أخبار مصرعاجل

صور| «الطيب» بمؤتمر البحث عن استقرار المجتمعات : نحن مبتلون بهجوم من لا يملكون علمًا ولا ثقافة

وصف الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر كلمته بمؤتمر دار الإفتاء المصرية عن “دور الفتوى في استقرار المجتمعات” بأنها أشبه بنفثة مصدور أو زفرة مكلوم؛ أو شكوى غريب يحملها إلى أهل العلم، وسـدنة الشـريعة وحرَّاس القيم السماوية، مما تعج به الساحة الآن من اكتساح العملة الزائفة للعملة الحرة الأصيلة في مجال الفتاوى وتبليغ شريعة الله للناس، وأدعياء العلم من أرباب حلقاتِ تشويه الإسلام والجرأة على القرآن والحديث وتراث المسلمين، الذين يجلسون على مقاعد العلماء ، مشيرا أن تلك الحملات التى نشاهدها في الوقت الحالي تمثل أدوارا موزعة ، وجرأة ممقوتة

وأضاف الإمام الأكبر أن دور الإفتاء هي الجهات الوحيدة التي يعرفها الناس، ويطرقون أبوابها بحثا عن حكم الله تعالى فيما يطرأ لهم من شؤون الدنيا والدِّين

وقال شيخ الأزهر : إن أهل العلم الصحيح وأهلُ الفتوى في أيامنا هذه قد ابتلوا بنوعٍ من الضغوط والمضايقات لم يعهدوه بهذا التحدِّي، ممثلا في الهجوم على تراث المسلمين، والتشويشَ عليه من غير المؤهَّلين لمعرفته ولا فهمه، ممن لا يملكون علمًا ولا ثقافة، ولا حسن أدب أو احترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث، ويقدرونه حق قدره ، وأصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها ومجالاتها الدلالية لتبدو شاذَّة.

وأوضح الإمام الأكبر أنه ليس صدفة بحتة أن يتزامن في بضع سنوات فقط تدميرُ دولٍ عربية وإسلامية بأكملها مع دعوات مريبة تظهر على استحياء للمناداة بتحطيم هيبة الكبير واحترامه، وتنظر إلى هذا التقليد الذي نفخر بتنشئة أبنائنا عليه، نظرة احتقار ضمن ثقافة الفوضى الحديثة، ويتزامن مع ذلك خطة مريبة لتحطيم تراث المسلمين والسخرية من أئمته وأعلامه، وهجوم مبرمج على الأزهر، حتى أصبح من المعتاد إدانة الأزهر وإدانة مناهجه عقب أية حادثة من حوادث الإرهاب، في سعي بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده في قلوب المسلمين، وحتى صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة، ووجدنا أنه يحدث في إحدى حالتين: الأولى بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحًا في تحقيق رسالته في الدَّاخل أو في الخارج.

وأشار الإمام الأكبر أن الهجوم على الحضارة الإسلامية والأزهر تزامن أيضًا مع المطالبات الجماعية بإباحة الشذوذ باعتباره حقًّا من حقوق الإنسان، وفي جرأة غريبة أشد الغربة عن شباب الشـرق الذي عرف برجولته، وباشمئزازه الفطري من هذه الانحرافات والأمراض الخلقية الفتاكة، كما تزامن ذلك مع دعوات وجوب مساواة المرأة والرجل في الميراث، وزواج المسلمة بغير المسلم، وهو فصل جديد من فصول اتفاقية «السيداو» وإزالة أي تمييز للرجل عن المرأة، يراد للعرب والمسلمين الآن أن يلتزموا به ويلغوا تحفظاتهم عليه..

واقترح الإمام الأكبر على المشاركين في المؤتمر إنشاء أقسام علمية متخصصة في كليات الشـريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم «قسم الفتوى وعلومها» يبدأ من السنة الأولى، وتصمَّمُ له مناهجُ ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر على علوم الفقه فقط، بل تمتد لتشمل تأسيسات علمية دقيقة في علوم الآلة، والعلوم النقلية والعقلية، مع الاعتناء بعلم المنطق وعلم الجدل مطبقًا على مسائل الفقه، والعناية عناية قصوى- بدراسة مقاصد الشـريعة وبخاصة في أبعادها المعاصرة.

بينما أشار المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء في كلمته التى ألقاها نيابة عنه د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن مسؤولية الفتوى عظيمة وانضباطها يسهم في أمن المجتمعات والأوطان والأمم وتحقيق السلام للعالم كله،

وأكد أن اقتحام غير المتخصصين وغير المؤهلين لمجال الإفتاء فتح على العالم كله أبوابا من القلاقل أصبحت في حالة ماسة إلى جهود العلماء المخلصين والمؤسسات الدينية الوسطية لمعالجتها وكشف زيغ وزيف الفتاوى المضللة وتعريتها فكريًا ودينيًا وثقافيًا أمام العالم كله.

وأوضح أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ، وأنه يشكل خطرًا داهمًا على الإنسانية جمعاء ويحتاج إلى تكاتف الجهود لمواجهته، خاصة العلماء والفقهاء سعيا لتفكيك مقولات الجماعات والعصابات الإرهابية الضالة وكذلك مواجهة الفتاوى الشاذة والمنحرفة التي تدمر المجتمعات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى