ثقافة وفنونعاجل

صور| تعامد الشمس على قدس الأقداس في قلب معبد الكرنك

شهد معبد الكرنك، أحد أعظم المعالم الأثرية في مصر القديمة، حدثًا فلكيًا نادرًا من نوعه، وهو ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس في قلب المعبد.

هذا الحدث الفريد يعكس براعة الحضارة المصرية القديمة في علم الفلك والهندسة المعمارية.

فعلى مدار آلاف السنين، استمر هذا الحدث السنوي في إبهار الزوار والباحثين، ليعكس العلاقة الوثيقة بين الدين والفلك في مصر القديمة، حيث تعتبر ظاهرة تعامد الشمس بمعبد الكرنك واحدة من أبرز الأحداث السياحية والثقافية في مصر، التي تجمع بين التاريخ العريق والتقدم العلمي، وتسلط الضوء على عبقرية المعمار المصري وقدرته على استغلال الظواهر الطبيعية لخدمة الطقوس الدينية.

على أنغام موسيقى الهارب، توافد آلاف الزائرين من المصريين والسائحين إلى منطقة ميناء معابد الكرنك لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على المحور الرئيسي للمعابد، وهي الظاهرة التي تحدث في يوم 21 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق بداية فصل الشتاء رسمياً.

وسط أجواء احتفالية، استقبل أطفال الكشافة الذين ارتدوا زيهم الفرعوني الزوار بالورود والهدايا التذكارية، وأدوا بعض الفقرات الفنية المستوحاة من الفن المصري القديم، ليضيفوا سحرًا خاصًا على هذا اليوم المميز، مما جعل الحدث أكثر إشراقًا وحيوية.

وفي إطار الفعاليات المرافقة للحدث، ألقى الأستاذ محمود العديسي، مدير إدارة الوعي الأثري، محاضرة تثقيفية عن أهمية هذه الظاهرة الفلكية وكيفية ربط المصري القديم بين الحسابات الفلكية والهندسة المعمارية. وقد استعرض العديسي عبقرية المصريين القدماء في تخطيط المعابد واتجاهاتها، مما يسهم في إلقاء الضوء على دقة علم الفلك في تلك الحقبة التاريخية.

تميز المصري القديم بعبقرية كبيرة في علم الفلك والهندسة المعمارية، حيث يؤكد عبدالخالق حلمي، مدير عام آثار الكرنك، أن ظاهرة تعامد الشمس تكشف عن تميز المصري القديم في ربط علم الفلك مع الهندسة المعمارية. وأوضح حلمي أن هذه الظاهرة كانت جزءًا من تخطيط معابد الكرنك التي استغرق بناؤها حوالي 2000 عام، حيث تشرق الشمس على مقصورة الزورق المقدس لأمون رع، الذي شيده الملك فيليب أرهيدايوس، أخو الإسكندر الأكبر.

وأَضاف أن تتعامد الشمس على محور معابد الكرنك الممتد من الشرق إلى الغرب، مرورًا بمداخل الصروح وقاعة الأساطين الكبرى، مما يجعل الحدث أكثر إثارة للزوار، خاصة عندما يرون الشعاع يلامس واجهة المعبد الرئيسية.

لقد شكلت هذه الظاهرة فرصة رائعة لتسليط الضوء على التراث الثقافي والفلكي لمصر القديمة، حيث تجمع بين الجمال التاريخي والعلمي في تداخل مثير، وتستمر معابد الكرنك في جذب السياح والمهتمين بالآثار، حيث يبقى هذا الحدث جزءًا من الهوية الثقافية والفلكية لمصر، ويؤكد مجددًا على براعة المصريين القدماء في ربط العلم بالدين والتاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى