أكد سفير كازاختسان لدى مصر إرمان إيساجالييف، أن هناك تطورا اقتصاديا هائلا فى الدول الإفريقية، وفى مقدمتها مصر، التى تعد من أقوى الدول الإفريقية، مشيدا بدور مصر فى تطور القارة الإفريقية ودعم دول المنطقة والقارة.
وقال سفير كازاخستان – خلال ندوة عن منظمة تضامن الشعوب الإفريقية اليوم الاثنين، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ51 – إن هناك تطورا خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة فى القارة الإفريقية، بفضل تحسن الإدارة السياسية والاقتصادية فى دول القارة، بجانب جذب الاستثمارات الضخمة وإنشاء مناخ عملى فى تلك الدول.
وأضاف أن مصر هى بوابة الدخول للقارة الإفريقية، وهناك علاقات قوية بين كازاخستان ومصر والدول الإفريقية، والتى تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتى السابق، وكان هناك العديد من الطلاب الأفارقة هناك.
ودعا السفير الكازاخى، الطلاب الأفارقة إلى الدراسة فى كازاخستان لما تمتاز به من خبرة هائلة فى كثير من المجالات، لافتا إلى أنه بعد تفكك الاتحاد السوفيتى أصبح لدى كازاخستان علاقات دبلوماسية جيدة مع كافة الدول الإفريقية، وكانت أول سفارة لها فى القاهرة عام 1993، والتى كانت مسؤولة عن علاقاتها مع الدول الإفريقية، والآن أصبح لها عدة سفارات أخرى فى الدول الإفريقية.
وأوضح أن هناك تطورا فى العلاقات بين كازاخستان وإفريقيا وزيادة فى التبادل التجارى مع الدول الإفريقية بشكل سنوى، مشيرا إلى أن هناك أيضاً مشروعات استثمارية فى كثير من الدول الإفريقية، والآن كافة الدول الآسيوية تتسابق للاستثمار فى إفريقيا لما تتسم به من آفاق كبيرة وتطور سريع ومناخ استثمارى جيد، كما انها تتسم بالانفتاح.
وأشار إلى أنه عبر مصر يمكن أن تدخل كازاخستان إلى إفريقيا موضحا أن هناك خطة لإنشاء مناطق لوجيستية فى المناطق الحرة بمصر، والعام المقبل من المتوقع توقيع اتفاقية تجارة حرة بين مصر واتحاد آوراسى، والذى تعد كازاخستان جزءا منه، ما يمهد الطريق ويفتتح أبوابا جديدة للاستثمار.
وبالنسبة للتعليم العالى، ومن خلال منظمة “آفرو آكت”، أعلن السفير عن منح دراسية من كازاخستان للدول الإفريقية بداية من العام المقبل.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية – الكازاخية، أكد إيساجالييف أن هناك علاقات تاريخية قديمة بين مصر وكازاخستان، كما أن مصر تعد شريكا استراتيجيا أساسيا لبلاده فى الوطن العربى ومنطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن مصر كانت من أولى الدول التى اعترفت باستقلال بلاده، ومنذ ذلك الوقت أصبحت العلاقات أخوية وعلاقة صداقة.
وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أوضح ذلك من خلال زيارة كازاخستان عام 2015، كما كان هناك ثلاث زيارات لرئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، ومن المنتظر أن يقوم الرئيس الجديد قاسم جومارت بزيارة مصر، وهذه الزيارات تسمح بتوطيد العلاقات ودفعها لأعلى مستوى.
وأشار أيضا إلى التعاون الاقتصادى والاستثمارى مع مصر، فضلا عن العلاقات الثقافية القوية، موضحا أن بلاده نظمت العام الماضى الكثير من الفعاليات الثقافية للترويج للثقافة الكازاخية فى مصر.
واختتم السفير الكازاخى كلمته معربا عن أمله فى تطوير المزيد من العلاقات مع مصر، مما سيؤدى بدوره إلى مزيد من العلاقات مع الدول الإفريقية، حيث إن مصر بدأت تولى المزيد من الاهتمام لإفريقيا.
من جانبه، وصف الدكتور حسام درويش الأمين العام للمنظمة الأفريقية “آفرو آكت”، القارة الإفريقية بأنها “القارة الماسية” نظرا لغناها بالثروات، مضيفا أنه وبعد عام 2019 الذى كان زاخرا بالفعاليات الإفريقية فى القاهرة، لاسيما بعد رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، كان ذلك بمثابة تسليط للضوء على إفريقيا، ما جعل العالم كله يتوجه إلى إفريقيا، وذلك يصب فى مصلحتها.
وأوضح أن العالم كله يتجه إلى إفريقيا وليس آسيا فقط، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تصبح منظمة “آفرو آكت” جزءا من منظمة تضامن الشعوب الأفرو- آسيوية.
وأعلن درويش عن أنه جرى توقيع اتفاقية لمركز، تم إنشاء 60 % منه على أرض جمهورية تشاد للتأهيل المهنى والتقنى ولتأهيل أطفال الشوارع والقضاء على الفقر والبطالة، وسيتم الإعلان عن افتتاحه فى القريب وقد يكون منتصف هذا العام، بالتعاون مع إحدى المنظمات الفاعلة فى جمهورية تشاد تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة فى تشاد وبدعم من منظمة “آفرو آكت”، ومن بعض الجهات المانحة، وسيكون مخصصا لأطفال الشوارع والسيدات غير العاملات والمتسربين من التعليم، كما سيكون له فروع فى أفريقيا.
كما أعلن أيضا عن أن هناك تعاونا مع وزارة الصناعة المصرية، ممثلة فى الهيئة العامة للتنمية الصناعية مع مصلحة الكفاية الإنتاجية، وتم الانتهاء من خطوات إنشاء وتطوير مركز تدعمه ألمانيا للتطوير المهنى والتقنى أيضا لتدريب العاملين.
وفيما يتعلق بالسياحة، قال درويش إنه سيتم إطلاق مدينة السياحة الإفريقية من إحدى الدول الإفريقية قريبا، وسيتم الإعلان عن افتتاح مركز ريادة الأعمال الإفريقى للشباب الإفريقى وسيكون مقره فى القاهرة، كما سيكون له فروع أخرى فى خمس دول أفريقية سيتم تحديدها لاحقا.
وأشار إلى أن كل هذه الاتفاقيات هدفها الترويج للمدن الأفريقية على كافة الأصعدة، مضيفا أن الثقافة والفنون سلاح قوى للترويج لأفريقيا أيضا، وموضحا أنه سيكون هناك مهرجان المسرح الإفريقى.
وأكد أن المنظمة تعمل مع كافة المنظمات الشقيقة وتساند الحكومات للتأثير فى المجتمع الإفريقى، وتنفذ الكثير من الأنشطة حتى تكون أكثر فعالية.
وأعرب عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنه فتح الباب من جديد، بعد أن كانت العلاقات المصرية الإفريقية ساكنة تماما، معربا عن أمله فى استمرار هذا الانطلاق نحو “القارة الماسية”.