زفاف ملكي للأمير هاري وميجن ماركل يخطف أنظار العالم

تبادل الأمير هاري وزوجته ميجان قبلتهما الأولى وهما متزوجان على درج كنيسة سانت جورج قبل ركوب عربة تجرها الجياد في موكب عبر ويندسور.
و تجمع الآلاف من الأشخاص على طول الطريق الذي سيقطعه موكب العروسين حول البلدة ثم يعودان إلى قلعة ويندسور.
وشوهد الثنائي الملكي وهما يبتسمان ويلوحان للحشود من العربة المفتوحة التي يجرها أربعة جياد بيض في يوم مشمس ومشرق.
وكتبت رئيسة الوزراء تيريزا ماي عبر موقع تويتر : “أطيب تمنياتي للأمير هاري وميجان ماركل في يوم زفافهما. وأتمنى يوما رائعا لجميع الذين شاركوا في الاحتفال الوطني في حفلات الشوارع وغيرها من الفعاليات”.
وتم تنظيم مئات الحفلات التجارية والمجتمعية في جميع أنحاء انجلترا في نهاية الأسبوع الجاري، وشاهد الآلاف موكب العروسين الذي استمر 20 دقيقة عبر وندسور بعد حفل الزفاف.
كما هنأ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وقرينته صوفي، الأمير هاري وعروسه ميجان اليوم السبت بمناسبة زفافهما.
وقال ترودو في بيان: “اليوم شارك الكنديون في الاحتفال عندما تزوج الأمير هاري وميجان ماركل في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور”. وأضاف: “صوفي وأنا نهنئ العروسين نيابة عن حكومة كندا”.
وستتبرع كندا بـ 50 ألف دولار كندي (39 ألف دولار أمريكي) كهدية زفاف إلى مؤسسة “جامبستارت” الخيرية الكندية المخصصة لإتاحة ممارسة الرياضة لأطفال العائلات الفقيرة، وفقا للبيان.
و عقد الأمير هاري رسميا قرانه على ميجان ماركل، اليوم السبت خلال مراسم أقيمت في كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور الذي يحمل رمزية تاريخية كبيرة للعائلة الملكية البريطانية، تتبعها العالم أجمع وسط بهجة كبيرة.
وأعلن كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي رئيس الكنيسة الأنغليكانية اقتران العروسين أمام 600 مدعو، من بينهم الملكة إليزابيث الثانية وكوكبة من المشاهير.
وفي ختام المراسم الكنسية التي استغرقت حوالى ساعة، تبادل العروسان قبلة عند مدخل الكنيسة وسط تصفيق حار من الحشود، قبل انطلاقهما في تطواف بعربة تجرها جياد، ملقيين التحية على الحشود.
وبدأت مراسم الزفاف ظهرا (الساعة 11,00 بتوقيت غرينيتش) مع بضع دقائق من التأخر عن البرنامج الرسمي.
ومن بين المدعوين، المغني البريطاني إلتون جون ولاعبة كرة المضرب سيرينا وليامز والممثل الأميركي جورج كلوني وزوجته أمل علم الدين ومقدمة البرامج الأميركية أوبرا وينفري ولاعب كرة القدم السابق ديفيد بكهام وزوجته فيكتوريا، فضلا عن الشريكتين السابقتين لهاري تشلسي ديفي وكريسيدا بوناس.
وانضم إليهم ممثلون عديدون في مسلسل “سوتس” الذي فتح لميجن ماركل أبواب الشهرة، من بينهم باتريك آدمز وساره رافرتي وجابرييل ماشت.
وبدا التأثر واضحا على العروسين خلال المراسم التي تخللتها أغنية “ستاند باي مي” لبن إي. كينغ من إنشاد جوقة ونشيد منتخب ويلز للركبي، ما أضفى طابعا معاصرا على هذا الحفل التقليدي الطابع.
وفي شوارع بلدة ويندسور، رددت الحشود المقدر عددها بعشرات الآلف الأغنيات التي كانت تنشد في الكنيسة، مع رفع أعلام بريطانية وحتى أميركية في بعض الأحيان.
والتزم المعجبون المحتشدون في الشوارع الصمت لدى تبادل العروسين العهود وعلا الضحك عندما عرضت على الشاشات ردات فعل أفراد العائلة الملكية على العظة التي ألقاها مايكل كاري رئيس الكنيسة الأنغليكانية حول قوة الحبّ.
وصلت العروس التي اختارت فستانا أبيض بسيطا من تصميم دار “جيفانشي” الفرنسية رسمته البريطانية كلير وايت كيلر، على متن سيارة رولز-رويس بعيد وصول العريس ببزة عسكرية برفقة شقيقه الأكبر واشبينه وليام مشيا، وسط تصفيق الحضور.
ودخلت ماركل الكنيسة وحيدة قبل أن يلاقيها حموها الأمير تشارلز الذي حل محل والدها لاصطحابها إلى المذبح بعد خضوع الأخير لعملية في القلب. وبدا التأثر واضحا على والدتها دوريا راغلاند معلمة اليوغا التي كانت الممثلة الوحيدة عن عائلة العروس.
ومن المقرر أن يشارك المدعوون في مأدبة غداء تقيمها الملكة إليزابيث الثانية على شرف العروسين.
وقبيل الزواج، منحت الملكة لقب دوق ودوقة ساسكس للعروسين، بحسب ما أعلن قصر باكينغهام.
وقد احتل الشغوفون بالعائلة الملكية شوارع بلدة ويندسور الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا غرب لندن، منذ الجمعة.
ولم يتردد البعض في المبيت في العراء لرؤية العروسين. ونصبت حواجز حديد في الشوارع وانتشرت معدات وسائل الاعلام العالمية مع انتشار كثيف للقوى الامنية وصولا الى الاسطح.
وقالت بولا روبنسون (51 عاما) الآتية من إسيكس (شرق إنكلترا) والممددة على كرسي أمام شاشة عملاقة منصوبة في الشارع إن العروس “رائعة بالفعل وهاري مذهل وهو جدّ لطيف”.
أما الاميركية كارن لونغ الآتية من تكساس، فهي سعيدة جدا بأن خيار الأمير الشاب وقع على أميركية خلاسية.
وقالت هذه الأميركية السوداء التي رفضت الإفصاح عن عمرها “إنه لمصدر شرف كبير. ويخيل لنا إنها واحدة منا”، مضيفة “نحلم جميعنا بأن نصبح أميرات وها ميغن ماركل تحقق هذا الحلم!”.
وشكل هذا الزفاف محطة ايجابية للبريطانيين المنقسمين بشأن بريكست والمتحدين حول العائلة الملكية. ونظمت احتفالات في أنحاء البلد أجمع تزامنا مع الحفل.
واستقبل البريطانيون بايجابية دخول ميغن ماركل الممثلة السابقة الخلاسية والمطلقة الى العائلة المالكة مرحبين بالنفحة العصرية والتنوع الذي تضفيه على العائلة الملكية.
لكن في الايام الاخيرة قبل الزواج، بدرت تصرفات عن عائلة ماركل جديرة بمسلسل تلفزيوني.
فقد الغى والدها توماس ماركل مجيئه في اللحظة الاخيرة بعد خضوعه لعملية في القلب. وكان اثار فضيحة قبل ذلك بعد التقاط صور له في مقابل بدل مادي.
وصرح توماس ماركل الذي تابع الحفل على التلفزيون من كاليفورنيا لموقع “تي ام زي” إن “ابنتي العزيزة رائعة وهي تبدو جد سعيدة”.
وأعرب عن افتخاره بميجن وعن أسفه لعدم التمكن من حضور الزفاف.
ومن جانبه قال الاسقف الامريكي، مايكل كوري للضيوف، الذين حضروا حفل زفاف الامير هاري وميجان ماركل، في كنيسة “سان جورج” في قلعة ويندسور إن الامير هاري وميجان ماركل متحدان بـ”قوة الحب الصادق”.
وأضاف كوري، وهو أول إفريقي-أمريكي يرأس قداس الكنيسة الاسقفية “وقع شابان في حب أحدهما الآخر، وشهدنا على ذلك جميعا (هنا)”.
وأضاف، في خطابه لـ600 ضيف، من بينهم الملكة اليزابيث الثانية وباقي اعضاء الاسرة الملكية “إننا خلقنا بقوة الحب ومن المفترض أن نعيش حياتنا بالحب”.
وتابع “لهذا السبب فإننا هنا. هناك قوة من الحب تسمو بنا وتحررنا، عندما يعجز أي شيء آخر عن ذلك. إنها قوة الحب التي ترسم لنا طريقة الحياة”.
وأضاف “الحب الصادق القائم على التضحية، يغير الحياة ويمكن أن يغير هذا العالم”.