صحيفة يابانية : الصراع المسلح بين داعش والجيش الفلبينى يدق ناقوس الخطر
ذكرت صحيفة /نيكاي/ اليابانية أن الصراع بين المسلحين التابعين لتنظيم داعش وبين الجيش الفلبينى فى جزيرة مينداناو الجنوبية يضع معظم الدول الاسلامية فى جنوب شرق آسيا في حالة من التأهب القصوى بسبب الدلائل على أن التطرف يتشعب في المنطقة.
فقبل أسابيع، احتشد قياديو جماعتين مسلحتين نشيطتين في مينداناو في مكان لم يكشف عنه، ليخططوا بالتفاصيل لعملية الاستيلاء الكامل على مدينة مراوي. ويظهر شريط فيديو أن أكثر من 10 رجال كانوا يتشاورون أمام خريطة مرسومة باليد ويناقشون خططا لإطلاق سجناء من السجن واحتجاز رهائن من مدرسة.
وحضر الاجتماع ايسنيلون هابيلون رئيس جماعة ابو سياف الاسلامية المسلحة والاخوان عبد الله واورمهايام موت مؤسسو جماعة “موت” وهى منظمة متطرفة آخرى. وقد تعهدت كلتا المجموعتين بالولاء لتنظيم داعش. وعندما حاولت قوات الأمن الفلبينية القبض على هابيلون يوم 23 مايو، وضعت مجموعة “موت” الخطة قيد التنفيذ، وبدأ الاشتباك الدموى مع الجيش الذي دفع الرئيس رودريجو دوتيرت إلى وضع كل جزيرة مينداناو تحت الأحكام العرفية. ويبدو أن مانيلا طلبت مساعدة قوات العمليات الخاصة الامريكية بالرغم من أن الرئيس أمر الجيش الأمريكى بالخروج من البلاد.
وإذا كانت هذه الجماعات تتجذر في جنوب شرق آسيا، فإن اقتصاد المنطقة المزدهر قد يتعثر. وفي حين أن الأعمال التجارية التي تقام في الفلبين ليست في جزيرة مينداناو، إلا أن هناك قلقا من أن الاستثمار الأجنبي في المنطقة قد يقل على نطاق أوسع. فالشركات الأجنبية من اليابان وأماكن آخرى التي تعتمد على السوق الضخمة في المنطقة في خطر أيضا.
يذكر أن أكبر معاقل داعش فى الشرق الاوسط، مدينة الموصل في شمال العراق، هي الآن على حافة الانهيار أمام قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وقال جينز واردناير، باحث مشارك في معهد الأبحاث البريطاني للدراسات الاستراتيجية، إنه بينما تتراجع سلطة التنظيم في تلك
المنطقة، يتجه الأعضاء إلى جنوب شرق آسيا وتقوي الروابط مع الجماعات المتطرفة المحلية هناك.. إن هذا التدفق يهدد بعرقلة الخطة التي رسمها دوتيرت للتنمية الاقتصادية في الفلبين – التي تهدف إلى تحسين الأمن لجذب الأعمال الأجنبية لدفع بالاقتصاد ككل.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنشطة تنظيم داعش تمتد في الواقع إلى المنطقة، فلقد كان مواطنون من اندونيسيا وماليزيا والمملكة العربية السعودية من بين المقاتلين الذين قتلوا في حصار مراوي. وقامت الجماعات والمتطرفون الأفراد الذين تبنوا الأيديولوجية المتطرفة من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، بهجمات، بما في ذلك تفجيرات انتحارية، في مختلف الدول.
وقال الجنرال جاتوت نورمانتيو في يونيو الماضي في اندونيسيا أن هناك “خلايا لداعش” في كل مقاطعة تقريبا في إندونيسيا. وقال مسؤولون أمنيون أن جماعة انشاروت دولا الاندونيسية التي تعهدت بالولاء لتنظيم داعش كانت وراء التفجير الانتحاري الذي وقع في جاكرتا في مايو الماضي وأسفر عن مقتل أو جرح عشرة أشخاص.
كما تقف الجماعات المتطرفة وراء سلسلة من عمليات الاختطاف فى المياه قبالة مينداناو وهى منطقة تحدها الفلبين واندونيسيا وماليزيا. وقد بدأت الدول المجاورة الثلاث دوريات بحرية مشتركة للسيطرة على هذه المسألة.
جدير بالذكر أن محاولات قمع التمرد في الفلبين، بما في ذلك القصف الجوي الذي شنه الجيش الفلبيني، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، من بينهم 44 مدنيا وحوالي 300 من أصل 500 مقاتل من جماعة موت.
وقال دوتيرت في 20 يونيو لمجموعة ممن أجبرهم النزاع على الإخلاء: “أنا آسف جدا جدا”، حيث يرتبط الرئيس بعلاقات وطيدة بجزيرة مينداناو فلقد شغل منصب عمدة دافاو، وهي مدينة كبيرة في الجزيرة، لأكثر من 20 عاما، وخلال ذلك الوقت أسس سمعته في القانون والنظام بشن حملة قاسية على مستخدمي المخدرات والمتورطين في تجارة المخدرات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه دوتيرت يبدو أنه قلل من شأن صعوبة الصراع الحالي. فالجيش يستعد لمعارك طويلة، ويستحيل التنبؤ يقينا متي سيتم قمع المتمردين.
يذكر أن نحو 90 في المئة من سكان الفلبين من المسيحيين. ولكن المناطق الجنوبية للبلاد موطن لعدد كبير من المسلمين. وبدأت جماعة أبو سياف كمجموعة انفصالية محلية، ثم تبنت تدريجيا أيديولوجية المتطرفين لتنظيم داعش. وكان لجماعة /موت/ أعضاء بارزون في مجتمع منطقة مرواي قبل أن تصبح متطرفة. ومنذ ذلك الحين شاركت كلتا المجموعتين فى عمليات التفجير والاختطاف. ويعتبر هابيلون زعيم تنظيم داعش في جنوب شرق آسيا.
تجدر الاشارة إلى أن العمليات العسكرية المشتركة فى مينداناو مع الولايات المتحدة فى عام 2002 في عهد رئيسة الفلبين وقتها جلوريا ماكاباجال ارويو اضعفت بشدة جماعة ابو سياف. وعززت خليفتها بينينو أكينو التحالف العسكرى للبلاد مع الولايات المتحدة، محافظة عليه كغطاء للتهديد.
لكن دوتيرت، الذي تولى في نهاية يونيو 2016، لم يضع أي وقت في ابعاد مانيلا عن واشنطن، والدفع بالولايات المتحدة للحد من بصمتها العسكرية في البلاد. وقال البعض إن الانخفاض الناتج عن الوجود العسكرى الأمريكي أدى إلى إعادة ظهور المتطرفين.