صور | السيسي قائد حملة تطوير العشوائيات في 2018

تقرير ـ عادل محمد
” عندما كنت أشاهد صور العشوائيات كانت بتوجعني جداً، إحنا المصريين لا يمكن أن نسمح بهذا الوضع، حتى لو وصل الأمر إلى أن نقتسم اللقمة بيننا ولا نرى أهلنا في هذا الوضع” .. بهذه الكلمات التي تعبر عن الإيمان الكامل بحق المواطن في حياة كريمة تليق بأدميته أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي شارة البدء للحكومة للعمل على أرض الواقع في تطوير ” المناطق غير الآمنة” ، كما يفضل الرئيس تسميتها، لنقل سكان هذه الأحياء إلى مساكن حضارية وذلك خلال الاحتفال بالانتهاء من أولى مراحل المشروع الذي انطلق من حي الأسمرات والذي استوعب أكثر من 1200 أسرة بمناطق الدويقة بحي منشأة ناصر، وعزبة خيرالله وبطن البقرة بحي مصر القديمة ودار السلام، وذلك بعد أن تم نقل عدد كبير منهم من منازل بمدينة السادس من أكتوبر .
وتشير البيانات الرسمية إلى أن لدينا عشوائيات غير آمنة، وأخرى غير مخططة، وأسواق عشوائية، وهناك تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل أولاَ على العشوائيات غير الآمنة، بكافة تصنيفاتها، وهى الأولى والتي تعد مهددة للحياة مثل سقوط الصخور أو كونها مقامة في مجرى سيول، أما الدرجة الثانية فهي غير الملائمة، مثل سكان ” العشش والبيوت الصاج”، ثم الدرجة الثالثة المهددة للحياة وللصحة، مثل من يعيشون تحت ضغط عالٍ من خطوط كهرباء، أو في منطقة برك ومستنقعات أو مناطق صناعية، والرابعة تعد حيازة غير آمنة لقيام أحد المواطنين بالبناء على أرض ليست ملكاً له .
ويتضمن التصنيف الثاني العشوائيات غير المخططة، والتي تمثل 40% من مسطحات مدن مصر، وهى بيوت تم بناؤها في غفلة من القانون، وتعد آمنة وحالتها الإنشائية جيدة، وبعضها مكون من 12 دوراً، أما الشارع فلا يبلغ عرضه 6 أمتار، ما يمثل ضغطاً كبيراً على المرافق الأساسية في المنطقة، حيث تتجاوز كثافة السكان 500 أو 600 فرد على الفدان الواحد، وهم يمثلون ضغطاً على شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء، كما يصعب دخول عربات الإطفاء والإسعاف إليها وتسابق أجهزة الدولة الزمن لاحتواء كافة الآثار المترتبة على هذه الحالات .
وفي تحديد دقيق للجدول الزمني .. وجه الرئيس أن يكون عام 2018 هو عام القضاء على المناطق الأكثر خطورة على حياة المواطنين، مؤكداً ضرورة الانتهاء من إنشاء 180 ألف وحدة سكنية بديلة للمناطق غير الآمنة بحلول 30 يونيه 2018، مشيراً إلى أن إهمال تلك المناطق لفترات طويلة ساهم في تفاقم المشكلة وتزايد صعوبة التعامل معها .
وانفاذاً لتوجيهات القيادة السياسية وانطلاقاُ من إدراك حقيقة أن الإنسان هو محور الاهتمام في أي مسيرة تنمية، سخرت الدولة جميع إمكانياتها للانتهاء من تطوير أكبر قدر من هذه المناطق .. وهو ما أثمر عن تحقيق الإنجازات الآتية :
حي الأسمرات .. باكورة الخير
وهو باكورة مشروعات تطوير العشوائيات التي انطلقت في العام 2016 ولا زال نبع العطاء مستمراً بها، حيث يتضمن عدة مراحل، وقد أقيم المشروع العملاق بالتعاون مع وزارة الإسكان وصندوقي تطوير العشوائيات وتحيا مصر ليضم 18300 وحدة سكنية وتولت تنفيذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بحي المقطم ويعد من أهم المشروعات القومية التي يجري تنفيذها حاليًا على أرض العاصمة، ويلقى اهتمام ودعم القيادة السياسية، باعتباره أحد الحلول الجذرية لمواجهة العشوائيات ذات الخطورة الداهمة، داخل العاصمة والقضاء عليها .
ويقع المشروع على مساحة 65 فدانًا، ويضم 124 عمارة (أرضى + 9 أدوار متكررة)، بإجمالي 7304 وحدات سكنية كمرحلة أولى، و176 محلاً، بالإضافة إلى إنشاء خدمات سكنية متكاملة للمشروع من مدارس وحضانات وملاعب ومستشفى ووحدة صحية وساحات انتظار ومسجد وكنيسة وقسم شرطة ومخبز و6 منافذ لتوزيع المواد الغذائية، وتم تدبير تمويل المشروع من صندوقي تطوير العشوائيات التابع لوزارة الإسكان ووزارة التنمية المحلية، وصندوق تحيا مصر بتكلفة مالية مبدئية بلغت مليار و582 مليون جنيه .
وحرصت الحكومة خلال تنفيذ هذا المشروع الضخم على تطبيق كل توجيهات الرئيس بأن يتم تسليم هذه المساكن مجهزة بالكامل بل وبالأثاث الحديث لتكتمل منظومة تطوير حياة المواطنين، كما يضم المشروع مجمع مدارس لمراحل التعليم المختلفة ودور حضانة ومراكز طبية ووحدة صحية ومركز رياضي وملاعب مكشوفة ووحدات شرطة ومطافي وإسعاف وبريد بجانب إقامة أسواق حضارية ومخابز ومركز تدريب وصيانة لخدمة وتأهيل شباب وأهالي المناطق المنقولة إليه ، ليتحول المجتمع العمراني الحديث إلى أيقونة الارتقاء بمعيشة المواطنين .
روضة السيدة.. تل العقارب سابقاً
من زار حي ” تل العقارب” الكائنة بحي السيدة زينب قبل عامين سيشعر بأنه انتقل إلى مدينة أوروبية حين يزورها هذه الأيام بعد تطويرها على أروع ما يكون وتغيير اسمها إلى ” روضة السيدة” تيمناً واستشرافاً بالواقع الجميل الجديد الذي أتاح للمواطنين تطوير ظروف معيشتهم بزاوية 180 درجة وتم تسليم الأهالي وحداتهم السكنية عوضاً عن العشش والغرف التي كانوا يقطنوها لتتحول إلى عمارات تصل إلى 6 أدوار وشوارع عرضها يصل إلى 10 أمتار ووحدات سكنية تشطيبها فاخر ويبلغ مساحتها 65 – 90 متر ( غرفتين وصالة / وثلاثة غرف وصالة)، ومحال تجارية يتم الإعداد لها لتسليمها للأهالي عوضاً عن محلاتهم التجارية التي فقدوها وكذلك بيع بعضها لتغطية تكلفة المشروع .
ويتم تنفيذ المشروع على مساحة 6 أفدنة، وكان مقاماً في السابق على تل من الحجر الجيري وتم تسوية المنطقة وإزالة العشش والأكواخ والغرف المتجاورة، ليتم بناء 16 عمارة مكونة من دور أرضي و5 أدوار متكررة، ويبلغ عدد السكان حوالي 3500 نسمة ما بين 500 إلى 600 أسرة كانت تقطن المنطقة، يتم إنشاء 344 وحدة تجارية .
مثلث ماسبيرو.. حلم العمر
لعهود طويلة .. ظل حلم تطوير ” مثلث ماسبيرو” ، الذى يعد بحق واجهة العاصمة وأحد أهم مشاريع تطوير المناطق العشوائية الذى تعثر تنفيذه عدة سنوات، يداعب كل الحكومات السابقة ولم تستطع أي قيادة سياسية تعاقبت على سدة الحكم في مصر الأخذ بزمام المبادرة بالتنفيذ إلى أن تولى مسئولية الحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ليدشن عهداً جديداً شعاره اتخاذ كل ما يلزم لصالح الوطن والمواطنين ففي الأيام الماضية انتهت وزارة الإسكان بالتنسيق مع محافظة القاهرة من هدم كافة المنازل والمحلات داخل المنطقة، لتبدأ مرحلة أخرى من اثبات الملكية وإعداد إحداثيات جديدة للمنطقة تتوافق مع المخطط الجديد للمشروع .
