أكد شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن المصريين أدركوا أن رسالة الأديان هي السلام, وأن الوطن هو المظلة الجامعة لكل أبنائه, مشيرا إلى أن الأزهر بادر بتأسيس بيت العائلة المصرية بالتعاون مع الكنائس المصرية, ليتدارك المشكلات الاجتماعية ويمنع محاولات إلباسها نزعة دينية, والتأكيد على الرسالة الإنسانية التي جاءت بها الأديان.
جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر, اليوم الخميس, عددا من نواب البرلمان الفرنسي, برئاسة النائبين كلود جوسجن وجويندال رويار.
وبين فضيلته أن نجاح النموذج المصري الداخلي دفع الأزهر لتوثيق العلاقات مع المؤسسات الدينية العالمية, كالفاتيكان وكنيسة كانتربري ومجلس الكنائس العالمي, لافتا إلى أن الحوار معها لا يقتصر على القيادات الدينية بل يمتد إلى الشباب, ولذلك تبنى الأزهر برامج خاصة بالشباب بالتعاون مع المؤسسات الدينية, لتنقل الحوار بين الأديان من الإطار النظري والفكري إلى التطبيق العملي على أرض الواقع.
من جانبهم, قال أعضاء الوفد الفرنسي إن الإمام الأكبر له رمزية ومكانة كبيرة كأهم شخصية دينية في العالم الإسلامي, مضيفين أن فضيلة الإمام الأكبر تمكن من كسر حدة التوتر بين الأديان وتوثيق العلاقات الإسلامية المسيحية من خلال الحوار مع المؤسسات الدينية الكبرى في العالم.
وأوضح الوفد أن منهج الأزهر ودوره في مصر جعل منها نموذجا للعلاقات بين أبناء المجتمع الواحد يقوم على فكرة المواطنة المشتركة, معربين عن تطلعهم للاستفادة من خبرات الأزهر وفكره في تحقيق الاستقرار المجتمعي في أوروبا في ظل التعددية الدينية في المجتمعات الغربية.