زميل وشهيد | بقلم لواء اح اسامه راغب

بهتاف نموت نموت وتحيا مصر .. ألاف من أهالي الشرقية يشيعون جسمان الشهيد البطل أحمد الكفراوى, فقد اتشحت قرية صطف زريق بالسواد، عقب سماع خبر استسهاد العقيد أحمد الكفراوى خلال تأدية واجبه الوطنى بسيناء.
فالشهيد، رفيق الأنبياء في الجنة، وصاحب الروح الطاهرة التي ضحت بنفسها لأجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، فالشهادة شرفٌ لا يناله إلا من تمكن الإيمان في قلبه، وجعل حب الله تعالى هو الحب الأول والأخير بالنسبة له، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى للشهيد كرامات عدة، اولها أنه الله يغفر ذنوبه جميعاً بأول دفقةٍ من دمه، كما يُرى منزلته العظيمة التي أعدها الله سبحانه وتعالى له في الجنة، ويشفع لسبعين من أقرابه، فيا له من شرفٍ ليس بعده شرف، خص الله به الشهيد دون الجميع، لأن التجارة مع الله سبحانه وتعالى هي دائماً تجارة رابحة ولا تبور أبداً.
وقد نلت شرف التعامل معه من خلال اكاديمية ناصر العسكرية في دوره الازمات والتفاوض بكلية الدفاع الوطني, بأن ألتقي بأحد الدارسن ألا وهو الشهيد أحمد الكفراوى وقد لفت إنتباهي منذ البداية لما تميز به وسط زملائه.
لقد رأيته متميزا في أمور كثيره قد لا تكون في العمليه التعليميه ولكن تميزه كان في الاعتزاز بالنفس والثقه المتزنه بدون اي مبالغه, فلم يكتفي بالتميز الدراسي فقط إنما منحه الله مميزات عديده اهمها قبول وبشاشه الوجه وحب زملاؤه له والتعاون المستمر بينه وبين زملاؤه في هذه الدورة سواء زملاؤه من الدارسين العسكرين او المدنيين .. ويتحرك بين زملاؤه بخطوات ثابته مملوءه بالثقه والرزانه وقد قلت له ولزملاؤه أثناء الدوره التدربيه ان الشخصيه لا تتجزأ .. قلت له ولباقي زملاؤه ان العقيد الكفراوي يمتلك صفات الشخصيه القياديه الجسوره بالرغم ان ملامح وجهه هادئه جدا وبسؤالي لاحد المشرفين عليه في الدوره علي هذا الضابط فتاكدت ظنوني بالرد القاطع والواضح انه نموذج للظابط والدارس والزميل المتميز في المستوي التعليمي فقلت انه سوف يكون له مستقبل متميز النابع من الشخصيه والتربيه لذا كان خلوقا له معزه خاصه عند الجميع والشهيد لا يموت أبداً، بل هو حيٌ يُرزق عند ربه، يتنعم في نعيم الجنة المقيم، ويفرح بما أعد الله تعالى له، يقول جل وعلا في محكم التنزيل: ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”، فمن يخرج مضحياً بنفسه وماله وحياته يستحق هذه المكانة بأمرٍ من الله تعالى، فلولا تضحية الشهيد لضاعت الأوطان، فليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد أحمد الكفراوي، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه، فهو: شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وهو إنسان يجعل من عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية وهو الشمس التي تشرق إن حلّ ظلام الحرمان والاضطهاد.
رحم الله الزميل الشهيد العقيد احمد الكفراوي ونعزي انفسنا جميعا ولأهله واسرته الصبر والسلوان .. ورحم الله كل شهداء الاوطان ..