أكد أرمان ايساجالييف سفير كازاخستان بالقاهرة أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، بوصفها لاعبا أساسيا في حل كثير من النزاعات والمشاكل في الدول العربية والأفريقية، موضحا أن ثورة 30 يونيو المجيدة مثلت البداية القوية لمصر حيث استطاعت الدولة المصرية النهوض واستعادة تماسكها ودورها القيادي تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرجل الذي تمكن بمنتهى الذكاء والقوة من استعادة هيبة الدولة وأمنها واستقرارها، ومحاربة الإرهاب الذي كاد يبتلع سيناء والكثير من المدن المصرية.
وأضاف ايساجالييف أن مصر لعبت دورا هاما في حلحلة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، والوساطة بين حركتي فتح وحماس، ولها دور بارز في الأزمات في عدد من الدول العربية; ما يؤكد بشكل واضح على ريادة مصر في حل الكثير من قضايا الشرق الأوسط في ضوء خبراتها ورصيدها والثقة في نزاهة دورها الكبير جدا.
وأكد ترحيب بلاده بإعلان القاهرة الذي يهدف إلى إطلاق محادثات السلام ووقف إطلاق النار في ليبيا، موضحا أن كازاخستان تدعو إلى إنهاء النزاعات المسلحة في ليبيا، واستعادة الأمن في البلاد والحفاظ على سيادتها واستقلالها في إطار مبادئ القانون الدولي.
وأفاد بان بلاده بوصفها دولة محبة للسلام تسهم بشكل فعال في تحقيق الأمن العالمي وتسوية النزاعات الدولية، بما فيها الصراع السوري من خلال استضافة عملية أستانا من أجل تحقيق التسوية السلمية في سوريا، والتي تعد جزءا لا يتجزأ من محادثات جنيف، وذلك في إطار الجهود الدولية لحل الصراع في سوريا، مضيفا أن الجانب الكازاخي ينظر إلى عملية أستانا باعتبارها ساحة فريدة من نوعها; نظرا لأنها تجمع بين الأطراف المتحاربة بشراسة على طاولة المفاوضات واحدة، بما في ذلك المعارضة السورية المسلحة.
وعن التعاون الثنائي، قال ايساجالييف إن مصر تعد الشريك التجاري الرئيسي لكازاخستان في القارة الأفريقية، مشيرا إلى نمو التجارة بين البلدين على مدى السنوات الخمس الماضية من 49 مليون دولار في عام 2015 إلى 98 مليون دولار في عام 2019، مضيفا أننا نواصل العمل لاستئناف مرة أخرى تصدير القمح الكازاخي للسوق المصرية.
وأفاد بوجود الإمكانيات التي لم تستغل بعد لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، مشددا على ضرورة تكثيف أنشطة اللجنة الكازاخية المصرية الحكومية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والثقافي الإنساني والعلمي التقني، التي عقدت اجتماعها الخامس في مارس 2017 بالقاهرة، مشيرا إلى أنه يتم حاليا التحضير للاجتماع السادس للجنة الحكومية المشتركة في كازاخستان بعد تسوية الأوضاع الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.
وأضاف أننا نخطط لتكثيف عمل مجلس الأعمال الكازاخي المصري، الذي تم تشكيله لتسهيل التواصل بين رجال الأعمال في كلا البلدين، وتنفيذ المشروعات المشتركة بين الشركات الكازاخية والمصرية، موضحا أن من أهم مجالات التعاون الواعدة هي قطاعات الأدوية والمنسوجات والصناعات الزراعية والسياحة وقطاع الفضاء وتصدير القمح الكازاخي إلى مصر، ومن المتوقع تنظيم زيارات متبادلة بين رجال الأعمال من كلا البلدين بعد تحسن الوضع الوبائي في العالم.
وأعرب عن اعتقاده بأن توقيع مصر على اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون بين مصر وكازاخستان، مؤكدا اعتزام بلاده المشاركة بنشاط في تطوير المنطقة الصناعية الروسية في مدينة بورسعيد من أجل تحويلها في المستقبل إلى منطقة لدول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وذكر ايساجالييف أننا نحتفل غدا الاثنين بذكرى الميلاد الثمانين للرئيس الأول وزعيم الأمة الكازاخية نور سلطان نزارباييف الذي أقام جمهورية كازاخستان وبهذا يعتبر مهندسا نموذجيا للدولة الحديثة لبلادنا، موضحا أن نزارباييف وضع استراتيجية “كازاخستان 2030″، بهدف دخولها ضمن قائمة أكثر 50 دولة متقدمة فى العالم.