ويتضمن تقسيم منطقة مثلث ماسبيرو لعدة مناطق منها سكنى وأخر انشطة متعددة الاستخدامات، وتبلغ مساحة المنطقة بالكامل تصل لـ111 ألف متر مربع وضمن التخطيط الجديد للمنطقة فإنه من المقرر تخصيص مساحة 24 ألف متر مربع لإنشاء منطقة سكنية تتضمن نحو 930 وحدة سكنية للأهالي الذين طلبوا البقاء في المنطقة بعد تطويرها وباقي المساحة للأنشطة المتعددة الاستخدامات، بمعنى أنها ستتضمن أنشطة تجارية وسياحية وترفيهية وفندقية .
وتبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية التي تضمنها المخطط التفصيلي لمنطقة مثلث ماسبيرو حوالي 4 مليار جنيه مقسمة كالتالي : 700 مليون جنيه لتعويضات الشاغلين الذين طلبوا الحصول على تعويضات، ومبلغ مليار للبنية الأساسية والطرق، و600 مليون جنيه لتنفيذ 930 وحدة سكنية، و700 مليون جنيه لتنفيذ الخدمات اللازمة”.
وحرصت أجندة تطوير مثلث ماسبيرو على توفير أقصى درجات الرضا والقبول لدى الأهالي حيث تم تحديد عدة خيارات أمام الأهالي للوصول إلى التوافق التام، ونتيجة لهذا تيسر الانتهاء من نقل الأسر وتوفير سكن بديل لهم وصرف التعويضات الخاصة بالسكان وبحث جميع التظلمات والرد عليها بما يرضي السكان الأصليين، ثم بدأت مرحلة هدم المنازل وإخلاء المنطقة بالكامل فيما عدا 5 عقارات بـ26 يوليو وكذلك تم رفع 80 % من مخلفات هدم 1160 عقارا، ثم تبع ذلك الإعلان عن بناء الجزء الخاص للسكان الراغبين في البقاء أولا وقد وصلت تكلفة تعويضات السكان أكثر من نصف مليار جنيه وتنوعت ما بين تعويضات مادية ووحدات بديلة وأخرى بنفس المكان ومن المقرر إنشاء ناطحات سحاب ضمن مشروع التطوير .
مشروع المحروسة.. منارة المستقبل
وهو مشروع حضاري لتطوير مساكن حي السلام بالتعاون بين محافظة القاهرة وإدارة الأشغال العسكرية ويضم حوالي 4824 وحدة، بتكلفة 550 مليون جنيه وصندوق تطوير العشوائيات وقد تم الانتهاء من تنفيذ 193 عمارة بمشروع “المحروسة 1و2″، بمدينة النهضة حي السلام ثان ، ومن بين مراحله أيضاً مشروع ” الشهبة” بمنشأة ناصر الذي يضم 1610 وحدة سكنية لخدمة سكان المناطق غير الآمنة، ومن المقرر أن يشمل المشروع جميع الخدمات الخاصة بالمنطقة ، حيث تم توفير ملاعب مفتوحة، ومراكز خدمات صحية ، ونقطة شرطة وإطفاء، ومنافذ بيع حضارية ودور حضانة ، لخدمة السكان المستفيدين بالمشروع وذلك في نقلة نوعية لتطوير معيشة المواطنين .
ويضم مشروع ” المحروسة 1″ 128 عمارة سكنية “العمارة تتكون من أرضى + 5 أدوار” توفر حوالى 3200 وحدة سكنية، و84 وحدة تجارية، و28 مكتبًا، بينما يضم مشروع “المحروسة 2” 65 عمارة سكنية “العمارة تتكون من أرضى + 5 أدوار” توفر حوالى 1600 وحدة سكنية، موضحًا أنه تم إتاحة نموذج يراعى الظروف الخاصة لمن سيحصل على هذه الوحدة، إذ تم توفير عمارة بكل مشروع “أرضى + 5 أدوار” بها 72 وحدة سكنية، عبارة عن أستوديو، وبها 3 مصاعد .
** كان هذا الاستعراض بعضاً مما تم انجازه على أرض الواقع من مشروع القضاء على المناطق غير الآمنة لتوفير ظروف معيشية تليق بالمواطنين .. وما زالت المشروعات جارية لتحقيق أحلام المصريين ,, وتحيا مصر .