شكرا المشير طنطاوي.. القائد الأمين الذي حمى مصر
افتتاحية بروباجندا
هل سألت نفسك لماذا يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على حضور المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، أغلب إن لم يكن جميع الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، وما هي دلالة جلوس المشير على الجانب الأيمن من الرئيس، وما هي حيثيات تشييد محور المشير بالتجمع الخامس في مدينة القاهرة الجديدة ؟
ولماذا حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على افتتاح مسجد المشير طنطاوي قبل 4 أعوام بنفسه، والذي يعد تحفه فنية معمارية من حيث التصميم والإنشاء أقيم على مساحة 8 آلاف متر مربع ويتسع لـ 3 آلاف مصلى ويضم قاعتى مناسبات رئيسية بإجمالى 1250 فردا، إضافة إلى 5 قاعات مناسبات فرعية بإجمالى 1300 فرد، ليتصدر قائمة أكبر المساجد المصرية .
في الواقع تتلخص الإجابة على كل هذه التساؤلات وعشرات غيرها في مفهوم واحد: إنها رسائل الوفاء من الرئيس للمشير، فقد جمعت بينهما ملحمة وطنية في حب مصر وتقديم كل ما يمكن تقديمه لأجل الحفاظ عليها وحمايتها من الشرور والمكائد التي كانت تحاك ضدها في أحلك فترات الصعوبة التي مرت بها في أعقاب أحداث 25 يناير 2011 .
حيث كان زمام البلد كله في يديه وكان بإمكانه التفكير في تحقيق مصالح أومكتسبات خاصة أوحتى يسعى لمجد شخصي، وساعتها كانت الأوضاع ستنقلب رأساً على عقب وكانت سفينة الوطن ستتجه إلى منطقة صخور وأمواج عاتية وفيضانات كارثية، لكنه لم يفكر سوى في مصلحة البلد المؤتمن عليها .
مقولات خالدة
لقد أثبتت جميع المواقف والشواهد أنه قاد البلاد خلال واحدة من أصعب الفترات التي مرت بها البلاد، حتى قال عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي: ” لقد كان أفهمنا وأكثرنا حرصاً على بلده، ربنا يجازيه عنا خيراً، وعن اللى عمله مع الجيش ومصر، وتحمل ما لا تتحمله الجبال” .. فبهذه الكلمات الرقيقة تحدث الرئيس السيسي عن المشير محمد حسين طنطاوى، القائد الأعلى الأسبق للقوات المسلحة .
فأثناء احداث 25 يناير واحتلال المتظاهرين لميدان التحرير وتسلل عناصر إجرامية وتخريبية وأصحاب أجندات خاصة مشبوهة ضد الوطن وسط الحشود الشعبية .. قال المشير طنطاوي: ” هو يعني احنا كقوات مسلحة مش قادرين نضرب قنبلة صوت واحدة ما تخليش نملة موجودة في الشارع من غير ما نوقع نقطة دم” .
ومما يذكره له التاريخ أيضاً أنه اول ما نزل ميدان التحرير، خلال الأحداث الخطيرة التي كانت تموج بها مصر خلال أحداث يناير 2011 ، قال المشير طنطاوي موجهاً حديثه لأحد الجنود الأبطال: ” ماتخافوش مصر مش هتقع لحد ما أسلم البلد ستمر هذه الفترة بسلام” .
وخلال احداث محمد محمود قال أيضاً: هو انا لو بعت كتيبة صغيرة مش هايجيبوا كل المخربين متكتفين .. بس برضه احنا كمجلس أعلى للقوات المسلحة بنقول دايماً دول اولادنا ولازم نصبر عليهم لأنهم فاهمين غلط” .
سيرة ذاتية
ولد « طنطاوى» فى 31 أكتوبر 1935، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، ودرس بكلية القادة والأركان عام 1971، وفى كلية الحرب العليا 1982، وشغل مناصب قيادية عديدة بالقوات المسلحة، حيث كان قائد فرقة مشاة ورئيساً لهيئة العمليات .
وشارك المقاتل «طنطاوى» بأغلب الحروب التى خاضتها مصر، حيث حارب فى حروب 1956، و1967، والاستنزاف، بالإضافة لحرب أكتوبر 1973، وكان بالأخيرة قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة .
فى 15 أكتوبر ١٩٧٣، حاول العدو الإسرائيلى، عبثاً، النفاذ للعمق المصرى، رداً على عبور قواتنا إلى عمق سيناء، لذا دفعت إسرائيل بفرقتين مدرعتين وكتيبة مظلات إلى مزرعة تقع على الضفة الشرقية لقناة السويس قرب مدينة الإسماعيلية، وكانت مشروعاً تجريبياً تم إنشاؤه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وبمشاركة خبراء من اليابان، لكن الإسرائيليين اختلط عليهم الأمر حينما شاهدوا بعض الكتابات باللغة اليابانية على منشآت المزرعة، فسموها « المزرعة الصينية» .
وقتئذ كان المقدم محمد حسين طنطاوى، قائد الكتيبة 16 مشاة، مرابطاً فى المكان، فاستبسل وجنوده فى صد الهجوم، وكبّدوا الإسرائيليين خسائر فادحة باعتراف إرييل شارون، بقوله: « قتل حوالى 300 جندى من فرقتى، وأصيب نحو 1000، وجميعنا أمضينا واحدة من أسوأ الليالى بحياتنا». وبعد نصر أكتوبر، حصل الضابط طنطاوى على نوط الشجاعة العسكرى، وفى عام 1975 عمل ملحقًا عسكرياً لمصر فى باكستان ثم بأفغانستان، وفى 1987 تولى قيادة الجيش الثانى الميدانى، ثم قوات الحرس الجمهورى عام 1988، حت ى أصبح قائدًا عامًا للقوات المسلحة ووزيرًا للدفاع عام 1991، ثم حصل على رتبة مشير عام 1993 .
طيلة أكثر من 20 عاماً على رأس الجيش المصرى كان للمشير طنطاوى كثير من المواقف والقرارات، منها ما رواه الرئيس السيسى بقوله: « ضباط الجيش والصف والجنود كانوا يتقاضون نصف رواتبهم لمدة 20 سنة، عشان الجيش يحقق قدرة اقتصادية تساعده، والسيد المشير كان صاحب هذه الفكرة» .
الزى العسكرى للمشير « طنطاوى» يجسد مشواره وتضحياته، حيث حمل أوسمة وأنواطا وميداليات، منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكرى، ونوط النصر، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، وميدالية يوم الجيش .
أما حكمة المقاتل المشير طنطاوى فظهرت عندما تولى قيادة البلاد خلال احداث 25 يناير، وبعد تخلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن الحكم، حيث استطاع الحفاظ على وحدة وتماسك البلاد، حتى إجراء أول انتخابات رئاسية فى منتصف عام 2012، وخلال هذه الفترة كان الجيش تحت قيادة طنطاوى حائط الصد الأول عن الشعب والوطن ضد محاولات التفتيت وزرع الفتنة .
لمسة وفاء
شكراً للمشير طنطاوي .. الرجل الذي تحمل المسئولية بأمانة وبطولة، وأبى إلا أن تصل سفينة الوطن إلى بر الأمان .