
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت فعاليات منتدى شباب العالم للعام الثاني على التوالي ويقام في الفترة من ٣ حتى ٦ نوفمبر بمدينة شرم الشيخ.
ويناقش المنتدى قضايا الشباب في إطار محاور السلام والتطوير والإبداع، بمشاركة شباب من جميع أنحاء العالم في محفل دولي ثري، للتعبير عن آرائهم.
ويعد منتدى شباب العالم، والذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، منصّة فعّالة أسّسها مجموعة من الشباب الواعد، ليبعث رسالة سلام وازدهار ووئام، ويقدّمها إلى العالم أجمع، فيشارك شباب من جميع أنحاء العالم في محفَل دولي ثري وشاب، للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
وجاءت فكرة المنتدى في 25 أبريل 2017 عندما عرض مجموعة من الشباب المصري، خلال المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم، وعلى الفور استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأعلن دعوته لجميع الشباب من مُختلَف دول العالم ليعبّروا عن آرائهم وعن رؤيتهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع.
ويشارك بالمنتدى شباب من جميع أنحاء العالم في محفل دولي ثري للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات في حضور نخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
ويتحدث في حفل الافتتاح عدد من الشخصيات العامة الدولية والمحليةـ وهي: “جياثما ويكرامانا ياكى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعنى بالشباب، والدكتور هاني ميلاد حنا نجل الدكتور ميلاد حنا صاحب كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية الذي استُلهم منه الموضوع الرئيس للمنتدى، ونادية مراد الناشطة الحقوقية الأيزيدية، ومريان ريم النحاتة الألمانية، ومحمد خيرت مؤسس منظمة شوارع مصرية”.
ومنتدى شباب العالم، والذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح، هو حدثٌ سنويٌ عالميٌ يقام بمدينة شرم الشيخ، ويشهد المنتدى هذا العام مشاركة أكثر من ٥٠٠٠ من شباب العالم؛ للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
واستهل الحفل بتعريف الأعمدة السبعة للشخصية المصرية والتي قدمها المهندس هاني ميلاد حنا نجل ميلاد حنا، حيث قدم شرحا حول تشكيل ثقافة ميلاد حنا وتكون وجدانه بحي شبرا واختلاطه في شبابه بحضارة البحر المتوسط.
وأضاف المهندس هاني أن والده بعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة سافر في بعثة إلى اسكتلندا وبدأ في تطوير أفكاره لتجمع شخصيته الأعمدة السبعة للشخصية المصرية.
وأشار المهندس هاني إلى أن ميلاد حنا كان يؤمن بأهمية التعددية الدينية، فضلا عن أهمية التقريب بين الشرق والغرب، موجها التحية لإدارة منتدى شباب العالم، موضحا أن المنتدى يمثل رسالة لشباب العالم والشعوب الإقليمية المجاورة بأهمية الحوار وتلاقي الثقافات والحضارات.
وشهد الحفل فيلما تسجيليا بعنوان ” نقطة تلاقي” للممثلة ريم مصطفى تناول طبيعة الحياة التي تعيشها مختلف شعوب العالم، كما تناول اختلاف الثقافات داخل الدولة الواحدة مثل مصر على سبيل المثال؛ واستعرض الفيلم تاريخ الحضارة المصرية وخاصة في شبه جزيرة سيناء وما تزخر به من أماكن مقدسة، فضلا عن حياة المصريين في هذه المنطقة التي تربط بين قارة آسيا وأفريقيا بما لها من طبيعة مختلفة.
وانتقل الفيلم لاستعراض ثقافة المصريين في النوبة وعاداتهم وتقاليدهم واختلاف اللهجات بينهم، كما استعرض الفيلم تاريخ الحضارة المصرية والمعابد الفرعونية القديمة والأهرامات وما تكنه من أسرار لا متناهية عن الحضارة المصرية القديمة، فضلا عن اللغة الأمازيغية التي كان يتحدث بها المصريون القدماء.
كما عرض الفيلم شرحا تفصيليا عن مجمع الأديان في مصر القديمة وما يجمعه المكان من رموز لمختلف الأديان اليهودية والمسيحية والإسلامية.
واستعرض الفيلم أيضا ما تجمعه مدينة الإسكندرية من حضارات جنوب المتوسط وخاصة الحضارة اليونانية والأرمينية، وتناول الفيلم أمثلة لمواطنين مصريين من أصول يونانية وأرمينية.
وخلال الحفل، استعرض عددا من النماذج الشبابية المضيئة وتقدمت جياثا ويكراماناياكي المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنية بالشباب بالشكر لتنظيم المنتدى لتقديم الحلول لمختلف الحلول التي تواجه دول العالم.
وأضافت أن أهداف المنتدى لم تبتعد كثيرا عن أهداف الأمم المتحدة التي تبحث طوال الوقت على حلول لكافة التحديات التي تواجه العالم، معربة عن إعجابها الشديد بأجندة المنتدى التي تتضمن جلسات حول مختلف المجالات.
وأشارت إلى أن آخر جيل في العصر الحديث يجتمع حاليا في مصر ليبحث عن مستقبله ويعبر عن طموحه وآمالهم بالنيابة عن ملايين شباب العالم.
كما تحدثت جياثا عن حقوق المرأة في العالم والتحديات التي تواجه المرأة في مختلف دول العالم بمختلف ثقافاتها.
وأكدت أنه للوصول إلى السلام لابد من التركيز على الحلول وليس المشكلات وعلى المبدعين وليس مسببي المشكلات وعلى اليوم وليس غدا.
وأشارت إلى أن السكرتير العام للأمم المتحدة أطلقت إستراتيجية الشباب بحلول عام 2030 التي تستهدف تحقيق آمال وطموحات الشباب وتوفر لهم مستقبلا أفضل.
كما تحدث خلال الحفل محمد خيرت مصري يقطن باستراليا ويعد أحد النماذج المضيئة حيث اختارته مجلة فوربس العالمية بفضل إنشائه موقع “شوارع مصرية” الذي يقود تغيير طرق التواصل بين مختلف الحضارات والثقافات.
وأشار محمد إلى أن الموقع حقق 500 ألف مشاهدة شهرية ويصل كل منشور في الموقغ لما يقرب من 1.2 مليون زائر.
كما تحدثت نادية مراد الإيزيدية من شمال العراق والتي استهلت حديثها بإدانة الهجوم الإرهابي الذي تسبب في قتل عددا من المصريين الأقباط بمحافظة المنيا، مشيرة إلى أن الملايين يعانون من الإرهاب والتطرف في مختلف دول العالم.
وأضافت أن المنطقة العربية باتت تعاني من انتشار الإرهاب والفكر المتطرف، مطالبة بأهمية إعطاء الشباب المرأة دور فعلي للتغيير.
وأشارت إلى أنه بدون العمل على زرع ثقافة التسامح ومحاسبة المجرمين والمتطرفين سيظل ينتشر التطرف والإرهاب الذي يعد السبب الرئيسي للأزمات التي تمر بها المنطقة وخاصة في سوريا وليبيا واليمن.
وقالت إن جماعة داعش قامت بأبشع الجرائم، خاصة ضد الإيزيديين، مشيرة إلى أن أكثر من 6 آلاف أمراة وطفل إيزيديين أصبحوا سبايا في القرن الحادي والعشرين وتعرضوا للتعذيب وأبشع الجرائم الوحشية على أيدي “داعش”.
وأشارت إلى أنها تتذكر طوال الوقت كلمة أكدها لها الرئيس عبد الفتاح السيسي وهي : “الشر لا يمكن أن ينتصر”، مشيرة إلى أنها ستظل تتذكر تلك الجملة كمنهج لها في الحياة.
وطالبت نادية دول العالم بالاعتراف بجرائم الجماعات الإرهابية التي ترتكبها في حق شعوب المنطقة، مشيرة إلى أن الاعتراف يمثل خطوة تجاه مواجهة هذه الجماعات المتطرفة.
كما تحدث أيضا زوندوا مانديلا حفيد رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، حيث أكد أن المنتدى يمثل فرصة كبيرة للتحدث ومناقشة كيفية جعل العالم مكانا أفضل، مشيرا إلى أن المنتدى يمثل أيضا فرصة للتواصل لتغيير العالم، وطالب جميع الشباب الحاضرين في المنتدى بالتعبير عن آمالهم والتحدث عن مستقبلهم كي يحدث تغيير للأفضل.
واستعرض زوندوا تاريخ الرئيس الراحل نيلسون مانديلا وجهوده التي بذلها لتحقيق الحرية لبلاده وتغيير مستقبلها، مشيرا إلى أنه قدم العديد من الحلول التي كانت سببا في تحقيق التطور والتنمية لبلاده.
وأشار إلى أن نيسلون مانديلا واجه العديد من التحديات أثناء سعيه لتحقيق حلمه وكان أبرز ما ركز عليه لتحقيق طموحاته بالنسبة لبلاده هو تطوير التعليم.