أخبار عربيةعاجل

صور| السيول تجرف مخيمات النازحين في غزة وتكشف حجم الكارثة

شهد قطاع غزة في الأيام الماضية كارثة إنسانية جديدة، حيث اجتاحت السيول العارمة المخيمات التي يؤوي فيها آلاف النازحين، لتزيد من معاناتهم بعد عامين من القصف الإسرائيلي.

ووفقًا لتقارير صحيفة “الجارديان” البريطانية، أجبرت الفيضانات العائلات على البحث عن مأوى طارئ، في ظل درجات حرارة منخفضة للغاية وانقطاع شبه كامل للكهرباء والغاز، ما يجعل الأزمة تتصاعد إلى كارثة إنسانية متكاملة.

كشف عمال الإغاثة في القطاع، أن آلاف الفلسطينيين نزحوا بعد أن جرفت المياه خيامهم في دير البلح، حيث غمرت الفيضانات 465 أسرة تتضمن 2731 شخصًا يعيشون في 260 خيمة، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.

وأفاد العاملون بأن الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة، بينما يواجه السكان محدودية شديدة في المعدات والإمدادات الوقائية ضد الفيضانات والبرد، نتيجة القيود الإسرائيلية على مرور المواد الإغاثية، فيما تنفي إسرائيل فرض أي قيود.

مع جرف المخيمات على طول الشواطئ الجنوبية، نزح آلاف الفلسطينيين شمالًا إلى مدينة غزة، بحثًا عن مأوى بين أنقاض المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي.

وذكرت الأمم المتحدة أن نقص الكهرباء والغاز والحطب فاقم من معاناتهم، فيما تعيش الكثير من العائلات في غزة في ظروف صحية بالغة الخطورة بسبب المياه المختلطة بالصرف الصحي.

أفاد عمال الإغاثة في قطاع غزة، بأنهم يعملون على تنظيف المجاري وفتحات الصرف الصحي في المناطق الأكثر تضررًا مثل دير البلح للحد من الفيضانات.

إلا أن العديد من العائلات لجأت إلى مراكز الإيواء الطارئة، والتي غمرت المياه أيضًا خيامها والفصول الدراسية المؤقتة، ما يجعل ظروف الإيواء صعبة للغاية.

وأوضحت الأمم المتحدة أن شواطئ المواسي غرب خان يونس، والمقدمة من قبل القوات الإسرائيلية كـ “منطقة إنسانية”، تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات، وأسفرت العاصفة عن وفاة رضيع يبلغ 18 شهرًا، بالإضافة إلى 12 حالة وفاة أخرى نتيجة الأمطار والبرد القارس.

أنشأت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة نظام استجابة سريعة لتوزيع الخيام، والأغطية البلاستيكية، والملابس الدافئة، والبطانيات، ومستلزمات النظافة.

إلا أن الحاجة إلى الإمدادات الشتوية ما زالت مرتفعة للغاية، مع استمرار المخاطر الصحية لأكثر من 795 ألف نازح يعيشون في مناطق منخفضة معرضة لتلوث المياه وانتشار الأمراض، حسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة.

أفادت الأمم المتحدة بأن القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المواد الأساسية إلى غزة، والتي تشرف عليها إسرائيل، أدت إلى نقص خطير في الأخشاب، والخشب الرقائقي، وأكياس الرمل، ومضخات المياه، وهي معدات أساسية للحد من آثار الفيضانات على المخيمات والمباني المتضررة.

وأدى الطقس القاسي إلى انهيار العديد من المباني المتبقية بعد القصف الإسرائيلي، ففي بيت لاهيا شمال القطاع انهار مبنى من طابقين، حيث انتشلت فرق الإنقاذ جثة وأعلنت البحث عن أربعة أفراد آخرين، بينهم أطفال.

كما حاول السكان في مدينة غزة حماية ممتلكاتهم بتكديسها على الأراضي المرتفعة لمنع انجرافها.

أوضح مسؤولون فلسطينيون أن الأطفال الصغار وكبار السن والفئات الضعيفة هم الأكثر تعرضًا لمخاطر البرد والأمراض.

وأفادوا بوجود حاجة عاجلة لنحو 300 ألف خيمة لإيواء نحو 1.5 مليون نازح، فيما تعاني المراكز الطارئة من غمر المياه بشكل مستمر، ما يزيد من صعوبة إدارة الأزمة الإنسانية.

أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 4000 شخص يعيشون في مناطق عالية الخطورة الساحلية، مع تعرض 1000 شخص مباشرة لعواصف المد والجزر القادمة من البحر.

وأشار ممثل المنظمة ريك بيبركورن إلى أن آلاف العائلات تعيش بين الأنقاض ونظام صرف صحي بدائي، مع انتشار أكوام القمامة، مما يزيد من احتمالات تفشي الأمراض وانتشار الأوبئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى