
“اللى ما ياكلش فسيخ من أسوان يبقى ماكلش”، عبارة يرددها أهل أسوان مع اقتراب أعياد الربيع وشم النسيم كل عام، حيث تتجه أنظار المواطنين من أهالى المحافظة الساحرة والزائرين لها والسائحين الأجانب، صوب محال بيع الفسيخ والملوحة الشهيرة والتى يتم اصطيادها من المياه العذبة لبحيرة ناصر، وعلى بعد أمتار من ميدان محطة السكة الحديد بمدينة أسوان، يقع شارع سعد زغلول السياحى، معقل بيع الفسيخ والملوحة الأسوانى، والذى تنتشر به لافتات المحال التجارية لأشهر البائعين والتى تشهد إقبال الكثيرين طوال العام وخاصة خلال الأعياد.
ورصد مندوب وكالة انباء الشرق الأوسط بأسوان بالصور والفيديو قبل أيام من الإحتفال بعيد شم النسيم، حركة البيع والشراء للفسيخ الأسوانى بسوق سعد زغلول السياحى، حيث المحال التجارية التى تشتهر بصناعة الفسيخ التى توارثها الأحفاد عن الأباء والأجداد، ما يجعل هذه الصناعة جزءًا أساسيًا من اقتصاديات مدينة أسوان على وجه الخصوص.
يقول عصام عبدالصبور صاحب أحد المحال التجارية لبيع الفسيخ، إنه ورث هذه المهنة عن والدة وأجداده منذ أكثر من 50 عاما، داخل المحل الشهير الذى تمتلكه الأسرة بالسوق السياحى، والذى يزوره المئات من السائحين الأجانب والمصريين سنويا، لذا نهتم بجودة المنتج من الفسيخ الأسوانى، بعد أن أصبح له زبائنه المعروفين.
ويضيف أن مهنة تصنيع الفسيخ تعود لأيام الفراعنة، خصوصا فى أعياد شم النسيم حيث يحتفل جميع المصريين بقدوم فصل الربيع، من خلال أكل الأسماك الطازجة والمملحة على وجه الخصوص، يضاف إليها البصل الأخضر أو الجاف، والليمون، والخضروات المتعددة، والبيض الملون وغيرها من العادات المصرية.
وتختلف أنواع الفسيخ الأسوانى وفقا لنوعية السمكة التى تدخل فى صناعته، فهناك أنواع الراية وكلب السمك والبورى وأسماك البلطى الأخضر والتى يتم تربيتها فى المياه العذبة لبحيرة ناصر، وهى تختلف كليا عن الأنواع التى يتم تربيتها فى المياه المالحة أو المزارع السمكية، بمنطقة الدلتا شمال مصر.
ويوضح الحاج أحمد الضبع، صاحب محل فسيخ أسوانى بسوق سعد زغلول السياحى، أن عملية تصنيع الفسيخ أو الملوحة الاسوانى تمر بعدة مراحل تبدأ بصيد الأسماك المخصصة لصناعة الملوحة والفسيخ، ثم نقلها الى الفسخانى، ثم يعقبها أهم مرحلة من مراحل التصنيع والتى يتم خلالها فتح بطن الاسماك وتنظيفها جيدا، ثم يتم تمليحها جيدا بكميات كبيرة من الملح، وتوضع بعد ذلك فى صفائح فى فترة تتراوح ما بين 10 و15 يوما حتى تصبح جاهزة للبيع.
وعن أسعار الفسيخ، يقول الضبع إن الأسعار قفزت منذ عامين، لارتباطها بتحرير سعر الصرف، حيث سجلت أنواع الفسيخ الجامبو الكبير 150 جنيها للكيلو، وتتراوح أنواع الراية وأسماك البلطى الأخضر والملوحة المخلى ما بين 120 إلى 60 جنيها للكيلو بحسب الحجم والصفات.