صحف عالمية : إيران تخوض «حربا باردة» في الخليج وتختبر عزيمة الولايات المتحدة

نشرت صحيفة صنداي تلغراف تقريرا كتبه، رفائيل سانتشيز، يقول فيه إن إيران تخوض حربا باردة عبر وكلائها في الخليج، وتختبر عزيمة الولايات المتحدة.
وأضاف رفائيل أن “المحققين ما يزالون لا يعرفون ما الذي أحدث ثقبا في جسم السفينة السويدية فكتوريا وهي قبالة سواحل الإمارات. وترى بعض الفرضيات أن غواصين سبحوا من سواحل عمان وثبتوا متفجرات في جسم السفينة، بينما تقول فرضية أخرى أن طائرات بلا طيار ضربت السفينة تحت الماء”.
ويضيف أنه في الحالتين يعتقد المسؤولون الغربيون أنهم يعرفون من وراء هذا الحادث، إذ قال أحدهم: “الإيرانيون محظوظون أن الأمور لم تتم بشكل أفضل، فلو غرقت السفينة السعودية، لكنا اليوم نشهد حربا”.
ويصف الكاتب تخريب ناقلات النفط أمام سواحل الإمارات بأنه حادث خطير يبعث على القلق، ولكنه ليس بالحجم الذي يفجر حربا. ولكنه مؤشر على حرب باردة بين الولايات المتحدة وإيران.
إيران تخطط لضرب مصالح أمريكية في الشرق الأوسط
تقول واشنطن إنها حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران تخطط لضرب مصالح أمريكية في الشرق الأوسط. ولكن المسؤولين يقولون إنه من غير المحتمل أن تشن طهران هجوما مباشرا على قوة غربية تفوقها سلاحها.
ويقول سيمون: عندما يتحدث صقور الإدارة الأمريكية عن “تهديد وشيك” دون دليل مادي على ذلك، فإنهم يذكروننا بالحرب على العراق عام 2003. وفي المقابل يعلو صوت المتشددين في إيران.
ويضيف أن الولايات المتحدة تبقى في كل الحالات أكبر قوة عسكرية في العالم. وكان الحديث الأسبوع الماضي عن أفضل استعمال لهذه القوة. ففي الماضي كان الهدف روسيا السوفيتية، وتنظيم القاعدة في أفغانستان وصدام حسين في العراق. أما اليوم فالهدف الذي وضعه البيت الأبيض نصب عينيه هو إيران.
تفكر الولايات المتحدة الآن ما إذا كانت ستخوض حربا جديدة. ويتجادل بشأن هذا القرار فريقان، الأول هم الصقور الذين يميلون إلى معاقبة إيران ومن بينهم جون بولتون مستشار الأمن القومي الذي دعم غزو العراق في 2003، ومايك بومبيو المدير السابق لجهاز المخابرات سي آي آي ووزير الخارجية الحالي، ونائب الرئيس، مايك بنس.
والفريق الثاني يعترض على التصعيد ويضم زعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس وعددا من المرشحين المحتملين للرئاسة، وبعض قادة الجيش وأجهزة الأمن، الذين لا يوافقون على تحليل بولتون ورؤيته.
ويختلف الفريقان بشأن معلومات استخباراتية يعتقد أنها صور أقمار اصطناعية أخذت في الأسابيع الأخيرة وعرضت على المسؤولين يوم 3 مايو.
ويعتقد أن الصور تظهر عناصر من الحرس الثوري الإيراني يشحنون صواريخ على قوارب في الخليج، من أجل استهداف سفن أمريكية أو حليفة في مضيق هرمز.
وكان وجود هذه الصور سرا أمنيا قبل أن يتم تسريبها الأربعاء لوسائل الإعلام. وتصادف أن السعودية أعلنت قبلها بأيام تعرض سفن تابعة لها إلى عمليات تخريبية في المنطقة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الحادث، كما نفت إيران أي علاقة لها بالأمر.
وكان رد بولتون وبومبيو سريعا، مشيرين إلى معلومات استخباراتية أخرى تفيد بأن إيران تجند المليشيا الشيعية في العراق “استعدادا للحرب”. وقد أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الخليج.
ويقول سيمون إن كل من يتذكر التضليل الإعلامي والكذب والتلفيق الذي سبق الحرب على العراق يجد شبها بما يحدث الآن مع إيران. وكانت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، من بين الذين نبهوا إلى هذا الأمر.
“الطريق إلى النار”
ونشرت صحيفة صنداي تايمز تقريرا كتبته، لويز كالهان، تروي فيه من خلال صور هاتف ذكي قصص أربعة بريطانيين سافروا إلى سوريا والتحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية.
تقول لويز: في مكان خال في سوريا يحدق رجل بلكنة لندنية في الكاميرا ويربت على سلاحه قائلا: بهذا إن شاء الله سنفتح الكثير من البلاد. وتضيف أن الرجل الذي يبدو أنه ينحدر من أصول أفريقية كان مع ثلاثة آخرين بينهم أسترالي وسويدي، وهم يصورون أنفسهم ويطلقون النار على البنايات المهجورة.
ويأخذ الرجل اللندني مسدسا وينظر إلى الكاميرا مرة أخرى ويقول “سنسكن هذه الرصاصات في أجساد الأمريكيين والبريطانيين إن شاء الله، ثم يطلق النار في الهواء.
وتقول لويز إن هذه الصور أخذت في فبراير 2015 بهاتف ذكي تناقله العديد من المسلحين بينهم. وقد عثر أجهزة الأمن على هذه الصور شرقي سوريا. وتروي قصص شباب تركوا شوارع بريطانيا من أجل القتال تحت راية أخطر تنظيم إرهابي في العالم.
وكان الهاتف من 2013 إلى 2015 في يد أربعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. ولا يعرف مصير آخرهم. ولكن صنداي تايمز تأكدت من مقتل الثلاثة الآخرين.
أولهم كان شكري الخليفي الذي كان واحدا من بين 14 شابا تركوا بيوتهم غربي لندن والتحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية. وكانوا يشكلون مجموعة تعرف باسم الخنافس البريطانيين متخصصة في الاختطاف والقتل.
وكان الخليفي، ذو الأصول المغربية، في المدرسة نفسها التي كان فيها محمد اموازي الشهير باسم “الجهادي جون”.
ومن بين أعضاء المجموعة أيضا ألكس أندا كوتي، الذي ألقي عليه القبض في سوريا العام الماضي ويتوقع أن يحاكم في الولايات المتحدة. ويعتقد أنه هو من جند الخليفي وأصدقاءه.
تقرير : الحرس الثوري العقل المدبر للهجوم على ناقلات النفط
كشف تقرير صادر عن شركات تأمين نرويجية أن الحرس الثوري الإيراني “على الأرجح”، سهل تنفيذ هجمات يوم الأحد على ناقلات نفط بينها سفينتان سعوديتان، قبالة ساحل إمارة الفجيرة في الإمارات.
وخلص تقييم سري صدر هذا الأسبوع عن رابطة التأمين من مخاطر الحرب، والتي يتعامل معها مالكو السفن النرويجية، قالت وكالة رويترز إنها اطلعت عليه، خلص إلى أن الهجوم نفذته على الأرجح سفينة دفعت بمركبات مسيرة تحت الماء، تحمل ما بين 30 و35 كيلوغراما من المتفجرات شديدة التأثير مصممة لتنفجر عند الاصطدام.
واستندت الرابطة في تقييمها، بأن الحرس الثوري كان على الأرجح العقل المدبر للهجمات، إلى عدة عوامل منها:
– الاحتمال الكبير بأن الحرس الثوري سبق وأمد حلفاءه الحوثيين الذين يحاربون الحكومة المدعومة من السعودية في اليمن، بقوارب مسيرة محملة بالمتفجرات قادرة على إصابة أهدافها بدقة باستخدام نظام تحديد المواقع.
– التشابه بين الشظايا التي عثر عليها في الناقلة النرويجية وشظايا من قوارب مسيرة استخدمها الحوثيون قبالة اليمن، رغم أن المركبات التي سبق واستخدمها الحوثيون كانت قوارب سطح وليست مركبات مسيرة تحت الماء، والتي يرجح استخدامها في هجوم الفجيرة.
– حقيقة أن إيران والحرس الثوري تحديدا هددا باستخدام القوة العسكرية، وأنه في مواجهة خصم أقوى من الناحية العسكرية فإنه من المرجح أن يلجأ الحرس “لتدابير غير متماثلة يمكن إنكارها بسهولة”.
وأشارت الرابطة إلى أن هجوم الفجيرة تسبب في أضرار محدودة نسبيا ونفذ في وقت كانت سفن البحرية الأمريكية لا تزال فيه في طريقها إلى الخليج.
كما أفاد التقرير بأن الهجمات نفذت على بعد ما بين ستة وعشرة أميال بحرية من الفجيرة، والتي تقع قرب مضيق هرمز.
وبين التقرير أن أضرارا لحقت بغرف المحركات في الناقلة “أمجاد” التي ترفع علم السعودية والناقلة “إيه ميشيل” التي ترفع علم الإمارات، بينما تضررت الناقلة السعودية “المرزوقة” في القسم الخلفي، وتعرضت مؤخرة الناقلة النرويجية “أندريه فيكتوري” لأضرار بالغة.
وتقول الرابطة إنه من المحتمل بقوة أن يكون هدف الهجمات هو توجيه رسالة للولايات المتحدة وحلفائها، بأن إيران لا تحتاج لغلق المضيق لتعطيل حركة الملاحة بالمنطقة، مضيفة أنه من المحتمل أيضا أن تواصل إيران تنفيذ هجمات مماثلة، وإن كانت أقل حدة، على السفن التجارية خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت رويترز أن مدير الرابطة، سفين رينباكين، أحجم عن التعليق على التقرير قائلا إن “هذا التقرير داخلي وسري أعد لإخطار الأعضاء ملاك السفن في الرابطة بشأن الحوادث في الفجيرة والتفسير الأكثر ترجيحا لها”.
السعودية والإمارات والنرويج تبلغ مجلس الأمن بشأن الهجمات
وجهت كل من السعودية والإمارات والنرويج رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإبلاغه بشأن الهجمات على ناقلات النفط في المياه الإقليمية الإماراتية.
وجاء ذلك في بيان مشترك أصدرته البعثات الدائمة لهذه الدول لدى الأمم المتحدة اليوم الجمعة، بشأن الهجمات على ناقلات النفط وفيما يلي نصه:
وجهت البعثات الدائمة لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة النرويج رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 مايو 2019 لإبلاغه بالحادث الذي وقع في المياه الإقليمية الإماراتية بتاريخ 12 مايو 2019 الذي تسبب في إلحاق أضرار بالغة بأربع ناقلات نفط، منها ناقلتان سعوديتان وناقلة تحمل علم النرويج وأخرى تحمل علم الإمارات.
ووصف المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي الحادث، قائلا: إنه عمل تخريبي يؤثر على سلامة الملاحة الدولية وأمن إمدادات النفط العالمية.
وأضاف: “لذلك فإن السعودية تندد بأشد العبارات بهذه الهجمات الإرهابية، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف صارم تجاه الجهات المسؤولة عن مثل هذه العمليات التخريبية الاستفزازية”.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن الهجمات لم تسفر عن وقوع أي إصابات أو تسرب نفط أو مواد كيميائية ضارة، إلا أنها كانت من المحتمل أن تتسبب في حدوث خسائر فادحة في الأرواح ووقوع كارثة بيئية في خليج عمان.
بدورها صرحت المندوبة الدائمة للنرويج لدى الأمم المتحدة السفيرة منى يول قائلة: “أنا ممتنة لعدم تعرض طاقم السفينة النرويجية للأذى، إلا أن السفينة تعرضت لأضرار مادية، وذكرت أن السلطات النرويجية تقوم حاليا بتقييم الوضع بالتعاون الوثيق مع الأطراف المعنية بما في ذلك السلطات الإماراتية”.
من جانبها، شددت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، على أن هذه الهجمات تأتي في وقت يتعين فيه على الجهات المعنية المسؤولة في جميع أنحاء المنطقة العمل معا من أجل تخفيف التوترات، مبينة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتعاون مع كل من السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية للتحقيق في هذه الهجمات.
كما تنوي كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والنرويج إخطار المنظمة البحرية الدولية رسميا بشأن هذه الهجمات، والتهديد الذي تشكله على الشحن البحري الدولي.