صرخة من نيويورك.. أنقذوا أتيلية الإسكندرية| بقلم عثمان فكري
كتب .. عثمان فكري من ديلاوير
الفنان التشكيلي المصري المعروف والمٌقيم في نيوويورك رضا عبد الرحمن أطلق على صفحته الخاصة على الفيس بوك صرخة إستغاثة موجهة للوزيرة النشيطة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة من أجل إنقاذ أتيلية الإسكندرية.
والحكاية بدأت عندما تم الإعلان عن صدور حٌكم بالطرد لصالح مٌلاك القصر الأثر والمٌدرج ضمن الآثار الإسلامية بالقرار الوزاري رقم 538 لسنة 1995 والذي يرجع تاريخ إنشائه لسنة 1893.. وتسبب هذا الإعلان في حالة من الغضب والجدل الواسع بين مثقفي مصر وذلك لما للقصر والاتيليه أهمية تاريخية وثقافية، فهو قصر تمفاكو الذي يتخذ منه اتيلية الإسكندرية مركزا للنشاط الثقافي في عروس البحر الأبيض المٌتوسط وواحدة من منارات الثقافة في مصر.
ولمن لا يعرف .. يقع قصر تمفاكو الأثرى بشارع فيكتور باسيلى المتفرع من شارع السلطان حسين بالإسكندرية والقصر مٌسجل ضمن آثار مصر الإسلامية هو مبنى أثرى يرجع تاريخه إلى عهد الملك فؤاد الأول بدأ تشييده الثرى اليونانى جورج تمفاكو منذ عام 1925 وقام بتصميمه مهندس إيطالى الجنسية، ويتكون المبنى من طابقين وبدروم وسطح وأضيف له ملحقات بعد ذلك والمدخل الرئيسى يطل على شارع فيكتور باسيلى ويحيط بالقصر أسوار من جميع الجهات عدا الجهة الشمالية تحولت ملكية القصر بعد ذلك لتاجر أخشاب كبير من الشام يدعى إدوارد كرم وعنه عرف القصر باسم “قصر كرم” وتم إجراء بعض الأعمال والتجديدات فى القصر عن طريق مهندس يدعى ماكس أدريانو و كان منها تغيير الأرضيات الرخامية واستبدالها بأنواع نادرة من الأخشاب التى كان يجمعها من الخارج بعد ذلك تعاقب المٌلاك على القصر عدة مرات وفى عام 1956 اشتراه البنك المصرى الإيطالى وتم تأجيره بمعرفة البنك كمقر لأتيليه الإسكندرية الذي تأسس عام 1934 على يد الفنان الكبير محمد ناجى الذى ترعرع فنيا فى مرسم الفنان الكبير لورنزو زانييرى المشهور بزنانيرى وقد سبق أتيليه الإسكندرية بذلك أتيليه القاهرة بحوالى عقد من الزمان وقد تنقل الأتيليه بين أكثر من مقر ويٌقال أن مقره الحالى قد انتقل إليه من فيلا بشارع فؤاد إلى قصر تمفاكو بواسطة قاهر الصخر النحات السكندرى الكبير الفنان محمود موسى وهو الذى سعى لذلك بعدما ارتبط اسمه بأتيليه الإسكندرية منذ أن أهداه الفنان الألمانى هاينز ميتشيل إحدى حجرتيه بمقر الأتيليه السابق قبيل الحرب العالمية الثانية و قد قام بالتنازل لموسى عن الحجرة قبل أن يعتقله الإنجليز.
المٌهم الأن هو إنقاذ الآتيلية وهذا المكان الأثري البديع والذي يعتبر مركز اشعاع فنى وثقافى حيوى وهام على مر الأجيال وملتقى لكل الكتاب والفنانين من أساتذة وهواه ومٌحبين للفن والثقافة والجمال من أهالي الإسكندرية ومن مٌختلف محافظات مصر المحروسة.
أتوجه بالنداء أيضا الى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وكافة الأجهزة المعنية من أجل إنقاذ آتيلية الإسكندرية.. وللحديث بقية.