افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرعاجل

شعب قادر بس مش فاجر.. عبقرية السلام أقوى 100 مرة من غباء الحرب

افتتاحية بروباجندا

ما أسهل أن تشعل النيران، لكن ما أصعب أن تطفأها.. وما أيسر أن تهدم هذا الجدار لكن ما أشقى أن تعيد بنائه، ما أهون أن تقتل نفساً.. لكن ما أروع أن تحييها.. ما أكثر ما تقول وما أقل ما تفعل.. تبرز هذه الحكم البليغة عبقرية ووجاهة المنهج الذي اختارت القيادة السياسية متمثلة في الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لاشتعال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي مر عليها نحو الشهر كاملاً.

فمع تلاحق الأحداث منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، على اثر الضربة الموجعة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الغاصب، سارع الرئيس السيسي إلى التأكيد على أنه لا حل لهذا الصراع إلا بإعلان قيام الدولة الفلسطينية كحق شرعي على حدود الرابع من يونيو 1967 .. رافضاً كافة مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وذلك قبل أن ينطق أحد غيره ولو بكلمة.

وعلى مرأى ومسمع من جميع دول العالم، البعيد قبل القريب، أوصل الرئيس السيسي رسالة أخرى في منتهى القوة تتمثل في التأكيد على سيادة مصر على كل حبة رمال من أراضيها رافضاً جميع دعاوى ومزاعم واغراءات التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني،، موجهاً رسالة تحذيرية أخرى مضمونها أن الشعب المصري تجمعه راية موحدة يعبر عنها الرئيس الشرعي عبد الفتاح السيسي وأن التاريخ لن يسامحه إذا قبل أي انتهاك أو اختراق للسيادة المصرية الكاملة.

وبجوار جميع هذه المسارات السياسية والدبلوماسية الرامية لوقف نيران الحرب المجنونة.. كانت جميع أجهزة الدولة المصرية الرسمية بل والشعبية تتحرك في آن واحد واتجاه لا يحيد لتقديم جميع أوجه الدعم والمساندة ولملمة جراح الأخوة الفلسطينيين، بعيداً عن الأصوات الحنجورية وأدعياء الشهامة والرجولة الذين تمضخت مواقفهم عن “مخاصمة” رئيس وزراء الكيان الصهيوني المعتدي وبدون ذكر أسماء كان هذا تحديداً كل ما تفتق فعله صاحب السلطانية العثمانية.

فبمرور الوقت واستمرار المواجهات الدامية، وكالعادة، لم يجد العاجزون المتفلسفون المتنطعون سوى المطالبة بأن ترفع مصر شعار الحرب معلنين أنهم على أتم الاستعداد للقتال حتى آخر جندي مصري وذلك دون أن يخبرونا ماذا هم فاعلين.. ومنادين بأن تفتح مصر معبر رفح على مصراعيه ليل نهار دون أن يقولوا لنا كيف سيكون الحال إذا اتسع نطاق المواجهة فهل هذا سيمنح قبلة حياة للأخوة الفلسطينيين أم أنه فقط سيزيد النار اشتعالاً.. وهنا تحضرنا الآية الكريمة التي قالها المنافقون المعوقون: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ).

فتلك عادتهم المقيتة البغيضة الدنيئة.. فهؤلاء المتخرصون لا يرحمون ولا تعجبهم أن يتحرك غيرهم وفق حسابات العقل والمنطق والفائدة.. يكتفون بالمشاهدة ومصمصة الشفاة والتفوه ببعض الكلمات الفارغة التافهة أمثالهم، وكل هدفهم التهوين من روعة وبسالة الموقف المصري الذي ينطلق من ثوابت راسخة كشموخ الجبال.. فهم لا يستوعبون ولا يرغبون أن يفهمون أن شعب مصر قادر لكنه ليس بفاجر.. وشتان بين الاثنين.

نعم .. فمصر دولة قوية وتملك جميع مقومات خوض أي حرب ضد أي كيان، لكن إذا كان هذا في صالح الدولة والأمة.. وفي حالة الأحداث المشتعلة الجارية.. هل من الصالح العام الانجرار إلى إضرام حرب اقليمية شاملة لا يعلم مداها أحد، أم إجبار الخصوم على الاعترف بحق شعبنا الفلسطيني الشقيق في إعلان قيام دولته وحفظ سيادته.

وهل يا أدعياء الزعامة والبطولة الزائفة من الأخلاق أن لا تكف عن تمثيل دور “شجيع السيما” في القاعات المكيفة وأمام كاميرات دولتك وتمارس دور الموجه المشرف ومسئول تقييم الدور المصري العظيم والتنظير علينا بما يجب أو لا يجب ان نفعله.. فإلى هؤلاء الأدعياء وغيرهم: إما أن تقوموا بمثل ما تقوم به مصر أو تخرسوا و “تنقطونا بسكاتكم“.

كلمة أخيرة

إن أعظم هندسة في الوجود أن تبني جسور السلام فوق بحور الدماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى