
صرح سفير بلغاريا بالقاهرة لوبومير بوبوف بأن بلاده التي تتولي حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي تحت شعار “متحدون نقف أقوياء” وضعت أربع أولويات أساسية أثناء رئاستها للاتحاد ، وهي : التماسك الاقتصادي والاجتماعي والاقتصاد الرقمي، والمهارات من أجل المستقبل، وأمن واستقرار أوروبا والآفاق الأوروبية، والتواصل مع غرب البلقان، مشيرا إلي أن الاتحاد الأوروبي علي أعتاب مرحلة جديدة من الإصلاحات التي سوف تجعله أكثر اتحادا وأقوي وأكثر ديمقراطية.
جاء ذلك في حديث خاص لسفير بلغاريا أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم “الأحد”،بمناسبة تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بدءا من أول يناير الجاري ولمدة ستة أشهر.
وقال السفير بوبوف “إن صوفيا سوف تعمل علي دعم التماسك الاقتصادي والاجتماعي من خلال العمل علي الإطار المالي متعدد السنوات وسياسة زراعية مشتركة ومتماسكة ودعم الاتحاد الاقتصادي والمالي للاتحاد الأوروبي بينما سوف تركز في محور الاقتصاد الرقمي والمهارات علي تعزيز السوق الموحدة الرقمية وهذا يتضمن حزمة من الإجراءات تتعلق بالأمن السيبراني”.
وأضاف “إن الاتحاد الأوروبي يولي اهتماما واضحا بأمن واستقرار ورفاهية غرب البلقان ولهذا تعتزم الرئاسة البلغارية الاستفادة القصوي من خبرتها الإقليمية بدون خلق توقعات خاطئة بدعم الإصلاحات المتعلقة بدخول بعض دول غرب البلقان ووضعها علي أجندة الاتحاد الأوروبي” ، مشيرا إلي أن صوفيا سوف توفر الدعم الجيوسياسي والاقتصادي لغرب البلقان من خلال تحسين الربط بالطرق والسكك الحديدية والجوي والرقمي والتعليمي والطاقة.
وتابع قائلا ” إنه من المقرر أن تستضيف بلغاريا قمة غير رسمية علي مستوي القادة بين دول الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان في 17 مايو القادم بصوفيا” ، مشيرا إلي أن المفوضية الأوروبية برئاسة جان كلود جونكر تعتزم نشر ” استراتيجية المفوضية حول دخول صربيا والجبل الأسود المرشحين المتقدمين بنجاح في غرب البلقان”.
واستطرد بوبوف ” إن الرئاسة البلغارية سوف تعمل علي وضع وتنفيذ آليات فعالة لزيادة أمن مواطني الاتحاد الأوروبي وتعزيز الرقابة علي الحدود وإدارة أكثر فعالية لعمليات الهجرة، وذلك في ضوء البيئة الحالية التي تتسم بمجموعة من التهديدات الداخلية والخارجية فضلا عن مخاطر عناصر جديدة في مجالات الاقتصادية والمالية والطاقة والبيئية والقانون و الاجتماعية”، مؤكدا اهتمام صوفيا باستعادة الأداء الطبيعي لمنطقة شنجن.
وردا علي سؤال بشأن التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في مجالي الإرهاب والهجرة ، قال بوبوف ” إن بلغاريا سوف تعمل علي دعم كافة الإمكانيات لتحسين التعاون بين أجهزة الأمن وتنفيذ القانون وتبادل المعلومات بين الوكالات الأوروبية من أجل مكافحة الإرهاب وتحسين المرونة والحفاظ علي مستويات عالية للأمن السيبراني”.
أما عن الهجرة ، أشار إلي أن صوفيا تولي اهتماما خاصا بتنفيذ نظام مستدام لإدارة الهجرة وزيادة فعالية لسياسة العودة وأنها سوف تعمل علي دعم الحوار مع الدول الثالثة مؤكدا أهمية إحراز التقدم فيما يتعلق بإصلاح نظام اللجوء الأوروبي المشترك علي أساس مبادئ المسئولية والتضامن الحقيقي ومواصلة مناقشة القوانين التشريعية في إطار هذا النظام.
وردا علي سؤال بشأن السياسة الدفاعية والخارجية المشتركة للاتحاد ،قال ” إن الرئاسة البلغارية سوف تتعاون مع جهاز الاتحاد الأوروبي للأمن والدفاع من أجل تنفيذ كافة المبادرات المنبثقة عن الاستراتيجية العالمية للاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون بين الاتحاد وحلف الناتو وضمان أمن غرب البلقان من خلال بناء قدرات هذه الدول حتى تتمكن من التصدي للتحديات الأمنية بشكل مستقل”.
وحول السياسة مع دول الجوار الأوروبي، قال ” إن صوفيا سوف تعمل علي دعم جهود الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للتوصل إلي حل سلمي للنزاع في سوريا واستئناف المفاوضات في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة وتخفيف أوضاع المواطنين السوريين الضعفاء بما يتماشي مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة السورية”.
وأضاف بوبوف “بلغاريا ستدعم تعزيز جهود إعادة الإعمار والمصالحة في العراق بالإضافة إلي إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا علي أساس خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة”، مؤكدا اهتمام الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط علي أساس حل الدولتين من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وردا علي سؤال حول وضع القدس، قال “موقف بلغاريا والاتحاد الأوروبي هو دعم استئناف عملية السلام بالشرق الأوسط بعودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلي مائدة المفاوضات “، مؤكدا أن وضع القدس من ضمن القضايا محل التفاوض وأننا نعتبر القدس العاصمة المستقبلية لكل من فلسطين وإسرائيل – علي حد تعبير السفير.