق الجديد باسم كتائب القسام

ظهر الناطق الإعلامي الجديد باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، للمرة الأولى في تسجيل مصور، موجّهًا رسالة مباشرة إلى أهالي قطاع غزة، ومعلنًا رسميًا نعي عدد من أبرز قيادات الكتائب الذين استشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
وحمل الظهور الأول رسائل سياسية ومعنوية وعسكرية، وجاء في توقيت بالغ الحساسية، ليؤكد استمرار بنية القيادة داخل القسام، ويكشف في الوقت نفسه حجم الخسائر القيادية التي تكبّدتها الكتائب منذ الخروقات الإسرائيلية على القطاع.
استهل الناطق الجديد باسم كتائب القسام خطابه بتحية مباشرة لقطاع غزة، مؤكدًا أن الرسالة موجهة لأهلها بكل مكوناتهم، في ظل ما وصفه بـ«ظروف غير مسبوقة من القتل والنزوح والمعاناة الإنسانية».
وقال: «سلام على غزة بترابها ومائها وسمائها وهوائها، سلام على رجالها ونسائها وأطفالها ومقاوميها وأبطالها»، في إشارة واضحة إلى محاولة تثبيت المعنويات، وربط المعركة العسكرية بالصمود الشعبي، وسط الدمار الواسع ونقص مقومات الحياة.
وأكد الناطق الجديد باسم كتائب القسام أن ما يتعرض له سكان القطاع من حصار ونزوح وبرد وفقدان، لم يُضعف ـ بحسب وصفه ـ إرادتهم أو إيمانهم، معتبرًا أن غزة «فاتحة تاريخ جديد» رغم الكلفة الإنسانية الباهظة.
وخلال كلمته، أعلن الناطق الجديد نعي عدد من القيادات العليا في كتائب القسام، مؤكدًا أنهم استشهدوا خلال القصف الإسرائيلي، سواء في مواقع القيادة أو أثناء أداء مهامهم العسكرية.
وشمل النعي: محمد السنوار (أبو إبراهيم) – قائد أركان كتائب القسام، ومحمد شبانة (أبو أنس) – قائد لواء رفح الفلسطينية، وحكم العيسى (أبو عمر) – قائد بارز في الكتائب، ورائد سعد (أبو معاذ) – قائد ركن التصنيع العسكري وقائد ركن العمليات الأسبق بالقسام، وحذيفة سمير عبد الله الكحلوت (أبو عبيدة) – الناطق الرسمي باسم كتائب القسام.
وأوضح المتحدث أن هؤلاء القادة استشهدوا بعد خرق الاحتلال الإسرائيلي للتهدئة واستئناف العمليات العسكرية في مارس الماضي.
وصف البيان محمد السنوار بأنه أحد أبرز العقول العسكرية داخل القسام، مؤكدًا أنه تولى قيادة الكتائب في مرحلة «بالغة الصعوبة» بعد محمد الضيف، وكان قبلها قائدًا لركن العمليات خلال معركة «طوفان الأقصى».
وأشار إلى أن السنوار لعب دورًا محوريًا في التخطيط والتنفيذ لهجوم السابع من أكتوبر في عام 2023، إضافة إلى إشرافه على الخطط الدفاعية لمواجهة الهجوم الإسرائيلي الواسع على غزة، معتبرًا مقتله خسارة كبيرة للقيادة العسكرية.
وتطرق الناطق الجديد باسم كتائب القسام إلى محمد شبانة، قائد لواء رفح الفلسطينية، مؤكدًا أنه كان من أبرز القادة الميدانيين في جنوب القطاع، وله إسهامات متعددة في الإعلام والإمداد العسكري بالقسام.
وأضاف أن شبانة شارك في عمليات وُصفت بـ «النوعية» منذ معركة «الوهم المتبدد» وحتى «طوفان الأقصى»، وكان له دور في أسر الجندي الإسرائيلي هدار جولدن، وفق ما ورد في البيان.
أما حكم العيسى، فقد وصفه البيان بأنه «قائد مهاجر» تنقّل بين عدة دول، قبل استقراره في قطاع غزة، حيث نقل خبراته العسكرية إلى كوادر القسام.
وتولى العيسى مناصب قيادية عدة، من بينها ركن التدريب وهيئة المعاهد والكليات العسكرية، وصولًا إلى ركن الأسلحة القتالية، بحسب البيان.
وأكد الناطق الجديد باسم كتائب القسام، أن رائد سعد كان أحد أعمدة التصنيع العسكري داخل القسام، وقائد لواء غزة الأول سابقًا، قبل أن يتولى قيادة منظومة التصنيع.
وأشار إلى أن هذه المنظومة كانت مسؤولة عن تطوير الأسلحة محليًا، من الصواريخ إلى الطائرات المسيّرة، والتي لعبت دورًا حاسمًا في هجوم السابع من أكتوبر وما تلاه من معارك.
وفي واحدة من أكثر فقرات الخطاب تأثيرًا، نعى الناطق الجديد أبو عبيدة، واصفًا إياه بـ«صوت الأمة» و«رجل الكلمة والموقف»، مؤكدًا أنه ظل حاضرًا إعلاميًا حتى في أخطر مراحل الحرب الإسرائيلية على غزة.
وللمرة الأولى، أعلنت القسام الاسم الحقيقي لأبو عبيدة، وهو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، وأكد الناطق الجديد أنه قاد منظومة إعلام القسام لأكثر من عقدين، ونجح في إيصال رواية المقاومة إلى العالم.
وأشار إلى أن أبو عبيدة استشهد بعد استهداف متكرر، وأن القسام «ورثت عنه اللقب»، في إشارة رمزية إلى استمرار الدور الإعلامي رغم فقدان الشخصية.
واختتم الناطق الجديد باسم كتائب القسام، كلمته بتعهد صريح بمواصلة القتال، معتبرًا أن دماء القادة والمقاتلين «حُجّة على الجميع»، وداعيًا إلى ما وصفه بـ«نهوض الأمة» لنصرة فلسطين.
وأكد أن غزة ـــ بحسب تعبيره ـــ «قدمت أغلى ما تملك»، وأن راية القسام «لن تسقط حتى النصر أو الشهادة».










