صواريخ الرئيس السيسي من كاتدرائية ميلاد المسيح
افتتاحية بروباجندا
لعلك لا تجد رئيساً في أي دولة بالعالم يحرص على القرب من شعبه ومشاركتهم في كل مناسبة ومصارحتهم بكل ما يجري في المنطقة والبلد كما يفعل القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وكان أحدث لقاء مباشر بين الرئيس والشعب ما جرى منذ أيام في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث اعتاد الرئيس أن يتوجه بنفسه لمشاركة الأخوة المسيحيين احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد.
الجميل في هذا الحدث الانساني أن الرئيس السيسي نجح في تحويله من مجرد لقاء اجتماعي للتهنئة إلى منتدى حواري لعموم الشعب المصري تطرق خلاله إلى ما يشغل الساحة والرأي العام من “قلق مبرر” ، على خلفية التغيرات الخطيرة التي تحيط بأرض الكنانة مصر بل وتحاصرها من جميع الجهات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.. كما وجه حديث للعالم أيضاً قائلا: “بتابع كل الأمور وبشوف كل ردود الأفعال، والقلق يمكن يكون مبرر، لازم تعرفوا، ومش بكلمكم انتو بس، بكلم الدنيا في مصر وبرا مصر من خلالكم”.
وفي واقع الحال.. لم يعمد الرئيس لاخفاء حيثيات ومبررات حالة القلق هذه والتي لها أسبابها ومبرراتها، فهذه الأحداث وبحق لم يكن يشهدها العالم مجتمعة على هذا النحو طوال عقود.. إلا أن كلمات الرئيس السيسي جاءت قوية وموجهة ومحددة حيث كرر عبارته التي تحمل رسائل مباشرة ولا تقبل إلا تأويل واحد يدركه ويعيه جيداً كل من يتربص بأمن مصر واستقرارها قائلاً ثلاث مرات : “مصر دولة كبيرة أوي، مصر دولة كبيرة أوي، مصر دولة كبيرة أوي“.. وكأنه يقول للمتربصين المتآمرين “لا تختبروا مصر أو تراهنوا على صبرها“.
وبسرعة البرق كشفت الساعات التالية لرسائل الرئيس السيسي المخطط الإجرامي للاحتلال الصهيوني الذي عمد إلى تسريب خرائط ملفقة عبر حسابات رسمية على الشبكة الدولية (الانترنت) تضم أجزاءً من الأردن ولبنان وسوريا إضافة إلى بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية للتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية وذلك ضمن ما ما وصفه الوزراء الصهاينة المتطرفون بالوقت المناسب لتحقيق حلم دولة “إسرائيل الكبرى“.
وهذه في مجملها محاولة صهيونية مفضوحة لاستفزاز العرب و”جس نبض” ردود أفعالهم وهو ما ردت عليه مصر وبلدان عربية أخرى بمنتهى الحسم والحزم والقوة بالرفض والإدانة التي لا تقبل المهادنة أو التفريط في أي شبر من الأراضي العربية.
وهذا بالتحديد ما يفسر الموقف المصري الذي يعبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة بضرورة اليقظة والانتباه لما يحاك ضد منطقتنا وبلدنا من مؤامرات دنيئة ومخططات قذرة للانقضاض على أراضينا.. ولعلنا لا يمكن أن ننسى مقولة الرئيس السيسي: “الدولة اللي بتروح ما بترجعش تاني” والتي تعكس إدراكًا عميقًا لتجارب الدول التي فقدت استقرارها على النحو الذي وقعت في فخاخه مؤخراً الدولة السورية.
فرغم تفهم جميع التحديات الحقوقية الخطيرة التي كان يواجهها أبناء الشعب السوري الشقيق ورفض أي مساس بامتهان كرامته وسلامته على النحو الذي مارسته بعض رموز نظام الرئيس السابق بشار الأسد، إلا أن من العبث بمكان الانخداع بشعارات رنانة كاذبة من عينة “تحرير الشام” التي استولت عبره كيانات لا تخفى أجنداتها السياسية على الحكم، وبعد ساعات تمكن الاحتلال الإسرائيلي من تدمير جميع القواعد العسكرية السورية والقضاء على القدرات الجوية والصاروخية بل ونهب مئات الكيلومترات من أراضي سوريا كما جرى في منطقة “تل الشيخ” بل ووضع أيديها على موارد المياه التي يشرب منها السوريون.
فهذه على الأرجح النتيجة الحتمية لتفكيك الأنظمة وانهيار مؤسسات الدولة، وهو ما يحرص القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تذكير المصريين به مخاطباً أبناء شعبه: “حافظوا على بلدكم”.
كلمة أخيرة
صون الأوطان رسالة مقدسة تهون أمامها كل التضحيات مهما اشتدت وطأتها