ريجيني و حبيب و معوض !! .. بقلم حازم منير
ريجيني و حبيب و معوض
منذ الاعلان عن فاجعة مقتل الشاب المصري بلندن شريف عادل حبيب و تنتابني حالة من الخوف ان تتوصل الشرطة البريطانية بمساعدة الاتحاد الاوروبي لقاتل الضحية و نكتشف انه ضابط شرطة مصري تم تكليفه من الدولة بالسفر الي بريطانيا لارتكاب الجريمة و القاء التهمة على الاوربيين انتقاما من تصرفاتهم و مواقفهم بسبب قضية الشاب الايطالي الضحية ريجيني.
لا تستغرب او تستبعد اي شيء ، فنحن في عالم غريب مثير ، و كل شيء قابل للحدوث في عالم يقوم القادرون فيه علي اعادة صياغة اوضاع غير القادرين و يفرضون عليهم حدودا جغرافية وحكاما و قواعد تتوافق مع مصالح الاقوياء و تزيد من اهدار حقوق الضعفاء.
بريطانيا تمكنت من تحديد سبب سقوط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء في يومين فقط، و هذا ما يعطيها السبق و القدرة على معرفة القتلة و تحديدهم في ايام قليلة بل و معرفة دوافع الجريمة و تداعياتها ايضا، لذلك هي تستطيع ان تلصق التهمة باى جهة و اى شخص لان لديها ادوات واذرع اعلامية كفيلة بالترويج والتسويق لاى تبرير او اتهام حتي ولو كان غير منطقيا طالما ترفع لافتات حقوق الانسان والانتهاكات والخروقات وغيرها من الالفاظ البراقة والتهم المسيئة بهدف الابتزاز السياسي.
اوروبا فقدت اهم ما كان يميزها في القرن الماضي و هو المصداقية ودعوات التسامح وقبول الاخر والاعتراف به وبحقوقه و التي اشتهرت بها في النصف الاخير من القرن الماضي، و عادت مجددا مع طوفان الربيع العربي لتاريخها الطويل، فالقارة العجوز صاحبة تراث ممتد من الخداع والمكر و الدهاء، و لما لا و هي صاحبة إختراع استعمار اراضي الاخرين واستغلال خيراتها تارة بمفهوم النهب العلني وتارة بمفهوم الاستثمار المشترك والتعاون.
الحقيقة ان قضية الشاب المصري القتيل شريف حبيب تثير اسئلة عديدة عن حقوق يفترض انها متبادلة ولا تقتصر على طرف دون الاخر، ومنها التحقيقات القضائية والجنائية المحايدة والشفافة والعادلة والسريعة، و التي طالبت بها حكومات امريكا واوروبا حكومة مصر في قضية ريجيني، والتي للاسف لم نطالب بها الحكومة الايطالية في قضية اختفاء المصري عادل معوض قبل ثمانية أشهر، الامر الذي يستوجب ان نطالب بها حكومة التاج البريطاني وان نترجم هذه المطالبة بادوات للضغط على الارض.
مد غطاء الحماية الوطنية للمصريين بالخارج وتصحيح مسارها ومعالجة الاخطاء التي كانت قائمة جزء جوهري من السياسات الجديدة المنتظرة لادارة السيسي، واعلام الغرب بان المصريين يتمتعون بنفس قوة اهالي البلد الوطنيين وبنفس النفوذ والحقوق اصبح مطلبا جوهريا، و صورة الاجنبي صاحب الباسبور الاجنبي في السينما المصرية لابد وان تنتهي، وطالما لا يميز الغرب بين الاجانب وابناء البلد فعلينا نحن ايضا ان نطبق مبدأ المعاملة بالمثل.
التعامل مع قضية شريف حبيب لا يجب ان تخضع لمبدأ ” اشمعني” او ” واحدة بواحدة ” وانما ان تخضع لمبدأ فرض احترام المصريين بالخارج ورعاية حقوقهم وإظهار اهتمام الدولة بهم بذات قدر اظهار الغرب اهتمامة ورعايته لابنائه خارج اوطانهم.
ليس مطلوبا المساومة او المقايضة، وانما تأكيد متابعة الدولة لحقوق ابنائها، و الزام الاخرين بالمسئولية السياسية والقانونية، وتطبيق مبدأ التساوي في الالتزامات، ومحاصرة حالة العنجهية والتعالي التي اصابت الغرب في تعامله معنا، واصراره على فرض نهج الاوامر والتوجيهات.
خسائر المواجهات متبادلة، و لن نخسر بمفردنا من مواجهة هنا او هناك انما ستخسر كل الاطراف، لذلك ستسعي كل الاطراف لتجنب المواجهات و المصادمات، و ستعمد لاسلوب التحاور و التفاهم والتعاون علي قاعدة المصلحة المشتركة، و طبقا لمباديء احترام حقوق الغير والتوقف عن التدخل في شئونه الداخلية.
حازم منير