آراءشويّة دردشة

سكينة القلوب والخطاب الديني | بقلم د. ضحي اسامه راغب

أكد السيد الرئيس السيسي خلال كلمته بالامس القريب في مؤتمر القمه العربيه الاسلاميه الامريكيه علي اهميه اصلاح الخطاب الديني كاحد حلول مشكله الارهاب.

وأوضح الرئيس أنه على مدار السنوات الماضية، تركزت التحديات الجديدة التى عصفت بوطننا العربى فى انتشار الإرهاب وتزايد خطورته، وفى إضعاف كيان الدولة الوطنية، بل فى تحدى فكرتها الأساسية كوطن جامع لأبنائه، وبوتقة تصهر الثقافات والطوائف والمذاهب المتعددة فى ولاء واحد لوطن واحد، فرأينا ضياع الاستقرار عندما ضعفت المؤسسات الوطنية، وشهدنا انتشار الترويع للآمنين عندما حلت الصراعات الطائفية والمذهبية محل التعايش المشترك، وتزايدت التدخلات الخارجية فى شئون الدول ومصائر شعوبها، وسرعان ما استغل الإرهاب الآثم الفرصة ليملأ الفراغ، الذى نتج عن عدم قدرة مؤسسات الدول على القيام بدورها الأساسى فى حفظ الأمن وتطبيق القانون.

لذلك فإن مواجهته يجب أن تكون شاملة، تبدأ من الحسم العسكرى، وتستمر لتشمل العمل على تحسين الظروف التنموية والاقتصادية والمعيشية فى بلادنا وبشكل عاجل وفعال، والتصدى للفكر المتطرف على المستوى الدينى والأيديولوجى والثقافى، من خلال تطوير التعليم، وتعزيز دور مؤسساتنا الدينية العريقة، وعلى رأسها الأزهر الشريف، لدحض الأفكار المتطرفة التى تبثها المنظمات الإرهابية، بحيث يتم من خلال منظومة فكرية وثقافية متكاملة نشر وإعلاء قيم الدين السمحة، وتعزيز مبادئ المواطنة، والتسامح والتعايش المشترك، حتى تصبح أفعالا وممارسات مجتمعية راسخة، لا تترك مجالا من جديد لقوى الظلام تلك أن تنمو وتنتشر”.

ولنجاح هذه القضايا تحتاج الى ثلاثة عناصر الأول المناخ بحيث لا تطغى ظروف سياسية او فكرية على مسيرة الحوار وهذا لم يتوافر من البداية، اما العنصر الثانى فكان ينبغى ان يكون الحوار بين اهل الاختصاص من العلماء والمفكرين بحيث لا ينزلق الى متاهات من الشطط والعشوائية بما يسمح للدخلاء ان يتسللوا الى الساحة ويفسدوا الهدف من طرح القضية وهذا ايضا لم يتوافر فقد دخلت اطراف لا علاقة لها بما يجرى على الساحة، اما العنصر الثالث فهو ألا تجرى كل هذه المساجلات فى العلن امام مجتمع مازالت نسبة الأمية فيه 30% لأن ذلك يعنى دخول اطراف ابعد ما تكون عن حساسية مثل هذه القضايا حين تصور البعض ان ما يجرى اعتداء على قدسية الدين وتشويه لثوابته.

هذه العناصر لم تتوافر لأن الإعلام جعل من القضية حقا مستباحا لكل من هب ودب، ووجدنا تجاوزات كثيرة تحت شعار الحوار والحريات والرأى الآخر بل وصل الأمر الى اشتباكات بالأيدى دفاعا عن الدين او هجوما عليه ..كان الظرف التاريخى مسيسا.. وكانت جماعات الحوار تلعب فى غير اختصاصها.. وكان الإعلام فجا وهو يناقش قضية الإصلاح الدينى بجهل وسطحية.

لا اقول ان تجربتنا فى السنوات الماضية مع قضية إصلاح الخطاب الدينى قد تعثرت ولكنها لم تحقق اهدافها حتى الآن بل انها تركت آثارا سلبية يجب ان نتنبه لها ومنها ظاهرة الإلحاد وهى جديدة علينا ليس فى فكرها ولكن فى اعدادها ولهذا لابد ان نختار الوسائل التى تحقق اهدافنا واهمها الا نلجأ لمن يتاجرون بالدين حفاظا على مصالحهم او من جعلوا الهجوم على الدين وسيلتهم للتربح امام اطراف دولية تستخدمهم لتحقيق اهداف مشبوهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى