شيخ الأزهر بمؤتمر طرق السلام: تم تمرير صورة خاطئة عن الإسلام في العالم الغربي

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنه تم تمرير صورة خاطئة عن الإسلام في العالم الغربي، مشيرًا إلى أن السبب في كل ما يحدث هو تجارة السلاح في الغرب، والذي أدى إلى نشوب صراعات دينية ومذهبية تؤدي إلى هذا الصدام الدموي .
وقال شيخ الأزهر، خلال مشاركته في مؤتمر طرق السلام في ألمانيا، اليوم الأحد، أن المسلمين قاموا بتطوير الثقافة اليونانية ، وقاموا بوضع الأسس المهمة للعلوم والفلك ، وقاموا بإعطاء الغرب الكثير من العلوم ، لافتا إلى أنه بدون الإسلام ،والمسلمين ما كان الغرب لهم أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه .
وأشار إلى أن المسلمين قاموا بإسهامات عديدة في الطب والفن والأدب ، وبعد ذلك تم تمرير صورة خاطئة عن الإسلام في العقل الغربي حيث تم إبراز ما يقوم به أشخاص غير طبيعيين من أفعال غير طبيعية ، وقاموا بإظهار البلدان العربية كما لو كانت بلدان لتقديم البترول فقط وتقديم المواد الأولية اللازمة للاقتصاد الغربي ، هذه الصورة تعد غير طبيعية وصورة مصطنعة لا تعكس الواقع الحقيقي للعالم الإسلامي ، ولا تعكس الثقافة العامة للمسلمين .
وشدد على أن العالم الإسلامي لديه القدرة على خلق وإظهار التعايش السلمي بين معتنقي الأديان الأخرى ، ولذلك فانه من الضروري أن يجد العالم الإسلامي حظه كما وجده الغرب .
وتابع قائلا ” اريد أن أطلق نظرة إلى عالمنا الإسلامي من وجهة نظر غربية حتى نرى المسافة التي تفصل بين القول والفعل ، إننا في العالم الشرقي والعالم العربي قمنا بمجهودات كبيرة للتحرر من الاستعمار الأجنبي وأساليبه السياسية والاقتصادية ، وفي هذا التوقيت الذي تحررنا منه أريد أن اطلب منكم أن لا تنظروا فقط إلى العالم الشرقي على انه مسرح للصراع السياسي وأن تتركوا الفقراء المساكين الذين لا يزالون يدفعون ثمن هذه الحروب الإقليمية والدولية والذين يحاربون بدلا من الآخرين .
وأضاف شيخ الأزهر، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خلال مشاركته بمؤتمر طرق السلام، أن النقاط التي تتركز فيها الأمراض و الضعف الأخلاقي في مجتمعنا علاجها لا يقتصر على التقدم العلمي والتكنولوجي ، ولا يكمن في العقائد العلمانية فقط ، وإنما الحل يكمن في التفاهم والحوار والتحرك الدولي من أجل الإنسانية،ليقود عالمنا المعاصر.
وتابع الطيب قائلا “يجب علينا أن نعمل على أن يحل السلام على جميع الأديان على مستوى العالم لافتا في الوقت ذاته إلى أنه لن يكون هناك سلام في العالم إن لم يكن هناك سلام بين الأديان”.
وأكد الطيب رغبة الأزهر في التعاون مع منظمة طريق السلام الأخضر من أجل إحلال السلام ، موضحا أنه قادم بالسلام كشخص مسلم يمد يده إلى الجميع مهما كانت الديانة ، داعيا في الوقت ذاته جميع الأديان إلى اتخاذ هذه الخطوة.
وأشار الطيب إلى أن الأزهر قام بمجهود كبير للدعوة إلى السلام .