
ذكرت صحيفة (نيكاي) اليابانية، اليوم الأربعاء، أن الحروب القبيحة على وسائل الإعلام الاجتماعية تغذي التعصب في آسيا.
وضربت الصحيفة مثالا ببدء الحملة البشعة ضد المسلمين في ميانمار عام 2012 عبر وسائل الإعلام الاجتماعية بقيادة الرهبان البوذيين وغيرهم من الجماعات المناهضة للمسلمين الذين شنوا هجمات تستهدف مسلمي الروهينجا.
وأشارت الصحيفة اليابانية إلى أن أحد التكتيكات التي استخدمها الرهبان البوذيون هو نشر صور وعناوين لأشخاص مسلمين على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وغيرها من المنتديات على شبكة الانترنت، حاثين أتباعهم على مهاجمتهم أو مقاطعة أعمالهم.
وكان من أهم الجماعات الرئيسية المجموعة البوذية القومية التي كانت تعرف سابقا باسم ما با ثا، وسالفتها حركة 969، التي غالبا ما تستخدم صورا متلاعب بها ومزاعم لإثارة الغضب ضد المسلمين.
وأثارت هذه الاستفزازات لهيب المشاعر المعادية للمسلمين في ميانمار لسنوات قبل أن تنفجر التوترات في عام 2016؛ ما أدى إلى فرار أكثر من 800 ألف من مسلمي الروهينجا عديمي الجنسية أساسا من البلاد الأمر الذي أسفر عن أزمة إنسانية.
وتستخدم وسائل إعلام اجتماعية مماثلة من قبل المتطرفين الدينيين في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، وفي إندونيسيا، كثيرا ما تستخدم جبهة المدافعين الإسلاميين، وهي جماعة إسلامية، فيسبوك لتتبع وتنظيم اعتداءات على المنتقدين، وفي إحدى الحالات البارزة، قام ناشطو جبهة المدافعين الإسلاميين بسحب فتى يبلغ من العمر 15 سنة من أصل صيني من منزله في جاكرتا في منتصف الليل وضربوه بسبب إبداء تعليقات ضد الجبهة اعتبروها مهينة.
وقالت كاثلين أزالي، الباحثة في معهد يوسف إسحاق لدراسات جنوب شرق آسيا ” لقد تنامى ذكاء أعضاء جبهة المدافعين الإسلاميين ومتعاطفيها في استخدام وسائل الإعلام الرقمي لتحديد ومضايقة معارضيهم بشكل منهجي”.
وأصبحت منصات مثل تويتر “أسلحة” في آسيا بذات الطريقة كما فعلت في الغرب، وفقا للمعلق السياسي الإندونيسي ويمار ويتوالار الذي يقول” إن التفاعلات على منصات تويتر غالبا ما تكون مثيرة للانقسام أكثر من غيرها، ولا يمكن أن تشكل إجماعا، بل ستزيد من حدة الاختلافات”.
كما توفر وسائل التواصل الاجتماعي قنوات اتصالات لا تعد ولا تحصى للجماعات المسلحة والإرهابية، وتعزز من تدفق الأموال والمجندين من جنوب شرق آسيا إلى مجموعات مثل تنظيم (داعش) الإرهابي، وقال كيجوس أحمد بدار الدين، رئيس وكالة مكافحة غسل الأموال في إندونيسيا، مؤخرا ” إن هناك اتجاها متزايدا للأنشطة الإرهابية والإرهابيين والمنظمات الإرهابية لجمع التمويلات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.
من جهته، لفت روبرت تمبلر مدير تحالف التعليم العالي من أجل اللاجئين في برشلونة، إلى أن الابتكارات الأخيرة وسعت من استخدام بعض منصات التواصل الاجتماعي التي كانت فعالة بشكل أساسي بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون القراءة، وقال” إن الأمية واسعة الانتشار، على سبيل المثال بين سكان الروهينجا في ميانمار، أدت إلى إغلاق العديد من سبل المعلومات على الانترنت والتطرف”.
وأضاف” إن معظم ظواهر التطرف يحدث وجها لوجه – خاصة خارج أوروبا وأن التطرف عبر الإنترنت، ما هو إلا مكان لكي يبرر المتطرفون والدمويون آرائهم عبر الانترنت”.
وأشار مايكل فاتيكيوتيس، مدير مركز الحوار الإنساني في آسيا، إلى أن النتائج التي توصلت إليها مؤخرا إحدى الجامعات الإسلامية في وسط جاوا، تشير إلى أن الجهود الرامية إلى مكافحة التطرف عبر الإنترنت قد فشلت.
وذكرت شركات فيس بوك ويوتيوب وتويتر ومايكروسوفت في منتدى الانترنت العالمي لمكافحة الإرهاب في يونيو الماضي أنها بدأت في تبادل بصمات رقمية فريدة من نوعها، للصور المتطرفة والفظيعة الإرهابية ولأشرطة الفيديو التي أزالوها من الخدمات – وهي محتويات أكثر احتمالا لانتهاك كل سياسات محتوى الشركات”.
وخلص فاتيكيوتيس بالقول” إن هذا التحرك قد لا يؤدي إلا إلى إبطاء نشر المحتوى الجهادي – خاصة وأن النشاط ينتقل إلى تطبيقات الدردشة الهاتفية المشفرة مثل تيلجرام، التي تم حظرها مؤقتا في إندونيسيا هذا العام.