صقور لا ترى الشمس | بقلم شنوده فيكتور فهمى

وماذا بعد؟ …. بعد ايه؟؟ …
بعد لما زالت غيوم كثيره وبدأت العديد من الحقائق تتضح وانقشعت حالة الضبابيه عن احداث وتداعيات كثيره .
لم اتعجب وانا اتصفح جريده الاهرام ذات يوم لاقراء خبر مفاده ان مؤسسه “هيومان رايتس ووتش” تنعى بنبرة من الحسره انهيار مشروع الفوضى الخلاقه وحقوق الانسان بعد رحيل اوباما وهيلارى!!… كما عبر كينيث روث المدير التنفيذى للمؤسسه ان الموضوع لا يبشر بالخير مؤكدا ً اننا سنتحتاج حكومات اخرى تدافع عن حقوق الانسان بعد تلك التداعيات “الكارثيه” …… من وجهة نظره
ولم تصيبنى الدهشه بالطبع وانا اشاهد عبر شاشه تلفزيون الدوله المصريه تسريبات تفيد وتجزم بأن الاخ جوليو رجينى كان يعمل ضد مصالح مصر وان حادث مقتله كان بعيدا ً كل البعد عن اجهزة الامن المصرى بطبيعة الحال
كذلك تداعيات وردود الافعال على كافه المستويات والاصعده بعد تولى الرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب حكم الولايات المتحده الامريكيه
ولم اتعجب من البدايه كما تعجب الكثيرين عندما كان اللقاء الاقوى والاهم مع – “المرشح الرئاسى انذلك” – دونالد ترامب .. وهامشية لقائه الاخر مع هيلارى كلينتون. على هامش زياره الرئيس لامريكا لالقاء كلمته فى الامم المتحده فى سبتمبر من عام 2016
كنت اعرف واثق واعلم علمَ اليقين ان مصر تملك من المعلومات ما يجعلها ترى الصوره من وضعيه مختلفه بكامل الوضوح بل ومتميزه جدا عن الاخرين
دعونا نترك هذا كله ونسأل انفسنا السؤال الاهم والاخطر منذ بداية تخطيط مؤامره الربيع العربى فى الشرق الاوسط فى كل من ( تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن ) لماذا اختلف الوضع جذريا ً وشكلاً وموضوعا فى مصر
هل لطبيعه شعبها وتركبيته التى تحمل بين طياتها خبرات متراكمه ؟ ام لانكشاف بعض من تلك المؤامرات فى حينها ؟ ام لقوه اجهزه الامن القومى المصرى ؟ ام لهذه الامور كلها مجتمعة ؟
ادعوك ان تتوقف قليلاً عزيزى القارىء وتسترجع بذاكرتك بانوراما ستة سنوات مضت بوضوح وتروى وتفكير وبحث ….. لترى الكثير والكثير مما كان يجهله او يتجاهله البعض فى حينه والى الان
ان تعامل مصر مع كل معطيات هذه الاحداث لم يكن مصادفة او رد فعل او مجرد استسلام لمخطط الخارج مدعومها ً بعناصر من الداخل
لا بل كانت مصر تملك من اللحظه الاولى من المعلومه والرجال الساهرين واليقيظين والماهرين فيما يؤهلهم للتعامل مع كل مامرت به مصر من تداعيات
انهم صقور مصر او رجال لم ولن نعرفهم بشخوصهم او مسمياتهم الوظيفيه بطبيعة عملهم وسريته ولكنهم هم من كانوا حماة مصر منذ اللحظه الاولى
كانوا ولا زالوا هم الذراع الاخرى لحمايه امن مصر مع قواتها المسلحه وجيشها العظيم وشرطتها الباسلة.
كانوا متابعين يقيظين ومنتهبين بقوه لكل مستجدات المشهد سواء فى الداخل او الخارج
لان اللعبه يا ساده لم تكن مع اخوان او ثوريين او نشطاء او منظمات مجتمع مدنى بل كانت مع اقوى واعتى اجهزه الاستخبارات على مستوى العالم .
كانت البدايه وفتح الستار امام الجميع فى يناير 2011 وتوالت المشاهد تتابعا ً من اجتماعات لاستفتاء لانتخابات برلمانيه ورئاسيه لمظاهرات واضرابات متواليه ومتتابعه وصولا ً لمشهد الثلاثين من يوينه شديد الخصوصيه المصريه ما بين المنتفعين منه والمحتمين به للهروب بمصر من حكم عصابة هى مجرد اداه فى يد الغرب منذ نشأتها على ايديهم .
وان ما تواجهه مصر َالان من مشكلات اقتصاديه فى غذاء او دواء او اقتصاد بصفه عامه … هو جزء من حرب تخطط وتحاك ضد المصريين والدوله المصريه لاضعافها وايقاف مسيرتها القادمه وبقوه والا فلماذا كانت كل تلك المشكلات قد ظهرت فى وقت واحد وبوتيرة ربما لم تشهدها مصر فى اشد اوقات الحروب وطأة لاننا حقيقة فى حرب حقيقيه اشد شراسه وضراوه حرب وجود واثبات لقوة هذا الشعب ومؤسساته واجهزته السياديه.
عزيزى المواطن المصرى ادعوك ان تفخر وتطمئن وتثق ان وطنك الغالى ورائه رجالا ً لم ولن نعرفهم وربما يحكى لنا التاريخ مستقبلاً عن اقل القليل عنهم وعن بطولاتهم وانجازتهم وزودهم عن مصر .. فهم مصدر وطنيه وفخر وفداء لهذا الوطن منذ سنوات عده وحتى وقتنا هذا انهم صقور لا تعرف النوم ولا تحب اضواء الشهرة الاعلامية، انهم رجالا ً لن ترا هم الشمس.