سكان بريطانيا يفرون من فيضانات لم تحدث منذ 23 عاماً
مئات التحذيرات تلاحق المواطنين في المملكة المتحدة لتنبههم من حدوث فيضانات وأمطار غزيرة بسبب العاصفة “هينك” التي ضربت المملكة الثلاثاء، وأجبرت المواطنين على إخلاء منازلهم، بل وتسببت في قتل المواطنين حيث سقوط الأشجار على السيارات أثناء القيادة، إذ أعلنت شرطة “جلوسترشير” بغرب بريطانيا مقتل رجل في الخمسينات من العمر عندما سقطت شجرة على سيارته خلال العواصف قرب “سيرنسيستر”.
وسيطرت الصدمة على المواطنين بعد أن استيقظوا على مشهد الفيضانات؛ حيث وصل منسوب المياه في نهر “ترينت” أعلى مستوى شهده منذ أكثر من 20 عامًا، وغمرت المياه العديد من العقارات ما أدى لنقل العديد من الأشخاص الذين يعيشون بجوار النهر إلى فندق قريب.
ونصح مجلس المقاطعة السكان الذين يعيشون على طول “وادى ترينت” الاستعداد لحدوث فيضانات، لما أظهرته آخر التوقعات بأن مستويات الأنهار على طول نهر “ترينت” قد تقترب من أعلى المستويات المسجلة منذ عام 2000.
وبحسب الأرقام التي سجلتها الرياح المرافقة للعاصفة “هينك” في “آيل أوف وايت” قبالة الساحل الجنوبي لبريطانيا، الثلاثاء الماضي، وكانت الأقوى، وصلت سرعة الرياح 151 كم بالساعة.
وفي مطار “إيكزيتر” بلغت سرعة الرياح 130 كم على الساحل الجنوبي في “ديفون”، بحسب وكالة الأرصاد الجوية، كما انقطعت الكهرباء عن 10 آلاف مشترك بحسب “مؤسسة شبكات الطاقة” التي تضم شركات لتزويد الغاز والكهرباء.
العديد من الأهالي بالمملكة يقيمون في مراكب وبيوت متنقلة في نهر “نيني” قرب “نورثامبتون”، على بُعد 112 كم شمال لندن، هؤلاء أكثر عرضة لمخاطر الفيضانات لذلك تم إجلاء الكثير منهم بسبب ارتفاع منسوب المياه.
شوارع انجلترا تحولت إلى أنهار بعد أن غمرتها الفيضانات بل وغمرت البيوت أيضًا ولا يزال هناك أكثر من 500 تحذير من الفيضانات سارية في جميع أنحاء انجلترا وويلز، فأجزاء كبيرة من المملكة المتحدة تعاني من انقطاع التيار الكهربائي وتعطل حركة الطيران.
وفي ويلز صدرت 8 تحذيرات و32 إنذارا من فيضانات، وتحذير من فيضان قوي، ما يشير إلى خطر على الأرواح بحسب هيئة “الموارد الطبيعية لويز”، وقالت الشركة الوطنية المشغلة للطرق السريعة والطرق الرئيسية في بريطانيا، إن العديد من الطرق أُغلقت بسبب الفيضانات.
وحذرت شركات القطارات الركاب من تعطل الخدمات، بعد أن تسببت الرياح العاتية في اقتلاع أشجار وسقوطها على خطوط السكك الحديد، وتشمل الخسائر التي تسببت فيها العاصفة “هينك” إضعاف قدرة التربة والأنهار على استيعاب كميات الأمطار الغزيرة.
وتسبب ذلك في أضرار مادية كبيرة، ومن المتوقع استمرار تأثير الفيضانات على طول ضفاف الأنهار في المناطق الأكثر تضررًا مع وجود أكثر من 500 تحذير من فيضانات تتراوح خطورتها مابين الحمراء والصفراء، وأعلنت السلطات البريطانية مؤشر القلق بمقاطعة (نوتنجهامشاير) شرقي البلاد بسبب الفيضانات على طول نهر “ترينت”، وارتفاع مستويات المياه بسبب عاصفة “هينك”.
وفي الوقت نفسه، تم إصدار تنبيه صحي بارد باللون الأصفر في شمال غرب إنجلترا وويست ميدلاندز وإيست ميدلاندز وجنوب غرب إنجلترا، وسيستمر هذا حتى يوم الجمعة، ويعني تنبيه الصحة الباردة باللون الكهرماني، أنه من المرجح أن تكون تأثيرات الطقس البارد محسوسة في جميع أنحاء الخدمة الصحية لفترة طويلة من الوقت، مع احتمال تعرض جميع السكان للخطر.