أخبار عالمية

صحف أمريكية: قرار أوباما بإرسال قوات خاصة إلى سوريا يعكس الاعتراف بتغير الظروف على الأرض

592

أ ش أ

اهتمت كبريات الصحف الأمريكية اليوم بالتعقيب على قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنشر عدد صغير من قوات العمليات الخاصة في سوريا ، حيث رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن هذا القرار ، يمثل تحولا رئيسيا لاوباما ، الذي لطالما كان عزمه على هزيمة داعش متوازنا بفعل قلق دائم بعدم تورط القوات الأمريكية بعمق في الصراع السوري المستعصي على الحل.

وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم السبت – إن هذه الخطوة ، التي أوصى بها فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي ، تعكس استياء أوباما المتزايد من توقف إحراز أي تقدم في العراق وسوريا ومن شعور قادته بأن “لداعش نقاط ضعف كبيرة يمكن استغلالها”.

وأضافت أن نشر قوات العمليات الخاصة الأخير إلى جانب توجه الطائرات الحربية الأمريكية الجديدة إلى تركيا ، يشير إلى أنه سيتم تكثيف الغارات الجوية قريبا ، لافتة إلى أن البيت الأبيض يخطط لإرسال طائرات هجومية من طراز “أيه-10” ومقاتلات “اف-15” إلى قاعدة انجرليك الجوية في تركيا ، حيث ستتمكن من دعم العمليات البرية ضد داعش.

وأشارت الى أن الطائرات كثيفة التسليح من طراز “ايه-10″، التي تحلق ببطء وعلى ارتفاع منخفض فوق ساحة المعركة ، قد بنيت لدعم القوات البرية المشاركة في العمليات القتالية.

وفي الوقت ذاته ، اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه على الرغم من كون القوات التي أمر أوباما بنشرها صغيرة في الحجم ، الا أنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لرئيس كان يرفض نشر قوات برية امريكية داخل سوريا الا لشن غارات سريعة .
وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن القوات الأمريكية ستقدم المشورة للقوات المحلية التي تحارب داعش ولن تضطلع بدور قتالي مباشر ، بيد أنهم تركوا الباب مفتوحا أمام إمكانية إرسال المزيد من القوات مستقبلا.

وأشارت إلى أن هذا التصعيد يأتي عقب أسابيع من زج روسيا بنفسها في حرب أهلية متعددة الأطراف لدعم الرئيس السوري بشار الأسد ، وقصف قوى المعارضة ، وتشمل بعض القوى التي تدعمها الولايات المتحدة، لافتة إلى أنه حتى لو لم يتم وصف تصرف الولايات المتحدة بأنه رد على روسيا ، فإن إرسال قوات أمريكية سيزيد من تعقيد ساحة معركة متلونة بقوى متباينة وولاءات غامضة في بعض الأحيان.

وأوضحت أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز الجهود الدبلوماسية التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، الذي توصل أمس الجمعة إلى اتفاق في فيينا مع الدول متضاربة المصالح لاستشراف امكانية “وقف إطلاق النار في البلاد” ومطالبة الأمم المتحدة بالإشراف على إعادة النظر في الدستور السوري ثم اجراء انتخابات جديدة ، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يمثل المرة الأولى التي يتفق فيها جميع المشاركين الخارجيين الرئيسيين على بدء عملية سياسية لإنهاء الحرب.

ورأت الصحيفة أن الهدنة ما زالت بعيدة المنال ، وأن التحرك العسكري للرئيس الأمريكي أوباما هو أحدث خطوة تصعيدية في الصراع الممتد في سوريا والعراق المجاور ، حيث كان اوباما يعتزم من قبل استخدام القوة الجوية الأمريكية لمساعدة القوات المحلية على الارض ، وها هو الآن يرسل 3 آلاف و500 جندي أمريكي إلى العراق.

من جانبها ، رصدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن قرار إرسال قوات أمريكية إلى سوريا يأتي متزامنا مع تغير الإدارة الأمريكية بشأن مصير الحاكم السوري بشار الأسد في محادثات دولية انعقدت في فيينا ، موضحة أن مسؤولين أمريكيين كانوا يطالبون من قبل برحيل الأسد وعدم مشاركته في أي هدنة ، الا أنهم الآن أعربوا عن استعدادهم للسماح ببقاء الدكتاتور في السلطة لعدة أشهر أو أكثر خلال عملية انتقال سياسي.

وأضافت أن قرار إرسال قوات برية إلى سوريا أثار انتقادات من بعض الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس، حيث اتهم بعض النواب أوباما بأنه يخطىء بتعريض العسكريين الأمريكيين للخطر، فيما حذر أخرون من أن هذه الخطوة صغيرة للغاية لإحداث فرق.
ومن جهة أخرى ، سلطت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية ، الضوء على تغير الوضع في سوريا ، مما دفع أوباما لاتخاذ قرار بضم إيران الى محادثات السلام وإرسال قوات خاصة لدعم الأكراد السوريين.

وقالت إن واقعية سياسة أوباما الخارجية تجلت بصورة كاملة هذا الأسبوع على جبهتين لهما صلة بسوريا. أولاهما: جلوس الولايات المتحدة أمس الجمعة مع إيران في المحادثات الدولية بشأن سوريا – على الرغم من معارضة واشنطن على مدى سنوات لأي دور دبلوماسي لطهران في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية – وثانيهما: إعلان البيت الأبيض عن إرسال ما يقل عن 50 من قوات العمليات الخاصة إلى شمال سوريا – وهي خطوة تلغي تعهد أوباما من قبل بعدم انخراط قوات امريكية في قتال على الارض – وأوضحت أنه في كلتا الحالتين ، فإن هذه التطورات تعكس الاعتراف بتغير الظروف على الأرض وتؤكد ضرورة انتهاج اساليب جديدة على الجبهتين العسكرية والدبلوماسية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى