ما كنت أتوقع يوما ما أن أقوم بزيارة سيوة ولكن ما سمعته من أصدقائي عن طبيعة هذه المدينة وأهلها وخيراتها دفعني لمشاركة أهلها أحتفالهم الثاني بمهرجان التمور وتذكرت مقولة ” بيت بلا تمر بيت فقير”
وما أن قررت الاستجابة لدعوة أهل الخير وطوال الطريق اسئل نفسي أسئلة هل أرض سيوة تلقي اهتمام الدولة؟
هل أرض سيوة تلقي اهتمام من وزارة السياحة ووضعها بالشكل اللائق علي الخريطة السياحية المصرية ؟
هل أهل سيوة الدولة تهتم بسماع أصواتهم ومشاركتهم في قضايا الوطن؟
كلها أسئلة بدت لي بوادر اجابتها منذ لقائي بمحافظ مطروح اللواء علاء ابو زيد وهو رجل مضياف بطبعة والذي لم ينتظر طرح تساؤلتنا حتي بادرنا بجميع الإجابات علي جميع الأسئلة التي أثيرت في أذهاننا.
بداية من قولة أهل سيوة والسلوم هما جناحي الأمان للمدخل الشمالي للبلاد وهما اول حائط صد للحدود المصرية الشمالية وان الأوان بعد طول إهمال لأهل سيوة أن يستردوا جزءا من حقوقهم وهي ليست منة عليهم وإنما ردا لحقوقهم فكانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي له بتطوير المدينة وأول ماورد علي ذهنه حق أهالي سيوة في أن يكون لهم صوتا مسموعا فبدأ التفكير في إنشاء مكتب إذاعي دائم بالمدينة ينقل نبض الشارع والمواطن بسيوة وهو مالاقي قبولا سريعا لدي القائمين علي الإذاعة المصرية والبدء الفوري في تجهيز إذاعة سيوة من داخل سيوة وكانت هذه أولي مكافآت الرئيس لأهالي سيوة أما عن ثاني المكافآت فكانت تطوير مصنع التمور وخطوط الإنتاج باستثمارات اماراتية واستهداف مركزا متقدما بدءا من العام القادم في تصدير التمور وتوفير العملة الصعبة وكانت الهدية الثالثة وهي افتتاح محطة كهرباء سيوة الذي عانت كثيرا من الظلام لترى النور بعد طول ظلام .
وكان لابد أن نرصد كيفية استقبال أهالي سيوة لهذه الهدايا ومنذ أن وطأت قدمي أرض الخير وقرائتي لـ يافطة علي مدخل المدينة تحمل عنوان ” أهالي مطروح يرحبون بضيوف أبو زيد” ومع أبو زيد الخير يزيد” بالإشارة لمحافظ مطروح الذي اطلقوه عليه ” ابن مطروح البار” هنا لمست أن حب الناس لا يشتري بمال أو سلع وإنما ” من أحبة ربه ورضا عنه حبب فيه خلقة” فكان التسارع في ذبح الخراف والأغنام والرقص والغناء والملفت للنظر ارتداء أهالي سيوة ذي العيد فكان استقبالنا عيدا بالنسبة لهم فكان استقبال اول هدية بالزغاريد والأفراح بافتتاح اول مصنع تمور باعلي تكنولوجيا خطوط انتاج ثم التوجه لافتتاح اول محطة كهرباء تبعها إعلان اللواء علاء ابو زيد عبر أثير الإذاعة مرددا هنا سيوة وانهالت الاحتفالات والمداخلات التليفونية عبر الأثير مهنئين أنفسهم باذاعتهم واعلانهم تأييدهم ومباركتهم لخطوات الرئيس عبد الفتاح السيسي .
سيوة أرض الفيروز أرض الاحلام أرض الخير .
سيوة بلد الطبيعة والمياه الكبريتية المعالجة لجميع الامراض بلد الرمال الساحرة بلد السفاري الخلابة ادام عليها الله خيراتها وأدام علي أهلها الخير والسعادة والحب والالتفاف والوحدة والفطرة التي لم ينل منها تكنولوجيا العصر .
أخيرا نداء لكل من يهمه أمر البلاد سيوة تملك من المقومات السياحية التي تؤلها لمنافسة كبري المدن السياحية العالمية ويجب وضعها علي الخريطة السياحية وتسويقها بالشكل الذي يليق بها ويستحقه أهل سيوة.
فمن يزور سيوة مرة لابد أن يعود لها مرات.
